صفحة الكاتب : مهدي المولى

صرخة الحسين دعوة للاصلاح والتجديد
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نعم  كانت كانت صرخة الامام الحسين في يوم الطف دعوة الى الاصلاح دعوة الى التجديد 

 صرخة لا تعرف الخوف ولا المجاملة لهذا بقيت هذه الصرخة تزداد قوة ودويا  واتساعا بمرور الزمن لانها اصبحت صرخة كل انسان حر مظلوم محروم مضطهد في كل مكان وفي كل زمان

فصرخة الحسين يوم الطف صرخة الانسان الحر صاحب القيم والمبادئ الانسانية السامية الذي لا يرضى بأي ذل واهانة فكانت تلك الصرخة نورا تضيء الدرب للمظلومين وتدفعهم للتحدي من اجل حقوقهم وكرامتهم

فالحسين ليس ملك عشيرة ولا طائفة ولا دين ولا قومية  ولا منطقة وانما ملك كل انسان انساني النزعة رافضا للعبودية مؤمنا بالحرية

لهذا كانت صرخته صرخة كل انسان حر كل انسان غايته الاصلاح والتجديد والتغيير في كل مكان وفي كل زمان 

هيهات منا الذلة 

والله لم  ار الموت الاسعادة والحياة مع الظالمين الا برما

 وقف الامام الحسين طالبا من الناس مطلب واحد  هو ان يكونوا احرارا في دنياهم  لانه ادرك فالانسان الحر مصدر خير ونور وصلاح  اما العبد فانه مصدر شر وظلام وخراب كونوا احرار في دنياكم  يعني فلا خوف من الانسان الحر فالخوف كل الخوف من الانسان العبد لهذا فان دعوته الى  التمسك بالحرية والغاء العبودية فقط لا يريد فرض رأي ولا دين على الاخرين كل الذي يريده ويطلبه ان يكونوا احرارا في دنياهم فقط

كما ان  صرخة الامام الحسين دعوة الى التعددية الفكرية والدينية والسياسية واعتبار ذلك  من اسس الحق والعدل والانصاف

حيث وقف الامام الحسين في يوم الطف  بين مجموعته ومجموعة اعدائه فقال

 ايها القوم نحن الان على دين واحد واذا وقع السيف بيننا اصبحنا انتم على دين ونحن على دين يعني نحن جميعا على دين واحد رغم اختلافنا في الرأي في وجهة النظر في الموقف في العقيدة فالاختلاف في الرأي والعقيدة  والموقف دليل على اننا على دين واحد اما اذا وقع السيف بيننا  اختلفنا في الدين اصبح كل طرف له دين خاص به حتى لو كنا من دين  واحد

كما وقف الامام الحسين  يصرخ ايها الناس من رأى منكم حاكما مسئولا فاسدا مرتشيا سارقا مزورا ظالما ولم يتصدى له بقول او فعل فانه ايضا سارقا وفاسدا ومزورا و  يتحمل نفس المسئولية في الدنيا وفي الاخرة

لا شك  ان هذه الدعوة هي التي افزعت وارعبت قوى الظلام والعبودية  وجعلها تتنبه للخطر لهذا قررت ذبح الحسين ومن معه ومن يؤيده لانها مخالفة  لدعوتها واصول دينها المتخلف المتوحش التي تقول

لا يحوز الخروج على الحاكم على المسئول الظالم الفاجر المزور الفاسد والويل كل الويل لمن يخرج عليه لمن ينتقده او يعارضه او حتى يقل له اف حتى لو جلد ظهره وهتك حرمته واغتصب عرضه ونهب ماله فان فعل ذلك فانه كافر فالحاكم في دين الفئة الباغية سابقا والوهابية التي هي امتداد للفئة الباغية الان الله هو الذي وضعه ولا يفعل شي الا بأمر الله ومن يعارضه او ينتقده فانه يعارض الله وينتقده  وهذا يعني انه كافر والكافر يقتل

 يعني ان الحسين يريد التجديد والاصلاح واعدائه يريدون الجمود والخراب

اولا الحسين يدعوا الى رفض الحاكم المسئول الظالم الفاسد ومن لم يرفضه فهو عاصيا في حين  الفئة الباغية تقول لا يجوز الخروج على الحاكم المسئول الفاسد الظالم ومن يخرج عليه فهو عاصيا

ثانيا  دعوة الامام الحسين دعوة انسانية صادقة وفق القيم والمبادئ الانسانية اما دعوة الفئة الباغية دعوة التعصب  الفردي العائلي العشائري العنصري

ثالثا   دعوة الحسين ترى في الانسان افضل شي في الوجود وسيد الوجود وكل شي   في خدمة الانسان ومن اجله الحاكم والحكومة والقانون والدين اما دعوة الفئة الباغية فترى في الانسان احقر شي ولا شي وكل شي افضل منه وانه في خدمة الحاكم وحكومة الحاكم

رابعا دعوة الحسين ترى الاختلاف في الفكر في الرأي في العقيدة امر طبيعي  يجب تشجيعه  ورغم الاختلاف  في الاراء والمواقف والافكار الا انهم على دين واحد  وهدفهم واحد طالما احدهم يحترم الاخر الا اذا وقع السيف بينهم فهنا اختلفا الى معسكرين متضادين الى دينين  متحاربين احدهم حق والاخر كافر اما الفئة الباغية فانها ترى في الاختلاف في الفكر والرأي جريمة وكفر فهناك رأي واحد ودين واحد هو رأي الحاكم ودين  واحد هو دين الحاكم ومن يطرح رأي اخر ودين اخر غير دين ورأي الحاكم يقتل فورا

وهكذا  تبقى صرخة الحسين صرخة الحرية والحق صرخة الانسان الذي يتطلع لحياة حرة كريمة ولانسان حر سعيد تزداد سموا وتألقا  حتى يتبدد ظلام الظالمين وتتحطم حصون البغاة المجرمين في كل الارض

وتبقى عبارة لبيك ياحسين تتردد في كل بقعة من الارض


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/12



كتابة تعليق لموضوع : صرخة الحسين دعوة للاصلاح والتجديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي العيساوي ، في 2013/11/13 .

نعم دعوة الامام الحسين ع دعوة الاهية ولايمكن ان تدعو الى غير الحق ولكن الاختلاف العقائدي ان كان مصدره لا يؤدي الى كفر فالعقيدة الحسينية لا تقف منه موقف الضد ولكن ان كان هذا الاختلاف العقائدي مؤد الى كفر صاحبه فالعقيدة الحسينية تحاربه حربا لا هوادة فيها وعليه يمكن استحضار الكثير من افكار عاشوراء التي انطلقت لتؤسس الى عقيدة محارِبة للفاسد من العقائد .... السلام عليك يا ابا عبد الله ورحمة الله وبركاته




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net