غارقون في الفساد ... ونحن ؟
ماء السماء الكندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نسمع مرارا عن موضوعة المشاريع العملاقة ، هذه المشاريع هي عبارة عن تأهيل واصلاح البنى التحتية للعراق عامة وبغداد خاصة لانها منتجع للساسة واصحاب القرار المختصين بظاهرة المشاريع العملاقة الخطرة .
يقول علما وباحثون مختصون وهم ممن يشملهم عطف القرار ان الامطار التي ضربت مدن العراق لم يسبق لها مثيل منذ عصر الديناصورات وكميات الامطار التي توازي كمية البحر المتوسط لايمكن ان تستوعبها انابيب الصرف الصحي ، كان الاحرى بالمواطنين ان يبقروا لانفسهم خنادق عميقة لاختزان الماء لان فترة الجفاف الصيفي من شأنها ان تسحق العراق باهله لكن هذه الفرصة الذهبية لن تعوض وعليه يجب ان ننتظر بفارغ الصبر عسى ان يأتي مثل هذا الدهر الذي هجم فيه المطر على العراق لسويعات قليلة واغرقه بالكامل وان نتخذ خطة ادخار المياه.
لعل كلمة غرق تعني غمر الماء للشيء وهذا في معناها الاصح اما في عراقنا الغريق لها من المعان كثيرة واهمها الغرق في الفساد وهذا التعبير ليس مجازيا وانما تعبيرا واضحا يؤبد فكرة خيانة المسؤولين للشعب العراقي، المواطنون غارقون في بحر المياه الاسنة التي اندفقت من انابيب الصرف الصحي ، اما القائمون على وحش الخدمات الكاسر غارقون في الفساد النتن والمقيت يجرون خلفهم رافعات اذا ما توقفت دباباتهم المضللة وتغطيهم مروحيات انقاذ وتحتهم جحافل من المجندين يعملون بمثابة المجاديف واخرون يفسحون المجال امامهم .
حين تنظر الى مواقف المواطنين ترى العجائب كـإنهيار سقف المنزل على رؤوس ساكنيه او تهدم جدرانه ، غرق السيارات في الانفاق وتعطل المئات ، حوادث الموت المتنوعة بسبب مس اسلاك الكهرباء باعمدتها الحديدية والاكبر من ذلك حين تشق المياه سيرا وتشعر بوخزات كهربائية تصيبك في اسفل ساقك التي قبلها مسمار عابث او قطعة زجاج او ادوات اخرى من شانها ان تخلق جرح في ساقك او قدمك، تعطلت الحياة بصورة كاملة في بغداد وبعض المحافظات لكن في بغداد كان جزئيا لان المتضرر الاكبر هو جانب الرصافة وبالاخص مدينة الصدر والطالبية وحي اور والشعب والبلديات وبعض المناطق الاخرى التي غمرها الطوفان ، لازالت هذه المناطق تنعى وجوه شوارعها وتنتظر بفارغ الصبر هجمة الكوادر البشرية والالية لاسعافها.
لن ينتهي عصر الفيضانات في العراق وهو حالة تختلف فعلا عن العصور المندثرة حين كانت الديناصورات تحكم الارض وتضاربت الاراء حول نفوقها وطمر عصارها ما بين كوكب ونيزك وبركان... واحدة من تلك الاسباب محت عصر الديناصورات ، الا ان في هذا العصر لسنا بحاجة الى نيزك او شيء اخر من شأنه ان يفني العراق فنحن بحاجة الى ان يهطل المطر لثمان ساعات متتالية لنعود الى زمن النبي نوح عليه السلام حين الطوفان ويتوجب علينا ان نصنع لانفسنا زوارق تقينا من طفح المياه الاسنة لذا نحن نطالب المسؤولين تزويدنا بمعدات الانشاء.
لاشك من ان الجنائن المعلقة كان لها دورا مثاليا في ظاهرة الفيضانات والسيول وقد شيدها نبوخذنصر للفلاح من هلاك الفيضانات وطفح المياه من انابيب الصرف الصحي ، فهل ستعمل الجهات المختصة بكفاءة وجدية على اعادة هيكلة الجنائن المعلقة واتراعها بالمواطنين للخلاص من مد المياه او تحويل بغداد الى شبيهة الجنائن.
ليس لدينا غير الانتظار بعد الله جل جلاله لنرى مالذي سيفعله المسؤولين عن تدمير العراق؟.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماء السماء الكندي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat