بغداد .. صلاح مهدي
عاد المتنبي من جديد، لكنه لم يمتط حصانه كالعادة كما كان يفعل حينما يتنقل بين حاضرة وأخرى ، فهو يدخل الشارع الذي يملكه بعد تحريره من ذاكرة السيطرة العثمانية وحرره بإسمه في سجلات الدولة العراقية ، ليقطعه سيرا على الأقدام حتى يصل الشاطئ فيرى العراقيين قد عملوا له نصبا شامخا وهو يرفع يديه محلقة في الفضاء المفتوح ليقول :
أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
عاد الشارع الأثير بعد أن حاول الظلاميون تمزيق وتحطيم كبريائه بسيارات مفخخة مسجلة بأسماء الأعراب الحاقدين على ذكرى المتنبي وذاكرة العراق التي تأبى أن تتحرر من الجمال والعذوبة والثورة ، وبدأ يستقبل الناس لاكما كان في السابق فهو يتجدد صبيحة كل جمعة ويبتهج ويتلون ويصم أذنيه عن صراخ الشر وينشد لمحبيه من الشعراء والكتاب والسياسيين والباعة المتجولين والمتسولين والجياع وطلاب الجامعات والمدارس وباعة الورق والتجار ويصفهم كأنهم تلك الخولة الغائبة عن العين ،
واحر قلباه ممن قلبه شبم
ومن بحالي وجسمي عنده سقم
يامن يعز علينا أن نفارقهم
وجداننا كل شئ بعدكم عدم
المتنبي إختار في جمعته التالية 8 / 11 / 2013 أن يحتفل بالكاتب والصحفي الذائع هادي جلو مرعي وعند الساعة العاشرة وحين يكون الناس بدأوا السير زرافات ووحدانا حتى قاعة جواد سليم الذي نقش قصائد المتنبي في قلب بغداد ،وبرعاية من مؤسسة الشبكة للثقافة والإعلام التي رأت أن تبدأ موسمها بهذا العملاق العراقي بحضور طيف واسع من الصحفيين والكتاب والمثقفين والمهتمين ، دون أن يكون القرار بخصوصية الدعوة فهي عامة أيضا لأن الجميع مدعوون بلاإستثناء .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat