صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

الحسين في رؤيا يوحنا اللاهوتي .الجزء الأول
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يوحنا بن زبدي ، كان في البدء من تلاميذ يوحنا المعمدان وعندما قُتل يوحنا المعمدان أصبح من اخص تلاميذ يسوع وانتخبه ضمن الإثني عشر حواريا. كتب إنجيل يوحنا ، وكتب رسائله الثلاث ، ثم ختم حياته الأرضية بكتابة سفر الرؤيا. يُعتبر يوحنا شاهدا لكثير من الأحداث المهمة في حياة يسوع حيث كان يسوع يختصه كثيرا وله موقع بارز عند يسوع فقد عاين احداثا مهمة جدا منها إحياء يسوع للموتى . حضوره ورؤيته لموسى وإيليا على الجبل في التجلي وهو الذي ساهم بشكل اساس في الاعداد لمأدبة العشاء الأخير.

عذبه الملك (هيرودس أكريبا) ولكن الملك خاف جدا عندما رأى أن يوحنا لم يتألم ولم يصرخ ولم يمت تحت التعذيب فنفاه إلى جزيرة بطمس في آسيا الصغرى وهناك في هذه الجزيرة المنعزلة ، حيث الانقطاع إلى الرب وفي انخطافة روحية منّ بها عليه الرب رأى سبع رؤى في حال اليقضة وليس في المنام حيث انفتحت له السماء ليرى احداثا مستقبلية مهمة ستقع على الأرض، ولكن تأخر كتابة هذا السفر إلى أكثر من سبعين سنة بعد رحيل يسوع (1) أدى إلى تشتت تلك الرؤيا وتصرف الكتبة فيها ثم جاءت الترجمات لتضيف غموضا أكثر حيث ان مقارنة الرؤيا المترجمة مع الأصل تعكس لك التصرف المريع الذي حصل فيها ولكن من بين كل ذلك وردت اشارات تنبأ فيها يوحنا عن احداث مستقبلية ذكرها باوصاف دقيقة لربما تحتاج إلى جهد مميز للخروج منها بالنتيجة المُثلى .

ركّزت رؤيا يوحنا اللاهوتي في جانب كبير منها على العراق ووصف بدقة ما سيحصل هناك وأعطى اوصافا لأشخاص الحوادث حاول علماء المسيحية جرها قهرا لكي تتطابق مع يسوع المسيح . فقد كتبت في بحثي السابق في العام الماضي وهو تحت عنوان : نبوءة الكتاب المقدس من هو قتيل شاطئ الفرات. بأن القتيل هو (الحسين بن علي بن ابي طالب) وهو شخص مقدس جدا وصفته الرؤيا بانه الذبيح على ذلك الشاطئ من تلك الصحراء القاحلة وهو الذبيحة لله ،حيث يقول النص : ((فِي الشِّمَالِ بِجَانِبِ نَهْرِ الْفُرَاتِ عَثَرُوا وَسَقَطُوا. لأَنَّ لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ ذَبِيحَةً فِي أَرْضِ الشِّمَالِ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ.)). ولكن العاصفة التي اثارها البحث لم تهدأ إلى هذه الساعة فبعضهم قالوا أن تلك المعركة بين الوثنيين والبعض الآخر قال أن الذبيح هو (يسوع المسيح) واطلقوا عليه الخروف او الكبش او الحمل . ولكن في احد نقاشاتي مع كبير من القساوسة قلت له : كيف تزعمون أن يسوع هو الذبيحة على شاطئ الفرات ويسوع لم يصل إلى هناك ؟ فقال مزهوا : ألم تقرأي ما قاله بولص !! : ((كما احبنا المسيح أيضا وأسلم نفسه لأجلنا ، قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة)). (2). 

فقلت له ولكن الإنجيل يحكي قصة طويلة عريضة لعملية صلب وليس عملية ذبح؟ ويذكر كلمة صلب ومصلوب وصليب مئآت المرات مرادفة ليسوع ، ولم يذكر مرة واحدة مسألة الذبح. فقال عليك ان تؤمني بما جاء به الرسول بولص. فقلت له : كيف اؤمن بقول بولص وهو ليس كتابا مقدسا إنما هي رسائل كتبها لزملائه ، والذي ينفي فيه في مكان آخر قوله السابق فيأتي بقول آخر كما في رسالته إلى أهل غلاطية ؟ 

فقال : وما في تلك الرسالة ؟ قلت بولص في هذا النص ينفي ان يكون يسوع مذبوحا بل مصلوب فيقول : ((وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ)). (3) ثم أن بولص هنا يقول أن هذا الكلام (من جهته) وليس من الرب وليس وحيا إنما هو رأيٌ يُبديه ويؤكد فيه على الصلب وليس الذبح. واما الذبيح المذكور في سفر أعمال الرسل فهو يوحنا المعمدان الذي ساقه الحراس للقيصر فذبحه وقطع رأسه واهداه إلى بغي من بغايا بني إسرائيل حيث يقول : ((وهو يقرأ النبي إشعياء: مثل شاةٍ سيقَ إلى الذبح، ومثل خروف صامت أمام الذي يجُزّهُ هكذا لم يفتح فاه)). (4) فلم يُذبح اي نبي بعد التوراة غير يوحنا وهذه النبوءة تتعلق بيوحنا وليست بيسوع. 

فسكت الأب مجمجما ، وذهب مهمهما.

اضافة إلى ذلك فإن النص العبري يقول : ((كي أتّا نشحطتا في بدمخا قانيتا لإيلوهيم من كل مشبحا ولا شون وعم وكوي في إيريه في إشمع كول ملا خيم ربيم كورئيم عوشر في حاخما في كبورها في هدار كافود في براخا)). وهو يُشير إلى الذبح وليس إلى الصلب. سيأتي بيانه في محله من البحث. 

ثم قلت له : لماذا تعلقون صليبا في رقبتكم ؟ فلو كان يسوع مذبوحا لكان الأحرى بكم ان تُعلقوا سكينا فهذا افضل لانها اداة الذبح.

ما ذكرته أعلاه جزء يسير من عملية الطمس والاخفاء للكثير من الحقائق التي لا تزال جارية إلى هذا اليوم فلا نُغالي إذا قلنا أن هناك تلاعبا بالنصوص اخفوا على ضوئه الكثير من هذه النبوءات المتعلقة بالنبي وآل بيته وبعض ما دار من أحداث جسام بين الصحابة وما حصل فيهما من تعمية الحقيقة، وتضليل القارئ لهما على مدى الأجيال، وقد تم ملاحقة هذه النبوءات والنصوص حتى في زمن الإسلام وقد جرت محاولات لحرف الحقائق على عهد محمد وفي زمنه (5) ولكنها كلها كانت تصطدم بصلابة محمد ورفضه لذلك . 

ولكن عملية الطمس للحقائق حصلت بعد رحيل النبي محمد عن طريق تآمر بعض خلفاء المسلمين مع اليهود والنصارى من اجل اخفاء وطمس الكثير من نبوءات الكتب المقدسة. واول باب فُتح في ذلك هو دخول الحبر اليهودي (كعب الأحبار بن ماتح) للاسلام في عهد عمر بن الخطاب الذي اجاز له الجلوس في مسجد الرسول والتحدث بما عنده من خرافات اليهود. فقد كان كعب يراقب النصوص الإسلامية بصرامة بالغة ويُدقق بكل ما جاء به نبي الاسلام وقرآنه المقدس. لكي لا تفلت تلك النبوءات من الكتمان فتظهر امام الناس فتنسف بذلك اليهودية والنصرانية. فلم تمض فترة قليلة على رحيل نبي الاسلام حتى عجت قصور الخلفاء باعداد كبيرة من اليهود والنصارى. فماذا يعمل هؤلاء في قصور خلفاء المسلمين وهم لم يغيروا عقيدتهم؟ 

من الناحية الواقعية تطالعنا نصوص في التوراة والإنجيل تتحدث عن بقعة في العراق لها مواصفات لا تتوفر في أي مكان من العالم. تتحدث هذه النصوص عن ذبيحة إلهية، وفداء وتضحية في سبيل الحق، وهذه الذبيحة تُحقّق غايات الأنبياء عبر التاريخ من بعثهم لا تنطبق إلا على (الحسين بن علي) وحركته ، ذلك أنه على الرغم من محاولات علماء المسيحية صرفها عن دلالتها الظاهرة، وتأويلها بما ينطبق على يسوع المسيح ، تارة بتحريف العبارات الواردة والتصرّف في مداليلها، وأخرى بحملها على الرمزية البعيدة، من دون دعمها بأيّ شاهد لا بل عمدوا إلى تغيير اماكن بعض الكلمات لكي يضيع معناها الذي نزلت من اجله ، ولكنها ظلّت عصيّة على مثل هذه التأويلات.وفلت منها ما يفي بالغرض ويسلط الضوء على الحقيقة.

فعلى الرغم من كل ما حصل من طمس للنبوءة فقد تجلت ثورة (الحسين) بشكل بارز في سفري : رؤيا يوحنا اللاهوتي في الانجيل و في سفر أرميا النبي في التوراة. 

أما ما جاء في التوراة في سفر أرميا. 

يقول أرميا : ((الخفيف لا ينوص والبطل لا ينجو في الشمال بجانب نهر الفرات عثروا وسقطوا، من هذا الصاعد كالنيل كأنهار تتلاطم أمواجها،...، فهذا اليوم للسيد ربّ الجنود يوم نقمة للانتقام من مبغضيه فيأكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم. لأن للسيد ربّ الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات)).(6)

وهذا النص نفسه بتغيير طفيف موجود في النص الأصلي الذي يقول : ((في هيّوم ههو كاشلوا في نافلوا تسافونا عل يد نهر فرات في آكلا حيرب في سابعا في راوتا من دمام كي زيبح لأدوناي يهفا تسفاؤوت با إيرتس تسافون إل نهر فرات)). (7)

أي : ((أنك الذي ذبحت وقدمت دمك الطاهر قرباناً للرب ومن أجل إنقاذ الشعوب والأمم ، وسينال هذا الذبيح المجد والعزة والكرامة والى الأبد)). هنا يشير النص العبري إلى ذبيحة الفرات المقدسة من خلال ما جاء على لسان النبي يوحنا بأنه المذبوح الذي ضحى بنفسه من أجل الرب ، وأنه سينال المجد والعزة على مر العصور والأجيال ، وهذا ما يتضح من خلال التحليل اللغوي للنص العبري حيث نجد الإشارة إلى أنه ذبح وقتل ، من خلال صيغة اسم الفاعل (نشحطتا) وهي مشتقة من الفعل (شاحط) أي ذبح أو قتل. فلم يقل النص : صُلب وعلّق . (8)

ثم نجد في النص العبري تأكيداً آخر على أن المذبوح يشري دمه الطاهر قربة إلى الرب وابتغاء مرضاته من خلال عبارة (بدمخا قانيتا) فالفعل: قانيتا. هو بالأصل: قانا: أي اشترى وباع وهذا ما ردده الحسين في كربلاء حيث قال: ((ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم .... )) . 

اجليت غبار التشويه عن هذا النص في بحث : ( نبوءة كتاب الرب المقدس : من هو ذبيح شاطئ الفرات) الجزء الأول والثاني وما تبعه من ملاحق تسائلت فيه وبكل وضوح : من هذه الذبيحة الإلهية ، التي توجب غضب الرب؟ وقلت أيضا : لم يتحدث التاريخ اطلاقا عن ذبيحة عند نهر الفرات، أريد بها وجه الرب الله إلا الإمام الحسين بن علي ، الذي أراد إعادة الحق وإعلاء كلمة الرب والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من أمور موجودة في خطب هذا الامام المقدس.

أنتهى الجزء الأول . ويليه الجزء الثاني. 

 

المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــ

1- يقول اكثر العلماء أن هذا السفر دوِّن على الأغلب بعد دمار مدينة القدس (أورشليم) بيد الرومان قرابة العام 70 م. زعم فريق آخر ان هذه الرؤيا دوّنت في مدينة أفسس في اليونان وليس في بطمس ، ولربما حصل الخلط نتيجة تقارب الاسمين. 

2- رسالة بولس إلى أهل أفسس 5 : 2 . 

3- رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 14.

4- سفر أعمال الرسل 8: 32.

5- وهذا ما ذكرته بالتفصيل في بحث : عمر واليهود دراسة في خلفيات عمر الدينية الجزء الأول والثاني .

6- سفر إرميا 46: 6. 

7- العهد القديم، الطبعة العبرية من سفر ارميا: 10، 6: 46 ص 782 .وممن اعتمد على النص العبري ايضا العاملي في موسوعة الانتصار المجلد التاسع وهو مناظرات الشيعة في شبكات الانترنت بعنوان دفاعا عن مراسم عاشوراء مطبوع في دار السيرة بيروت 1422 . وكذلك الشيخ الكوراني في بحثه : الامام الحسين في الكتاب المقدس. 

8- المعجم الحديث عبري عربي الكتور ربحي كمال. 104 و 425. ثورة (الحسين) بشكل بارز في سفري : رؤيا يوحنا اللاهوتي في الانجيل و في


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/29



كتابة تعليق لموضوع : الحسين في رؤيا يوحنا اللاهوتي .الجزء الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 9)


• (1) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما ، في 2013/11/29 .

اختي الطيبة سارة حياك الرب . لم تبيني اي معلومة انا وضعت المصادر امام كل نص اقتبسته من الكتاب المقدس ؟؟ انسخي المكان المطلوب واضعيه هنا حتى اعرض ما المطلوب .. تحياتي ..

• (2) - كتب : mailto:سارة%20الساعدي ، في 2013/11/25 .

ارجو أن لا تطيلي علية في الرد فأنا بحاجة لهذه المعلومة وقد قرأت كل المصادر المذكورة فلم اجد ما اشرتي اليه

• (3) - كتب : Enanat_somar@yahoo.com ، في 2013/11/25 .

مساءالخير فاضلتي انا قرأت الكتاب المقدس وبالاخص رؤيا يوحنا اللاهوتي فلم اد النص الذي ذكرتيه فهل بامكانك التوضيح لطفاً حتى تكون عندي معلومة مسندة وصحيحة

• (4) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2013/11/13 .

اخي الطيب ضرغام الكيار حياكم الرب اخي الطيب ..
أخي الطيب هذه كل مواضيعي على صفحة كتابات في الميزان اتمنى أن تنتقوا منها ما يطيب لكم نقله ونشره في مجلتكم الموقرة . فسبق لهذه المجلة الطيبة ان نشرت لي موضوعا وارسلت لي نسخة من المجلة الألكترونية مشكورة .. وانا اعطيكم كامل الاذن في نشر ما ترغبون بنشره وسوف اتابع معكم إن كان هناك تعليقات او طلب ايضاحات ..
اتمنى لكم كل الخير والمحبة والسلام من رب السلام ..
إيزابيل

• (5) - كتب : ضرغام الكيار ، في 2013/11/10 .

أخت ايزابيلا نحن ادارة منتدى الوارث من العتبة الحسينية المقدسة نود ان نعلمك انا اطلعنا على كتاباتك وما تحتويه من ذوق رفيع وفكر بناء ونلتمس من جنابك ان تشاركينا ولو بمقالة من مقالاتك الرائعة ولك جزيل الشكر

• (6) - كتب : تقوى القلوب ، في 2013/11/08 .

سلام عليكم

اخية بوركت على تلك الجهود المباركة لكني اود اوجه لك اسئلة واتمنى ان تجيبي عليها مع نفسك

ان بحوث تقول ان الامام الحسين عليه السلام قد باع نفسه لله واشترى الله منه نفسه وتقبل منه فاخية ان كان الحسين قد قتل مظلوما لنصرة دين لله اليس من الاولى ان يتبع وينصر ويقتدى به في كل الامور الدينية التي يعقتد بها الحسين روحي فداه

الباراقليط او الفاراقليط وهو خير الرسل محمد صلى الله عليه واله استنتجته من كتبكم المقدسة وذكر اسمه صراحة في انجيل برنابا فهل بعد هذا يوجود في نفسك شك من اتباعه والايمان به اعلم ان عقلك كبير ويسرني ان توجود فتاة عراقية تكتب بمثل امكانيتك وبحوثك لكن لاينفع ان نكتب فقط بل يجب ان نتبع مانستنج من البحوث هذا ولك مني ازكى التحايا وياليت يوجود بيني وبينك وسيلة اتصال حتى انتفع منك وتنتفعي مني

• (7) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2013/11/05 .

شكرا اخي الطيب ياسين على هذه الاستفاضة الجميلة المفيدة .. وقد اثريت البحث بهذه الاحاديث والمفردات .. وأن ما قلته عين الصواب .. ولكني لم استطع وحدي ان اتابع كل ذلك ، ولكن اي باحث عندما يكتب فإنه ينتظر من القراء ان تُثري مشاركاتهم بحثه , وهذا ما يحصل في اكثر من اكتبه حيث يجود الطيبون امثالك بمثل هذه المقطوعات الجميلة ..
بارك الرب بك اخي الطيب واثابك على ذلك ...
إيزابيل

• (8) - كتب : ياسين عبد المحسن ، في 2013/11/03 .


الاخت الفاضلة ايزابيلا عليكم سلام ورحمة...لقد اجبت في بحثك هذا ومن قبله(من هو قتيل شاطيء الفرات-نبوءة الكتاب المقدس) على تساؤل كان يثار في وجداني ,ايام كنت في العراق فازور مرقد سيدي ومولاي الحسين (ع) و أرى عبارة (ياثأر الله وابن ثأره) مكتوبة بخط واضح ,كذلك عندما اقرأ زيارة وارث فاجد عبارة ( السلام عليك يا ثأر الله وابن ثأره والوتر الموتور) وفي زيارة اخرى( السلام عليك ياوتر الله الموتور) ,,,,, كنت اتسائل ماذا يراد بمثل هذه العبارات؟؟ جئت جزاك الله خيرا فامطت اللثام عن هذه المعاني الكبيرة , لقد هداك الله الى اكتشاف مذهل وحل منطقي لنبوءة ارميا في الكتاب المقدس " أسرجوا الخيل ، واصعدوا أيها الفرسان وانتصبوا بالخوذ اصقلوا الرماح البسوا الدروع . لماذا أراهم مرتعبين ومدبرين إلى الوراء ، وقد تحطمت أبطالهم وفروا هاربين ، في الشمال بجانب نهر الفرات حيث عثروا وسقطوا لأن للسيد رب الجنود ذبيحة عند شط الفرات " أن هذه الذبيحة هي سليلة الانبياء,هي وارثة ادم ,ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد وعلي ….هذا ماتقوله زيارة وارث المشهورة .من اجل هذه الوراثة التى تنحدر من هذه السلالات العظيمة التى وصفها القران في ال عمران (ذرية بعضها من بعض) ,صار المذبوح ثأرا شخصيا لله (كما كان ابوه) . اذن يكون النص الذي ذكرتيه مفتاح لحل عبارة (ثأر الله وأبن ثأره+ الوتر الموتور او وتر الله الموتور) او ربما بالعكس ,اي تكون العبارة مفتاحا لحل النص الذي ذكرت. وحين البحث في المعاجم العربية وجدت ( رغم تعدد المتشابه في الفاظ الوتر ) ان معنى بعينه يقود الى معنى ( الفرد المتميز -الفريد-الذي قتل ظلما بلا ذحل لم يدرك ثأره فبقيت له ظليمة ) ومعانى تقرب من كونه الذبيح او ذبيح الله الذي لم يؤخذ ثأره. واذا اخذنا رواية" وتر الله" فيكون معناها انه عليه السلام :وتر الله أي الفرد المتفرد في الكمال من نوع البشر في عصره الشريف.
سوف اخذ نموذجا واحدا من معاني الوتر ,الموتور من معجم (لسان العرب) ومن اراد الاستزادة فليبحث.قال :
والوَتْرُ والوِتْرُ والتِّرَةُ والوَتِيرَةُ: الظلم في الذَّحْل، وقيل: عو الذَّحْلُ عامةً. قال اللحياني: أَهل الحجاز يفتحون فيقولون وَتْرٌ، وتميم وأَهل نجد يكسرون فيقولون وِتْرٌ، وقد وَتَرْتُه وَتْراً وتِرَةً.
وكلُّ من أَدركته بمكروه، فقد وَتَرْتَه.
والمَوْتُورُ: الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه؛ تقول منه: وتَرَهُ يَتِرُه وَتْراً وتِرَةً.
وفي حديث محمد بن مسلمة: أَنا المَوْتُور الثَّائِرُ أَي صاحب الوَتْرِ الطالبُ بالثأْر، والموتور المفعول. ابن السكيت: قال يونس أَهل العالية يقولون: الوِتْرُ في العدد والوَتْرُ في الذَّحْلِ، قال: وتميم تقول وِتر، بالكسر، في العدد والذحل سواد. الجوهري: الوتر، بالكسر، الفرد، والوتر، بالفتح: الذَّحْلُ، هذه لغة أَهل العالية، فأَما لغة أَهل الحجاز فبالضد منهم، وأَما تميم فبالكسر فيهما.
وفي حديث عبد الرحمن في الشورى: لا تَغْمِدُوا السيوفَ عن أَعدائكم فَتُوتِرُوا ثأْركم. قال الأَزهري: هو من الوَتْرِ؛ يقال: وَتَرْتُ فلاناً إِذا أَصبته بِوَتْرٍ، وأَوْتَرْتُه أَوجدته ذلك، قال: والثَّأْرُ ههنا العَدُوُّ لأَنه موضع الثأْر؛ المعنى لا تُوجِدوا عدوَّكم الوَتْرَ في أَنفسكم......انتهى.
والان سوف نأخذ الدليل القوي الاخر لصحة بحث الاخت الفاضلة ايزابيلا وذلك من خلال خطبة الامام السجاد (ع) عندما مر سبي ال محمد (ص واله) في الكوفة حيث وصف الامام ابيه بالاوصاف التى تتطابق وبحث الاخت ايزابيل :
أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين (ع) المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا تراث …...وفي سياق نفس الخطبة نجد (…..فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالذي أصيب حسين كان ذلك أعظما قتيل بشط النهر روحي فداؤه  جزاء الذي أراده نار جهنم).

• (9) - كتب : رئيس مهندسين أقدم أحمد الدجيلي ، في 2013/11/01 .

موضوع قيم وقد قرأت مواضيعك في موقع كتابات في الميزان وكانت بحوثا علمية قيمة بعيدا عن لغة التعصب للاديان .... بارك الله في اناملك وننتظر جديدك للمتابعة .





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net