صفحة الكاتب : ستار الحسيني

لاتكسروا قلب موفق
ستار الحسيني
يصعد موفق محمد في قصيدته الاخيرة (لا تكسروا الانهار) من القاع الذي يعيش فيه منذ سنين ليجد نفسه بعد انكسارات متلاحقة ان الحياة الجديدة التي كان ينشدها بعد تغير الرياح، تتحول في ليلة وضحاها الى اضغاث احلام ونهارات مستبدة تلف مدننا وقرانا ومستقبل اولادنا. في خضم هذا الدوار والصراع الذي يشق رأس الحالمين من اول سطوع الشمس حتى مغيبها، ينكفيء الشاعر الى امه (بغداد) التي كانت تظلله بأجمل الاوقات حين كان قمرها يغني في الرصافة ثم يطيل سهرته بالرقص في سماء الكرخ ويجلب الهوى من حيث يدري ولا يدري. في (لا تكسروا الانهار) يُؤذن فجرا بالشعر موفق بعد ان )طوحت( احلامه خنازير الليل بالقتل لامه التي تكسر انينها وهي ترى اخيه مثروماً وآخر مقطوع الرأس وثالث دُفن مجهول الهوية ضمن اساطيل الضائعين وللحديث تتمة. في كل هذا وذاك يناشد الشاعر ملاذه الاخير حين يشهق بان الانهار مرايا الله والانهار في قواميس ونواميس الدنيا تغني للحياة بكل شيء. فاذا ما غادرتنا فقد غادرنا الله وحاشا لله ان يغادرنا او نغادره. وفي كل ما كتبه الشاعر موفق محمد عبر قصيدته هذه او عبر قصائد اخرى، لا أجد في حسه من سيريالية او دادائية مطلقاً، بل هو توثيقاً لما نعيشه من ايام غُبر من أحد دامٍ أو خميس قاسٍ أو جمعة حمراء ونحن مخدرون برنين الهاتف النقال وشظايا الاخبار في فضائيات دفعت اثمانها من دم اطفالنا واجيالنا. هذه التقدمة هي ليست تشاؤمية لو جلس قارؤها مع موفق محمد وعرف كيف ان اعتلال صحته ووخزات الزمن العابر الغابر عليه لم يُؤثرا على تقديم ما يراه شعراً ليس فيما يراه أبو الطيب أو غيره من الشعراء بل فيما يراه هو (موفق أبي خمَره) رضيتم أم لم ترضوا فهذا هو عنوان الشعر في الحلة وشاعر العراق حينما يريد ان يرى العراق من خلال شاعريته
ايميل : sattarnahaba@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ستار الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/22



كتابة تعليق لموضوع : لاتكسروا قلب موفق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net