مغالطات الكتاب المقدس حول إسماعيل. من هو الذبيح ؟؟ الجزء الثاني .
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

(( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين)) اتعجب من إيمان الأب ، أو تسليم الابن .
كم أنت مظلوم يا إسماعيل .
((أولاد إسماعيل رمز الانحطاط البشري))!!
هذا عنوان الفصل الثالث من الكتاب الذي اشرنا إليه في الفصل الأول من البحث،حيث يسرد فيه المؤلف قصة قبيلة تسمى ((بن إسماعيل)) في ولاية ميامي الأميركية. فقد أسس الأميركيون إحدى أعنف المنظمات العنصرية، مارست أقصى درجات التمييز والمهانة والاضطهاد ضد هذه القبيلة، خاصة مع الإيحاء بأن القبيلة ((بن إسماعيل)) هذه تمتّ بصلة قرابة إلى المسلمين والعرب، لا سيما أن حكاية ((هاجر (الجارية) أم إسماعيل)) زوج النبي إبراهيم وأولادها المنذورين للعبودية إلى يوم القيامة، لا تزال تنخر في اللا وعي الأميركي المسكون بأساطير العبرانيين التي تسللت إلى عقولهم عبر اخطبوط الإعلام اليهودي الهائل المسيطر على أمريكا.
ومن أجل ذلك، سنّت الولاية أول قانون للتعقيم الإلزامي، وبدفع من اليهود للتخلص من نسل إسماعيل في كل بقاع العالم. وأصبحت ميامي أول بقعة فى الأرض تشهد تعقيما جماعيا للنسل المنحط من ذرية إسماعيل .
وفى هذا السياق، ينقل المؤلف عن الحاخام اليهودي ((شوفيتز حاييم)) قوله: إن التوراة المقدسة تخبرنا أن إسماعيل كان وحشا بشريا. والمعروف أن توراتنا أبدية سرمدية. وحين تنص التوراة على أن إسماعيل كان وحشا بشريا، فإن إسماعيل (كل عربي) سيبقى إلى الأبد وحشا بشريا. ولو اجتمعت كل الأمم المتحضرة وأرادت أن تربي إسماعيل وتجعله متحضرا فإنها لن تنجح في ذلك. فانطلقت من هذه البقعة أول بضاعة تحتوي على مواد معقمة للرجال والنساء لتجفيف ارحامهن او خلق اطفال متخلفين عقليا او مشوهين يكونوا عبئا ثقيلا على تلك البلدان وكان احد اشد هذه الحالات فتكا هي مرض ((التوحد والسرطانات والمواليد المشوهين)). حتى ان الكثير من المواد السامة والمشعة تم تعبئتها في اسطوانات او وضعها في الصواريخ والمقذوفات ورميها على البقعة التي تتمع بكثافة أولاد اسماعيل.
أولا ماهي قصة إسماعيل واسحاق ، و سارة وهاجر؟
يزعم الكتاب المقدس أن اسحاق هو الذبيح المنتجب الذي اختاره الرب لحمل رسالة البشر النقية وبناء حضارة إسرائيل فيما بعد على الأرض وهذا نراه جليا واضحا في النصوص الكتابية كما في سفر التكوين 22: 9 (( وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم ، فقال له : يا إبراهيم ! خذ ((ابنك وحيدك))؟! ، الذي تحبهُ إسحاق واذهب إلى أرض المُريّا، وأصعدهُ هُناك محرقة على أحد الجبال ورتب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه فوق الحطب.. ثم مد إبراهيم يدهُ وأخذ السكين ليذبح ابنه.فناداه ملاك الرب من السماء وقال : إبراهيم إبراهيم لا تمد يدك إلى الغلام لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تُمسك ابنك وحيدك عني. فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش عوضا عن ابنه)).
إذن من خلال هذا النص يتبين ان الذبيح حسب التوراة هو (( إسحاق وحيد إبراهيم)) . والآن نأت لنرى هل صدق الكتاب المقدس ؟؟ وهل أن إسحاق هو وحيد إبراهيم ؟
نجعل الكتاب المقدس نفسه حكما نستنطقهُ فيشهد بصحة او عدم صحة هذا النص . فماذا تقول التوراة من هو وحيد نبي الرب إبراهيم؟
تقول التوراة أن ((اسماعيل)) هو بكر ابراهيم من هاجر وليس إسحاق كما تزعم! ، واما سارة فقد كانت عاقر لم تلد ولذلك اهدت جاريتها هاجر لابراهيم . كما ورد في هذا النص في سفر التكوين 16: (( وأما ساراي امرأة أبرام فلم تلد له. وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر. فقالت ساراي لإبرام : هوذا الرب قد امسكني عن الولادة. ادخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين. فدخل على هاجر فحبلت. فقالت ساراي لأبرام ظلمي عليك! أنا دفعت جاريتي إلى حضنك يقضي الرب بيني وبينك. فقال أبرام لساراي : هوذا جاريتك في يدك. افعلي بها ما يحسنُ في عينيك. فأذلتها ساراي، فهربت من وجهها. فوجدها ملاكُ الرب على عين الماء في البرية، وقال : يا هاجر جارية ساراي، من أين اتيت . فقالت : أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي. فقال لها ملاك الرب : ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها. ها أنت حُبلى فتلدين ابنا وتدعين اسمه إسماعيل، وإنه يكون ((إنسانا وحشيا))، فولدت هاجرُ لأبرام ابنا. ودعا إبرام اسم ابنه إسماعيل وكان إبرام ابن ست وثمانين سنة لما ولدت هاجر إسماعيل لأبرام)).
ففي هذا النص ولدت هاجر اسماعيل أولا، ولم يكن لساراي ولد .إي ان إسماعيل هو (وحيد ابراهيم) بنفس النص وليس إسحاق.
ثم تعال معي إلى هذا النص الذي يؤكد ان سارة ليس لها ولد وان اسماعيل كان البكر لإبراهيم.كما في سفر التكوين : 15 (( وقال الله لإبراهيم : ساراي امرأتك لا تدعو اسمها ساراي، بل اسمها سارة . واباركها واعطيك أيضا منها ابنا . فسقط إبراهيم على وجهه وضحك ، وقال في قلبه : هل يولد لابن مئة سنة ؟ وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة؟)) يعني ان إسحاق ولد بعد اربعة عشر سنة من مولد إسماعيل. فكيف يزعم الكتاب المقدس أن إسحاق هو وحيد إبراهيم وقد سبقه إسماعيل بأربعة عشر سنة.
هل نجد تفسيرا لذلك يا أمة الكتاب المقدس؟
اتضح مما تقدم ان البكر كان اسماعيل وهو الذبيح وهو وحيد إبراهيم قبل ان يولد اسحاق .. ولكن نرى تحريفا خطيرا لربما لم ينتبه له من قام به، وهو يقول أن اسحاق هو البكر الوحيد .. وهذا خطأ .. ومن هذا النص نعرف ان البكر الذي ذبح هو اسماعيل وليس اسحاق .
فبعد اربعة عشر عاما على ولادة إسماعيل قال الله لإبراهيم كما في سفر التكوين :14 (( سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه إسحاق . وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده. وأما إسماعيل فقد سمعتُ لك فيه. ها أنا اباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا. اثنى عشر رئيسا يلد ، واجعلهُ امة كبير. ولكن عهدي أقيمهُ مع إسحاق الذي تلده سارة في السنة الآتية)).
وهكذا وضع اليهود نصا اضافيا لايوجد في الكثير من الطبعات الأقدم وهذا النص سلب فيه اليهود العهد من إسماعيل واعطوه لإسحاق. فلماذا قام اليهود بذلك ؟
ففي اقذر محاولة عنصرية ابتدعها اليهود منذ القدم مفادها أن العرق اليهودي تحدر من إسحاق ابن سارة الحرة وليس من إسماعيل ابن الخادمة . فبعد ان اخذ اليهود الرئاسة من اسماعيل واعطوها لاسحاق لسبب قالوا فيه ان اسماعيل ابن (الخادمة المصرية). واسحاق ابن ابراهيم وسارة الحرة واليهود لايفضلون ابن الجارية ليكون سيدا عليهم حتى لو فرضه الرب عليهم فرضا فإنهم لا يقبلون بذلك ،ومن هنا نرى ان اسماعيل تم حذفه من الانجيل نهائيا ولم يذكره احد من التلاميذ لانهم كانوا كلهم يهود ويكرهون اسماعيل ابن الخادمة المصرية فطهروا الإنجيل من ذكره لا بل أن بولص تمادى كثيرا فترفع عن ذكر إسم إسماعيل في رسائله ، فلم يذكر سوى إسم اسحاق ابن الحرة.
انعكست آثار ذلك حتى على المفسرين المعاصرين حيث اتهموا هاجر بانها كانت سبب اذية لإبراهيم كما يقول القس انطونويس فكري في شرح الكتاب المقدس في معرض تفسيرة لإسم هاجر ولا ندري من أين جاء هذا القس بهذه القصة المفبركة على هاجر المرأة القديسة الصالحة فيقول : ((هاجر: تعني هجر أو هرب وغالبًا فإن إبرام هو الذي أعطي لها الاسم والاسم يعني أيضا غريبة فهي كانت غريبة علي حياة إبراهيم وإيمانه. هي تمثل الفكر الغريب الذي يدخل للإنسان فيسبب مضايقات ومرارة)).
من أين جئت لنا بهذا التفسير إيها القس المتنطع ، أهكذا هي الامانة العلمية؟
فقد وصف هذا القس ابن سارة اسحاق بانه ابن الله . بينما يقول عن اسماعيل انه عبد لأن امه كانت أمة : ((أنجبت ساراي أسحق إذ أتت بأبناء كثيرين لله. ولدت ساراي ابنها ليس حسب الطبيعة إذ كانت عاقرًا وإنما حسب وعد الله فجاء ابنا مباركًا. أما هاجر فأنجبته حسب الطبيعة فجاء عبدًا )). فعلى اي نص اعتمد القس انطونيوس فكري ليوصم إسماعيل بأنه عبد. ثم ما هذه الطبيعة وحسب الطبيعة التي يتكلم عنها هذا الأفّاك الأثيم.
بعد البحث تبين أن هذا القس اعتمد على ما جاء في رسالة بولص التي يقول فيها : ((فإنه مكتوب أنه كان لإبراهيم ابنان، واحد من الجارية والأخر من الحرة . الولدُ للعبودية، الذي هو هاجرُ.وأما نحن أيها الإخوة فنظير إسحاق ، أولاد الموعد.ولكن ماذا يقول الكتاب؟ اطرد الجارية وابنها، لأنهُ لا يرثَ ابنُ الجارية مع ابن الحرة . إذن أيها الإخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة)).(1) لعنك الرب يا مسيلمة المسيحية الكذاب. ولذلك وبناءا على هذه النصوص فلا يزال أولاد الجارية مطرودين إلى يوم الدين .
نرى تأثير هذه النصوص ساريا حتى زمن ولادة محمد وبعثه نبيا ، وقد عرف اليهود انه هو ولكنهم لما عرفوا نسبه وانه من ذرية إسماعيل نفروا وانفوا ان ينتموا إلى دينه واستكبروا وعلوا علوا كبيرا, قال (الزبير بن باطا) ينصح اليهود الذي قرروا محاربة محمد ، وكان شيخا كبيرا مجربا قد ذهب بصره: ((قد قرأت التوراة التي أنزلها الله في سفرنا بأنه يبعث نبيا في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة، ومهاجره في هذه البحيرة، يركب الحمار العري، ويلبس الشملة، ويجتزئ بالكسيرات والتميرات، وهو الضحوك القتال، في عينيه الحمرة ، وبين كتفيه خاتم النبوة، يضع سيفه على عاتقه، لا يبالي من لاقى، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر فإن كان هذا هو فلا يهولنه هؤلاء وجمعهم، ولو ناوى على هذه الجبال الرواسي لغلبها، فقال حيي بن اخطب: ليس هذا ذاك. ذلك النبي من بني إسرائيل، (وهذا من العرب من ولد إسماعيل)، ولا يكونوا بني إسرائيل أتباعا لولد إسماعيل أبدا، لان الله قد فضلهم على الناس جميعا، وجعل منهم النبوة والملك)).
النص أعلاه يعضد القول القرآني المقدس الذي يقول : ((الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)). (2)
إذن يتضح مما تقدم حقيقة خطيرة مفادها أن اهل الكتاب جميعهم إنما رفضوا نبوة محمد انطلاقا من تصرف عنصري يرفده فكر مريض قوامه تفوق عنصرهم على بقية عناصر البشر فهم ابناء الله واحباءه والصفوة من ذرية إسحاق . وباقي البشر هم الذرية المستعبدة من ذرية إسماعيل المتوحش الذي يصفه النص بأنه : (( يكون إنسانا وحشيا))ويحلل ذلك حاخام يهودي أميركي فيقول: التوراة المقدسة تخبرنا أن أولاد إسماعيل رمز للإنحطاط البشري ويجب استاصالهم(3). بل أن هذه النزعة العنصرية عبّرت عنها أمريكا رسميا منذ عام 1891؛ حين جاء على لسان أول مرشحة نسائية للرئاسة ((فكتوريا وودهل)) إذ قالت: ((كل العقول اللامعة هذه الأيام تقر بضرورة استيلاد المجتمع المتفوق المنشود، وتعبر عن كراهيتها لأن يكون البلهاء والمجرمون والفقراء من أولاد إسماعيل (الطالحين) مواطنين فى المجتمع الأمريكى، وتلح على ضرورة تعقيمهم وقطع دابر نسلهم)). (4)
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــــــ
1- انظر رسالة بولس الرابعة إلى اهل غلاطية : 21 ـــ 31 .
2- بحار الانوار ج 20 ص 220 . و سورة البقرة آية : 146.
3- الحاخام اليهودى ((شوفيتز حاييم)) قوله: ((إن التوراة المقدسة تخبرنا أن إسماعيل كان وحشا بشريا. والمعروف أن توراتنا أبدية سرمدية. وحين تنص التوراة على أن إسماعيل كان وحشا بشريا، فإن إسماعيل (كل عربى) سيبقى إلى الأبد وحشا بشريا. ولو اجتمعت كل الأمم المتحضرة وأرادت أن تربى إسماعيل وتجعله متحضرا فإنها لن تنجح فى ذلك. إنهم لن يستطيعوا أن ينتزعوا منه وحشيته مهما كانت وسائلهم وبراعاتهم؛ ذلك أن إسماعيل غير مؤهل لأن يكون إنسانا متحضرا. ولو خاض إسماعيل غمار الثقافة وصار محاميا أو ما شابه، فإنه لن يكون إلا محاميا متوحشا. وإذا درس واجتهد فى الدراسة ليكون أستاذا جامعيا، فإنه سيكون أستاذا جامعيا متوحشا. هذا يعنى أن وحشية إسماعيل (كل عربى) لا تحول عنه ولا تزول وستبقى ملازمة له إلى الأبد)). انظر كتاب أمريكا ولابادات الجنسية 400 عام من الحرب على الفقراء والمستضعفين في الأرض . منير العكش . طبع دار الريس.
4- مستشار أوباما العلمى فى كتاب من تأليفه: لابد لأمريكا من السيطرة على خصوبة البشر، ويجب معالجة طعام شعوب العالم وشرابهم بعقاقير التعقيم لقطع دابرهم!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat