كربلاء معظمة عند الله تعالى البحث الخامس
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ذكرنا سابقا ان كربلاء هي رمز مقدس عند جميع الديانات , والمعتقدات السماوية , وهذا التقديس ناشئ من ان الله تعالى شرفها وعظمها, ومن هنا كانت , ولا زالت كربلاء المدينة الطاهرة المطهرة التي طهرت بالجسد الطاهر لسيد شباب اهل الجنة الامام الحسين عليه السلام , وفي هذا القسم نود ان نشير الى جملة من الاخبار والروايات الصادرة عن اهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام .
فقد ورد في الاحاديث عنهم عليهم السلام : ( ان الله تعالى لما خلق مكة ابتهجت فقال لها قري كعبة , لولا بقعة تسمى كربلاء ما خلقتك , فابتهجت كربلاء فقال لها قري كربلاء لولا مولود يدفن فيك لما خلقتك ) ( 1) , وفي كامل الزيارت عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ( إنّ أرض الكعبة قالت من مثلي، وقد بني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كلّ فجّ عميق، وجعلت حرم الله وأمنه؟ فأوحى الله إليها أن كفّي وقرّي، مافضل مافضّلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلاّ بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء مافضّلتك، ولولا من تضمّنه أرض كربلاء ماخلقتك، ولا خلقت البيت الّذي به افتخرت، فقرّي واستقرّي وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلاّ سخت بك وهويت بك في نار جهنّم) ( 2) .
لاشك ان الله تعالى لما ارد ان يخلق الخلق خلق اولا احب الاشياء اليه وهو حبيبه ونجبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم, وبعد ذلك خلق كل شي , وهذا هو مضمون حديث النبي صلى الله عليه واله وسلم لجابر الانصاري ( 3) , وبعد خلق الذوات القدسية والمحببة لديه خلق هذه الارض المباركة .
عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: ( خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدّسة مباركة ولا تزال كذلك حتّى يجعلها الله أفضل أرض في الجنّة ) (4 ) .
ان لهذه الارض منزلة عظيمة عند الله تعالى , وقد رفعها , وشرف منزلتها عنده لشدة تواضعها , ولانها احتوت ريحان رسول الله الامام الحسين عليه السلام .
فعن صفوان الجمّال، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام)يقول: ( إنّ الله تبارك وتعالى فضّل الأرضين والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخرت، ومنها مابغت، فما من ماء ولا أرض إلاّ عوقبت لترك التواضع لله حتّى سلّط الله على الكعبة المشركين، وأرسل إلى زمزم ماء مالحاً حتّى أفسد طعمه. وأنّ كربلاء وماء الفرات أوّل أرض وأوّل ماء قدّس الله تبارك وتعالى وبارك عليها، فقال لها، تكلّمي بما فضّلك الله.
فقالت لمّا تفاخرت الأرضون والمياه بعضها على بعض، قالت: أنا أرض الله المقدّسة المباركة، الشفاء في تربتي ومائي، ولا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على من دوني بل شكراً لله. فأكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين(عليه السلام) وأصحابه. ثمّ قال أبو عبدالله(عليه السلام): من تواضع لله، رفعه الله; ومن تكبّر وضعه الله ) (5 ) .
وفي الرواية المفصّلة المنقولة عن المفضّل في وصف مايكون عند الظهور: ثمّ تنفّس أبو عبدالله(عليه السلام) وقال: ( يامفضّل، إنّ بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء، فأوحى الله إليها أن اسكتي كعبة البيت الحرام، ولا تفتخري على كربلاء، فإنّها البقعة المباركة الّتي نودي موسى منها من الشجرة، وأنّها الربوة الّتي أويت إليها مريم والمسيح، وأنّها الدالية الّتي غسل فيها رأس الحسين(عليه السلام)، وفيها غسلت مريم عيسى واغتسلت من ولادتها، وأنّها خير بقعة عرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) منها وقت غيبته وليكوننّ لشيعتنا فيها خيرة إلى ظهور) (6 ) .
وعن ابن أبى يعفور، عن الصّادق(عليه السلام) في حديث فضل زيارة الحسين(عليه السلام) قال: ( أما علمت أنّ الله إتّخذ كربلاء حرماً أمناً مباركاً قبل أن يتّخذ مكّة حرماً ) .( 7) .
وعن مولانا السجّاد صلوات الله عليه في حديث اُمّ أيمن وما أخبر رسول الله عن شهادة ولده الحسين(عليه السلام) بأرض تدعى كربلاء , قال: ( وهي أطهر بقاع الأرض وأعظمها حرمة، وأنّها لمن بطحاء الجنّة ) ( 8) .
المصادر والهوامش :
1- عوالي اللئالي ج1 ص 430 ابن ابي جمهور الاحسائي , المتوفى 880 , ط1 تحقيق الحاج اقا مجتبى العراقي , وتقديم السيد شهاب الدين المرعشي النجفي تاريخ النشر 1983 م
2- بحار الانوار ج 98 ص 107 , جامع احاديث الشيعة ج 12 , ص 578 , السيد البروجردي المتوفى 1383 تاريخ النشر 1399
3- بحار الأنوار ج15, ص24. , ط 2, تاريخ النشر 1983 م
4- بحار الانوار ج54 , ص 202 , ط 2, تاريخ النشر 1983 م
5- بحار الانوار ج98, ص 109, ط 2, تاريخ النشر 1983 م
6- بحار الانوار ج53 , ص 12 , ط 2, تاريخ النشر 1983 م
7- بحار الانوار ج98, ص 33, ط 2, تاريخ النشر 1983 م
8- بحار الانوار ج98 , ص 115, ط 2, تاريخ النشر 1983 م
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد السمناوي

ذكرنا سابقا ان كربلاء هي رمز مقدس عند جميع الديانات , والمعتقدات السماوية , وهذا التقديس ناشئ من ان الله تعالى شرفها وعظمها, ومن هنا كانت , ولا زالت كربلاء المدينة الطاهرة المطهرة التي طهرت بالجسد الطاهر لسيد شباب اهل الجنة الامام الحسين عليه السلام , وفي هذا القسم نود ان نشير الى جملة من الاخبار والروايات الصادرة عن اهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام .
فقد ورد في الاحاديث عنهم عليهم السلام : ( ان الله تعالى لما خلق مكة ابتهجت فقال لها قري كعبة , لولا بقعة تسمى كربلاء ما خلقتك , فابتهجت كربلاء فقال لها قري كربلاء لولا مولود يدفن فيك لما خلقتك ) ( 1) , وفي كامل الزيارت عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ( إنّ أرض الكعبة قالت من مثلي، وقد بني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كلّ فجّ عميق، وجعلت حرم الله وأمنه؟ فأوحى الله إليها أن كفّي وقرّي، مافضل مافضّلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلاّ بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء مافضّلتك، ولولا من تضمّنه أرض كربلاء ماخلقتك، ولا خلقت البيت الّذي به افتخرت، فقرّي واستقرّي وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلاّ سخت بك وهويت بك في نار جهنّم) ( 2) .
لاشك ان الله تعالى لما ارد ان يخلق الخلق خلق اولا احب الاشياء اليه وهو حبيبه ونجبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم, وبعد ذلك خلق كل شي , وهذا هو مضمون حديث النبي صلى الله عليه واله وسلم لجابر الانصاري ( 3) , وبعد خلق الذوات القدسية والمحببة لديه خلق هذه الارض المباركة .
عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: ( خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدّسة مباركة ولا تزال كذلك حتّى يجعلها الله أفضل أرض في الجنّة ) (4 ) .
ان لهذه الارض منزلة عظيمة عند الله تعالى , وقد رفعها , وشرف منزلتها عنده لشدة تواضعها , ولانها احتوت ريحان رسول الله الامام الحسين عليه السلام .
فعن صفوان الجمّال، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام)يقول: ( إنّ الله تبارك وتعالى فضّل الأرضين والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخرت، ومنها مابغت، فما من ماء ولا أرض إلاّ عوقبت لترك التواضع لله حتّى سلّط الله على الكعبة المشركين، وأرسل إلى زمزم ماء مالحاً حتّى أفسد طعمه. وأنّ كربلاء وماء الفرات أوّل أرض وأوّل ماء قدّس الله تبارك وتعالى وبارك عليها، فقال لها، تكلّمي بما فضّلك الله.
فقالت لمّا تفاخرت الأرضون والمياه بعضها على بعض، قالت: أنا أرض الله المقدّسة المباركة، الشفاء في تربتي ومائي، ولا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على من دوني بل شكراً لله. فأكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين(عليه السلام) وأصحابه. ثمّ قال أبو عبدالله(عليه السلام): من تواضع لله، رفعه الله; ومن تكبّر وضعه الله ) (5 ) .
وفي الرواية المفصّلة المنقولة عن المفضّل في وصف مايكون عند الظهور: ثمّ تنفّس أبو عبدالله(عليه السلام) وقال: ( يامفضّل، إنّ بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء، فأوحى الله إليها أن اسكتي كعبة البيت الحرام، ولا تفتخري على كربلاء، فإنّها البقعة المباركة الّتي نودي موسى منها من الشجرة، وأنّها الربوة الّتي أويت إليها مريم والمسيح، وأنّها الدالية الّتي غسل فيها رأس الحسين(عليه السلام)، وفيها غسلت مريم عيسى واغتسلت من ولادتها، وأنّها خير بقعة عرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) منها وقت غيبته وليكوننّ لشيعتنا فيها خيرة إلى ظهور) (6 ) .
وعن ابن أبى يعفور، عن الصّادق(عليه السلام) في حديث فضل زيارة الحسين(عليه السلام) قال: ( أما علمت أنّ الله إتّخذ كربلاء حرماً أمناً مباركاً قبل أن يتّخذ مكّة حرماً ) .( 7) .
وعن مولانا السجّاد صلوات الله عليه في حديث اُمّ أيمن وما أخبر رسول الله عن شهادة ولده الحسين(عليه السلام) بأرض تدعى كربلاء , قال: ( وهي أطهر بقاع الأرض وأعظمها حرمة، وأنّها لمن بطحاء الجنّة ) ( 8) .
المصادر والهوامش :
1- عوالي اللئالي ج1 ص 430 ابن ابي جمهور الاحسائي , المتوفى 880 , ط1 تحقيق الحاج اقا مجتبى العراقي , وتقديم السيد شهاب الدين المرعشي النجفي تاريخ النشر 1983 م
2- بحار الانوار ج 98 ص 107 , جامع احاديث الشيعة ج 12 , ص 578 , السيد البروجردي المتوفى 1383 تاريخ النشر 1399
3- بحار الأنوار ج15, ص24. , ط 2, تاريخ النشر 1983 م
4- بحار الانوار ج54 , ص 202 , ط 2, تاريخ النشر 1983 م
5- بحار الانوار ج98, ص 109, ط 2, تاريخ النشر 1983 م
6- بحار الانوار ج53 , ص 12 , ط 2, تاريخ النشر 1983 م
7- بحار الانوار ج98, ص 33, ط 2, تاريخ النشر 1983 م
8- بحار الانوار ج98 , ص 115, ط 2, تاريخ النشر 1983 م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat