نتف عاشورية (10)
أحتمل إنّ إستئذان أصحاب الإمام الحسين (ع) في القتال من الحسين (ع) مرتبط بما ذكر في باب الجهاد من إنّ المبارزة مكروة بدن إذن الامام ، أو محرمة فماذا تقول ؟
إجابة سماحة الشيخ “دام ظله الشريف”
بل عموما خطة الحرب والمواجهة ، كانت حرجة حساسة وتتطلب حسابات كثيرة ليستثمر العدد القليل لصمود أطول قبال جيش جرار ، فإنّ تضاعف عدد جيش العدو في كربلا على جيش الدين أضغاف ماكانت النسبة في بدر ، فمن ثم كان الوضع شديد التعقيد والخطط التي إستحدثها الحسين (ع) هي التي اطالت ساعات المقاومة منهكة العدو عن الوصول إلى مرامه إلاّ بخسائر كبيرة في صفوفه ، فلم يبق بيت من معسكر الشاميين في الكوفة إلاّ وفيه ناعية ، وهذا يبيّن مدى عظمة التدبير والإداره للأزمة والمواجهة التي قام بها الحسين (ع) ، سواء من ناحية معنوية وأخلاقية وروحية وبناء عقلاني بل رباني ، وترسيم سياسي وعسكري وتنظيمي وأمني وتخطيطي لمابعد الحدث ، من شأن الأسرة النبوية ودورها النضالي الإعلامي والمقاوم السياسي ومواصلة التحرك الشيعي إستمراراً على الدرب ، إذ الطريق والمسير متواصل في مشروع أهل البيت (ع ) ، ولا يقتصر نظر الحسين (ع) على الحدث الراهن بل تدوام الحراك لإقامة المشروع الألهي ، فجملة من تدابير الحسين (ع) الأساسية كانت متعلقة وتصب لما بعد الحدث الجلل ، وكيف ينبغي رعاية إدارة الأمور إستباقاً وهذا الذي جعل الأحداث تترى على يزيد والأمويين ، إرباكاً لهم وزوال حكمهم إلى المروانيين ، فلم تهدأ لهم الأوضاع والأمور ولم يستتب لهم الحال لبقاء وإستقرار قدرة حكمهم وملكهم ، فاللازم قراءة أحداث كربلا وتدابيره (ع) متموجة تداعياته بما بعدها من الأحداث كي تتضح حقيقة قدرة تخطيطه (ع) ، لتقويض الفتنة الأموية المتولدة من التأسيس السقيفي ، وهو بمثابة تقويض لدعامة سقيفية ، نعم إجتثاث الشجرة الملعونة في القرآن ، يتطلب نظاماً ومنظومة تدابير ثاقبة الرؤية والمعرفة العلمية بالمستقبل وتداعياته .
سؤال اخر سماحة الشيخ :
قيل أن دم الحسين عليه السلام لم تسقط منه قطرة إلى الأرض ، ولوسقطت منه قطرة واحدة لساخت الأرض بأهلها . فهل من تعليق حول ماذكر وهل هناك رواية أطلعتم عليها بهذا الخصوص ؟
إجابة سماحة الشيخ “دام ظله الشريف” :
قد ذكر في جملة المصادر كالإرشاد للمفيد ، وفي مثير الأحزان لأبن نما الحلي ، قول الباقر (ع) فلم تسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض . والبحار عن اللهوف او الملهوف لابن طاووس ، ذكر الرواية أيضاً ، وفي العوالم ايضا عنه ، والسيد محسن الأمين في لواعج الأشجان والظاهر أنه عينة تسكن الخلد ، والذي قد ورد في بعض زياراته (ع) تخليداً وأما أنّ دمه الشريف ودم علي الأكبر والأصغر قد صبغت به تربة كربلاء بعد إضطجاعهم التراب وورد تفاصيل كثيرة ، يجدها المتتبع في كتب الفريقين الحديثية والتاريخية حول إسرار دمه الزاكي ، ففي بعضها ببالي أنّ النبي (ص) جمعه في قارورة كما شاهده بعض أزواجه أو ذويه أو أصحابه وغير ذلك كثير. |