صفحة الكاتب : احمد عبد الرحمن

التأريخ يعيد نفسه!
احمد عبد الرحمن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  قد تبدو مقولة \"ان التأريخ يعيد نفسه\" قريبة الى الواقع الى حد كبير لمن يتابع مايجري اليوم في عدة بقاع من العالم العربي-لاسيما في ليبيا-من مظاهر رفض للظلم والاستبداد والديكتاتورية ، تقابلها ممارسات دموية اجرامية بعيدة كل البعد عن القيم والمباديء الانسانية والاخلاقية والدينية، لتعبر اصدق تعبير عن نزعة التشبث بالسلطة بأي ثمن من قبل بعض الحكام الطغاة.

  ما نشاهده اليوم في ليبيا هو في الواقع صورة طبق الاصل عما جرى في العراق قبل بضعة اعوام، صورة اليوم في ليبيا تتطابق تماما مع صورة الامس في العراق، في كل معالمها وملامحها وخطوطها والوانها.
   ملايين الناس تصرخ بأعلى اصواتها رافضة التسلط والديكتاتورية والاستبداد، غير ابهة بالموت، وحاكم مستبد يمتشبث بكرسي السلطة ومحاصر في احد الجحور، ولايكف عن ترديد الاكاذيب عن حب الشعب له واستعداد هذا الشعب للتضحية والموت في سبيله ومن اجله، وغير مستعد للقبول وتقبل حقيقة ان الشعب مستعد للتضحية والموت من اجل الخلاص منه.
  هذا ماحصل مع الطاغية المقبور صدام بالامس ومايحصل مع ديكتاتور ليبيا القذافي ومع حكام عرب اخرين اليوم.
   ومثلما كان صدام يقتل، ويهلك الحرث والنسل بلا ادنى وازع من ضمير، وبلا ادنى شعور بالمسؤولية، لاجل ان يبقى، فنظرائه العرب يكررون نفس الافعال، ناسين او متناسين المصير الاسود الذي انتهى اليه صدام، الذي كانت بداية نهايته جحر الجرذان الذي وجد مختبئا فيه، ونهايته حبل المشنقة، بعد فترة اذلال ومهانة حقيقية على مرأى ومسمع من العالم قاطبة.
   للاسف الشديد لم يتعلم ولم يتعض الحكام الطغاة والمستبدين في العالم العربي وغيره من سنن التأريخ، ومصائر اسلافهم ونظرائهم، ولم يتأملوا للحظات فيما هم فيه من واقع ليتساءلوا الى م يمكن ان يصلوا، والى متى هذه الحماقات التي تخلف ماسي وكوارث كبيرة على الشعوب، وتعيد عجلة الزمن الى الوراء بدلا من دفعها الى الامام؟.
   لو كان يفكروا ، و لو كانوا قد استثمروا عقولهم، وقرأوا التأريخ وتمعنوا فيه لما وصلوا ولما اوصلوا شعوبهم ومجتمعاتهم الى هذا الواقع.
 
  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الرحمن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/06



كتابة تعليق لموضوع : التأريخ يعيد نفسه!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net