من يوقف تسونامي التشهير ؟
حميد آل جويبر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حميد آل جويبر

ليس البر ان يولي الشيعي قبل اليوتيوب يتسقط خللا لدى اتباع المذهب السني هنا أو زلة هناك فينشرها على حبل الفيسبوك المتدلي للجميع ، الجاهل والعالم على السواء . فالخلل - ولله الحمد - متوزع على الجميع بلا استثناء وليس من حق اتباع جهة الزعم بانهم يمسكون بناصية الحق المطلق . قبل الخوض ارجو الانتباه الى انني قلت "اتباع" ولم اقل "المذهب" ذلك لاني لم أر حتى يومي هذا المصداق الحقيقي لاي مذهب . في كل دقيقة تمر يتبادل اصدقاء الفيسبوك بكل تشف ٍ وانشراح وصلات فديو تكشف خللا في المذهب الفلاني على لسان احد رجاله . و بعد ان تقتل من وقتك الثمين ربع ساعة او اكثر تجد ان المتحدث هو نكرة لا يمثل حتى بضعة اشخاص مغمورين في بلدة مغمورة لا وجود لها على الخرائط . وهكذا يُمضي الاخر الكافر - على حد زعمنا - وقته في البحث العلمي وتقصي الحقائق و اكتشاف ما دفن الله في بطن الارض من اسرار عظمته و ابدع في الفضاء من عجائب خلقه ، و نهدر نحن هذه الهبة العظمى التي لا تقدر بثمن ، واعني بها الوقت ، في تسقط اخطاء بعضنا والتشهير بما نظنه جزءا راسخا من معتقدات الآخر . و لو صحت هذه التهم التي تكال من الطرفين على الطرفين فتلك مصيبة تمس الدين وتضربه في الصميم بل وتفند وجوده . وان كانت تلك التهم كذبا و ذلك التسقيط افتراء فالمصيبة اعظم لان ذلك يعني اننا جميعا مفترون وكذابون . تصوروا لو ان اتباع كل مذهب تفرغوا الى اصلاح ما اعوج من امرهم و تشذيب ما اضيف الى متفرعات معتقدهم من بدع وخرافات و اباطيل !!! ماذا سيحدث ؟ هل سوى ان تأتيك الناس افواجا ؟ ترى متى ستكف الاطراف المتناحرة عن التشهير ببعض والتفرغ لاصلاح الداخل المنهار كضمانة لاقناع الاخر بالحق كل الحق ولا شيء سوى الحق . الحركة الوهابية التي يتبرأ اغلب اتباع المذهب السني من متبنياتها العقدية استطاعت بفضل الخلل المنتشر فينا تحويل الصراع من وهابي - شيعي ، الى سني - شيعي وضربت بذلك ضربة "معلم" واستطاعت على ضلالها المبين ان تنتشر في مساحة واسعة يدعمها مال يتدفق من فوق و تحت . وبدلا من ان يكون المنبر الحسيني الشريف منصة للاصلاح ، اصبح مرتعا للروايات التي لا تصمد امام الدليل ومكانا للتشهير ودعم البدع التي اضرت بمذهب اهل البيت باكثر مما اضر به اعداؤه . استثني من ذلك اصواتا تحملت مسؤوليتها واحدثت خرقا في المألوف . والحسين "ع" الذي نحيي ذكرى شهادته الخالدة هذه الايام لم يخرج لطلب الاصلاح في امة يزدجرد او النجاشي ، انما خرج وضحى وسبيت عياله من اجل اصلاح الداخل المنخور ، متأسيا بابيه الذي وجد في الفتوحات الخارجية ترفا فيما الفساد والظلم ينخران في جسد امة اخيه محمد "ص" . من نافلة القول ان اقصر طريق لتقنع الاخرين باحقية فكرك هو ان تنقيه من الشوائب التي علقت به مع الزمن ، لا ان تفتح النيران في كل الاتجاهات . فالاخرون ايضا لديهم بنادق محشوة بالرصاص ايضا . ورحم الله من شغله عيبه عن عيوب الاخرين . ام اننا في غنى عن رحمة الله ؟ السلام على الحسين وابيه وجده واخيه وامه وبنيه
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat