توقعات تشومسكي بشأن مصر ضعيفة ولو عَهِدْنا الرجُل صادقا
محمد الحمّار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليست هذه المرة الأولى التي يفصح فيها العلامة الألسني نعوم تشومسكي عن رأيه الداعم للشرعية في مصر والمعتبِر لما حدث هناك بأنه انقلاب (محاضرة يوم 13 – 10 – 2013 بجامعة كاليفورنيا، عن موقع 'بابنت' التونسي).
لقد سبق أن قال الرجل كلاما مماثلا في حديث أدلى به في 26 – 8- 2013 لصحيفة تركية (تمت ترجمته إلى العربية بكثير من الأخطاء ثم تمّ تصحيحه من طرف جهات مختصة قبل الاعتذار لصاحبه). ومفاد هذا الحديث أنّه بمجرد كون المصريين (المؤيدين لمرسي) لم ينطوا داخل قوقعة" سيعطي دفعا جديدا و"سيحيي الربيع العربي".
وبالرغم من أننا نعتبر تشومسكي رجلا عظيما ونقدس علمه ونهاب مواقفه السياسية وعلى الأخص تلك التي يبدي من خلالها معاضدة فعلية للقضايا العربية ومناهضة فعلية لسياسة بلاده (أمريكا) وإسرائيل (بالرغم من أنه يهودي)، ورغم اعتقادنا أنّه لا ينطق عن الهوى وأنّ كلامه بخصوص المسألة المصرية منطقي للغاية، إلا أننا نميل إلى دحض الرأي التشومسكي أكثر من ميلنا إلى مساندته.
في الأصل بالإمكان أن تكون توقعات تشومسكي صحيحة لكن فقط لو أخذنا بعين الاعتبار المقاييس الأمريكية والغربية للديمقراطية. حينئذ يكون دفاعه عن ضرورة عودة مرسي في محله. نعني أنه لا ينبغي أن ننسى أنّ المعطى الإسلامي في الديمقراطية المصرية (والتونسية) الناشئة لا بدّ أن يكون قد غيّر مقاييس الديمقراطية إلى درجة أنّ فهم طبيعتها وفهم طبيعة الانتقال السياسي ومراحله صار مستعصيا على مجتمعات المسلمين المعنية بها، ناهيك أن يدركها حق إدراكها من يجهل الإسلام مثل تشومسكي، ولو كان هذا الأخير علامة، ولو كان مناضلا من أجل الحق كما عرفناه.
لقد سبق لنا أن بلّغنا هذا الرأي إلى نعوم تشومسكي بالذات فأجابنا في نفس اليوم في مراسلة الكترونية بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2013 بما يفيد أنه "ليست هناك علاقة" بين ما أفكر فيه من تأثير للعامل الإسلامي على الفلسفة الديمقراطية التي ستحظى برضاء المسلمين من جهة وما حدث من عزل لمرسي من جهة ثانية، وتمسكَ الرجل بموقفه المتمثل في اعتبار الإطاحة بمرسي انقلابا وأنّه كان من الضروري أن تُحلحل هذه المشكلة "بالوسائل البرلمانية التي لم تكن محتقنة حينها " مضيفا في مراسلته لنا أنّه " صحيح أنّ هذه الوسائل قد اعوجّت بحكم توزيع النفوذ، لكن ذلك يحدث حتى أمريكا".
على أية حال ستكون الأسابيع القادمة خير شاهد على الحقيقة بعينها. وقد تكون توقعات تشومسكي عميقة فقط باعتبار أنّ "الربيع العربي" لم يقل كلمته بعدُ. لكننا كتونسيين نعوّل كثيرا على الحكمة التونسية بخصوص تناول مسألة الانتقال السياسي من جميع جوانبها بما فيها العامل الإسلامي، الذي يجهله تشومسكي وكل العلماء غير المسلمين، حيث إنّ كل وفاق يحدث هنا سيكون له تأثير إيجابي في مصر أين يغلب منطق ليّ الذراع على منطق الوفاق.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد الحمّار

ليست هذه المرة الأولى التي يفصح فيها العلامة الألسني نعوم تشومسكي عن رأيه الداعم للشرعية في مصر والمعتبِر لما حدث هناك بأنه انقلاب (محاضرة يوم 13 – 10 – 2013 بجامعة كاليفورنيا، عن موقع 'بابنت' التونسي).
لقد سبق أن قال الرجل كلاما مماثلا في حديث أدلى به في 26 – 8- 2013 لصحيفة تركية (تمت ترجمته إلى العربية بكثير من الأخطاء ثم تمّ تصحيحه من طرف جهات مختصة قبل الاعتذار لصاحبه). ومفاد هذا الحديث أنّه بمجرد كون المصريين (المؤيدين لمرسي) لم ينطوا داخل قوقعة" سيعطي دفعا جديدا و"سيحيي الربيع العربي".
وبالرغم من أننا نعتبر تشومسكي رجلا عظيما ونقدس علمه ونهاب مواقفه السياسية وعلى الأخص تلك التي يبدي من خلالها معاضدة فعلية للقضايا العربية ومناهضة فعلية لسياسة بلاده (أمريكا) وإسرائيل (بالرغم من أنه يهودي)، ورغم اعتقادنا أنّه لا ينطق عن الهوى وأنّ كلامه بخصوص المسألة المصرية منطقي للغاية، إلا أننا نميل إلى دحض الرأي التشومسكي أكثر من ميلنا إلى مساندته.
في الأصل بالإمكان أن تكون توقعات تشومسكي صحيحة لكن فقط لو أخذنا بعين الاعتبار المقاييس الأمريكية والغربية للديمقراطية. حينئذ يكون دفاعه عن ضرورة عودة مرسي في محله. نعني أنه لا ينبغي أن ننسى أنّ المعطى الإسلامي في الديمقراطية المصرية (والتونسية) الناشئة لا بدّ أن يكون قد غيّر مقاييس الديمقراطية إلى درجة أنّ فهم طبيعتها وفهم طبيعة الانتقال السياسي ومراحله صار مستعصيا على مجتمعات المسلمين المعنية بها، ناهيك أن يدركها حق إدراكها من يجهل الإسلام مثل تشومسكي، ولو كان هذا الأخير علامة، ولو كان مناضلا من أجل الحق كما عرفناه.
لقد سبق لنا أن بلّغنا هذا الرأي إلى نعوم تشومسكي بالذات فأجابنا في نفس اليوم في مراسلة الكترونية بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2013 بما يفيد أنه "ليست هناك علاقة" بين ما أفكر فيه من تأثير للعامل الإسلامي على الفلسفة الديمقراطية التي ستحظى برضاء المسلمين من جهة وما حدث من عزل لمرسي من جهة ثانية، وتمسكَ الرجل بموقفه المتمثل في اعتبار الإطاحة بمرسي انقلابا وأنّه كان من الضروري أن تُحلحل هذه المشكلة "بالوسائل البرلمانية التي لم تكن محتقنة حينها " مضيفا في مراسلته لنا أنّه " صحيح أنّ هذه الوسائل قد اعوجّت بحكم توزيع النفوذ، لكن ذلك يحدث حتى أمريكا".
على أية حال ستكون الأسابيع القادمة خير شاهد على الحقيقة بعينها. وقد تكون توقعات تشومسكي عميقة فقط باعتبار أنّ "الربيع العربي" لم يقل كلمته بعدُ. لكننا كتونسيين نعوّل كثيرا على الحكمة التونسية بخصوص تناول مسألة الانتقال السياسي من جميع جوانبها بما فيها العامل الإسلامي، الذي يجهله تشومسكي وكل العلماء غير المسلمين، حيث إنّ كل وفاق يحدث هنا سيكون له تأثير إيجابي في مصر أين يغلب منطق ليّ الذراع على منطق الوفاق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat