الحلقة العاشرة ( استئذان اصحاب الامام , سقوط دمه الطاهر على الارض)
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

نتف عاشورية (10)
أحتمل إنّ إستئذان أصحاب الإمام الحسين (ع) في القتال من الحسين (ع) مرتبط بما ذكر في باب الجهاد من إنّ المبارزة مكروة بدن إذن الامام ، أو محرمة فماذا تقول ؟
إجابة سماحة الشيخ “دام ظله الشريف”
بل عموما خطة الحرب والمواجهة ، كانت حرجة حساسة وتتطلب حسابات كثيرة ليستثمر العدد القليل لصمود أطول قبال جيش جرار ، فإنّ تضاعف عدد جيش العدو في كربلا على جيش الدين أضغاف ماكانت النسبة في بدر ، فمن ثم كان الوضع شديد التعقيد والخطط التي إستحدثها الحسين (ع) هي التي اطالت ساعات المقاومة منهكة العدو عن الوصول إلى مرامه إلاّ بخسائر كبيرة في صفوفه ، فلم يبق بيت من معسكر الشاميين في الكوفة إلاّ وفيه ناعية ، وهذا يبيّن مدى عظمة التدبير والإداره للأزمة والمواجهة التي قام بها الحسين (ع) ، سواء من ناحية معنوية وأخلاقية وروحية وبناء عقلاني بل رباني ، وترسيم سياسي وعسكري وتنظيمي وأمني وتخطيطي لمابعد الحدث ، من شأن الأسرة النبوية ودورها النضالي الإعلامي والمقاوم السياسي ومواصلة التحرك الشيعي إستمراراً على الدرب ، إذ الطريق والمسير متواصل في مشروع أهل البيت (ع ) ، ولا يقتصر نظر الحسين (ع) على الحدث الراهن بل تدوام الحراك لإقامة المشروع الألهي ، فجملة من تدابير الحسين (ع) الأساسية كانت متعلقة وتصب لما بعد الحدث الجلل ، وكيف ينبغي رعاية إدارة الأمور إستباقاً وهذا الذي جعل الأحداث تترى على يزيد والأمويين ، إرباكاً لهم وزوال حكمهم إلى المروانيين ، فلم تهدأ لهم الأوضاع والأمور ولم يستتب لهم الحال لبقاء وإستقرار قدرة حكمهم وملكهم ، فاللازم قراءة أحداث كربلا وتدابيره (ع) متموجة تداعياته بما بعدها من الأحداث كي تتضح حقيقة قدرة تخطيطه (ع) ، لتقويض الفتنة الأموية المتولدة من التأسيس السقيفي ، وهو بمثابة تقويض لدعامة سقيفية ، نعم إجتثاث الشجرة الملعونة في القرآن ، يتطلب نظاماً ومنظومة تدابير ثاقبة الرؤية والمعرفة العلمية بالمستقبل وتداعياته .
سؤال اخر سماحة الشيخ :
قيل أن دم الحسين عليه السلام لم تسقط منه قطرة إلى الأرض ، ولوسقطت منه قطرة واحدة لساخت الأرض بأهلها . فهل من تعليق حول ماذكر وهل هناك رواية أطلعتم عليها بهذا الخصوص ؟
إجابة سماحة الشيخ “دام ظله الشريف” :
قد ذكر في جملة المصادر كالإرشاد للمفيد ، وفي مثير الأحزان لأبن نما الحلي ، قول الباقر (ع) فلم تسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض . والبحار عن اللهوف او الملهوف لابن طاووس ، ذكر الرواية أيضاً ، وفي العوالم ايضا عنه ، والسيد محسن الأمين في لواعج الأشجان والظاهر أنه عينة تسكن الخلد ، والذي قد ورد في بعض زياراته (ع) تخليداً وأما أنّ دمه الشريف ودم علي الأكبر والأصغر قد صبغت به تربة كربلاء بعد إضطجاعهم التراب وورد تفاصيل كثيرة ، يجدها المتتبع في كتب الفريقين الحديثية والتاريخية حول إسرار دمه الزاكي ، ففي بعضها ببالي أنّ النبي (ص) جمعه في قارورة كما شاهده بعض أزواجه أو ذويه أو أصحابه وغير ذلك كثير.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat