المسيح في الأناجيل :صور متضاربة ومتناقضة ! ( نسب المسيح المزعوم في الأناجيل )الجزء الثالث
مير ئاكره يي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مير ئاكره يي

من أكبر الأخطاء والإشكاليات والتناقضات في الأناجيل هو إشكالية نسب عيسى المسيح فيها ، مع أن المسيح ليس له نسب ، لأنه خُلِقَ بدون أب . إذْ أنَّ أوَّلُ الأناجيل صحة لدى المسيحية ، وهو إنجيل متّى أورد نسبا عجيبا للمسيح ، أما ثالثها ، وهو إنجيل لوقا فقد ذكر نسبا آخر للمسيح يتناقض مع النسب الذي نشره إنجيل متّى ، مضافا الى الأخطاء والتناقضات الأخرى عن المسيح عيسى وأمه مريم وشخص آسمه يوسف النجار . وقد نتطرَّقُ اليها نقطة فنقطة في هذا الجزء من بحثنا المتسلسل والخاص بالصور المتضاربة والمتناقضة في الأناجيل ...
هل للمسيح نسب ؟ : بالحقيقة إن المسيح لانسب له أبدا ، لذا فهو الإنسان الوحيد في الجنس البشري كله الذي يفتقد الى النسب من جهة الأب ، طبعا بإستثناء آدم أبي البشر ، لأنه – أي المسيح - خُلِقَ من دون أب ، أو من دون إتصال وتقارب جنسي بشري . وذلك بإرادة الله تعالى ومشيئته كما خلق من قبله آدم . على هذا الأساس فإن نسب المسيح يبدء من جهة الأم فقط ! .
لكن كيف أخطأ كتبة الأناجيل في هذا الأمر البدهي والمعلوم والواضح جدا ، وكيف ، ولماذا إنهم قاموا بإنشاء وآختراع نسب وشجرة نَسَبِية مزعومة لاصحة لها إطلاقا للمسيح ، وهو لانسب له أصلا ...؟! . هذا لعمر الحق من أشهر وأكبر تناقضات وأخطاء الأناجيل وكتبتها ، ثم إنه يدل كل الدلالة والإثبات على تحريف الإنجيل الصحيح والأصلي للمسيح أولا ، وتناقضات الأناجيل وبشريتها ثانيا ، وعدم علاقته – بغالبيته المطلقة والكاسحة – بكلام الله تعالى وبوحيه وبالمسيح عيسى في ثالثة الأثافي ...
1-/ إنجيل متى وآختراع نسب مزعوم للمسيح عيسى :
قبل أنْ أنقل نسب المسيح من الإنجيل المذكور أودُّ القول الآتي : أمر الأناجيل كله غريب وعجيب ، لأنه حتى في إنجيل واحد يحتوي على الكثير من الأخطاء والتناقضات . فمثلا تجد في إنجيل متى ، الطبعة الفلانية كذا موضوع ، وفي الطبعة الأخرى تجد غير ذلك ، وفي الطبعة الثالثة تجد غيره ، وقس على هذا الكثير :
يقول متى في إنجيله ، طبعة ( المكتبة الشرقية ، بيروت / لبنان ، جمعيات الكتاب المقدس في الشرق ، بيروت / لبنان ، دار المشرق ش . م . م . ، بيروت / لبنان ، ط 6 ، 1988 ) عن نسب عيسى المسيح :
[ نسب يسوع / نسب يسوع المسيح
إبن داود بن إبراهيم :
إبراهيم وَلَدَ إسحاق
وإسحاق ولد يعقوب
ويعقوب ولد يهوذا وإخوته
ويهوذا ولد فارَص وزارَح من تامار
وفارَص ولد حَصْرون
وحصرون ولد أرام
وأرام ولد عَمِّيناداب
وعميناداب ولد نَحْشون
ونحشون ولد سَلْمون
وسلمون ولد بُوعَز من راحاب
وبُوعَز ولد عُوبيد من راعوت
وعُوبيد ولد يَسِّي
ويَسِّي ولد الملك داود
وداود ولد سليمان من أرملة أوريا < من هو أوريا : ذكرت التوراة قصة عجيبة وخرافية في تشويه صورة نبي الله داود – عليه السلام – مفادها بإيجاز هي : إن أوريا كان قائدا عسكريا لداود ، وكان لأوريا زوجة في غاية الحسن والجمال فطمع فيها داود ، ولم يدري كيف يستولي عليها ويجعلها زوجته ..؟ . لذلك أرسل داود أوريا الى جبهة حربية خطيرة جدا ظنَّا منه أنه سيقتل لامحالة هناك ، وبالفعل – بحسب خرافة التوراة طبعا – ذهب القائد أوريا الى هناك وقتل في الحرب ، بعدها تزوج داود زوجة أوريا مباشرة وتحقَّق له ماأراد . بالحقيقة إن هذه السلوكيات ليست بعيدة عن أنبياء الله تعالى وحسب ، بل من المحال أن تصدر من أحدهم هكذا سلوكيات شائنة بتاتا ! . مير عقراوي >
وسليمان ولد رَحَبْعام
ورحبعام ولد أبِيَّا
وأبيا ولد آسا
وآسا ولد يوشافاط
ويوشافاط ولد يورام
ويورام ولد عُوزِيَّا
وعوزيا ولد يوتام
ويوتام ولد آحاز
وآحاز ولد حِزْقِيَّا
وحزقيا ولد مَنَسِّي
ومنسي ولد آمون
وآمون ولد يوشِيَّا
ويوشيا ولد يَكُنْيا وإخوته
عند الجلاء الى بابل ، وبعد الجلاء الى بابل
يَكُنْيا ولد شَأْلْتَئيل
وشألتئيل ولد زَرُبَّابَل
وزربابل ولد أبيهود
وأبيهود ولد ألْياقيم
وألياقيم ولد عازور
وعازور ولد صادوق
وصادوق ولد آخيم
وآخيم ولد أليهود
وأليهود ولد أَليعازَر
وأليعازر ولد مَتَّان
ومتان ولد يعقوب
ويعقوب ولد يوسف زوج مريم التي وُلِدَ منها يسوع وهو الذي يُقال له المسيح ]
2-/ أما إنجيل لوقا فإنه هو الآخر أورد نسبا عجيبا لمن لانسب له أصلا ومتناقضا في نفس الوقت مع النسب الذي أورد إنجيل متى ، وقد أوردناه بالنص أعلاه .
نسب المسيح في إنجيل لوقا ، ينظر نفس المصدر أعلاه والمكتبة الشرقية وجمعيات الكتاب المقدس ودار المشرق والطبعة والمكان والزمان ، إنجيل لوقا ، ص 201 - 202 :
[ عمر يسوع ونسبه :
وكان يسوع عند بدءِ رسالته ، في نحو الثلاثين من عمره ، وكان الناس يحسبونه إبن يوسف بن عالي :
إبن مَتَّات
إبن لاوي
إبن مَلكي
إبن يَنَّا
إبن يوسف
إبن مَتَتْيَا
إبن عاموس
إبن نَحوم
إبن حَسْلي
إبن نَجَّاي
إبن مَآت
إبن مَتَتْيَا
إبن شَمْعي
إبن يوسف
إبن يَهُوذا
إبن يوحنا
إبن ريسا
إبن زَرُبَّابَل
إبن شَألْتَئيل
إبن نِيري
إبن مَلْكي
إبن أدِّي
إبن قُوسام
إبن ألمودام
إبن عِير
إبن يَشُوع
إبن لَعازر
إبن يُوريم
إبن مَتَّات
إبن لاوي
إبن شِمعون
إبن يَهُوذا
إبن يوسف
إبن يونان
إبن ألْياقيم
إبن مَلْيا
إبن مَنَّا
إبن مَتَّاتا
إبن ناتان
إبن داود
إبن يَسِّي
إبن عوبيد
إبن بوعَز
إبن سَلْمون
إبن نَحْشون
إبن عَمِّيناداب
إبن أدْمِين
إبن عَرْني
إبن حَصْرون
إبن فارَص
إبن يهوذا
إبن يعقوب
إبن إسحاق
إبن إبراهيم
إبن تارح
إبن ناحُور
إبن سَروج
إبن راعَو
إبن فالِق
إبن عابَر
إبن شالَح
إبن قَيْنان
إبن أرْفَكْشاد
إبن سام
إبن نوح
إبن لامَك
إبن مَتوشالَح
إبن أخنوخ
إبن يارَد
إبن مَهْلَلْئِيل
إبن قَيْنان
إبن أنوش
إبن شيت
إبن آدم
إبن الله ] سبحانه عما يصفون ...!
التعليق وبيان التناقضات والخلافات الكبيرة والفَجَّة والصارخة في نسب المسيح المزعوم ، في إنجيلي متَّى ولوقا :
1-/ أورد إنجيل متى [ 40 ] أبا للمسيح .
2-/ أورد إنجيل لوقا [ 75 ] أبا له . وهذا التناقض كبير جدا في النسبين المزعومين للمسيح .
3-/ ذكر إنجيل متى بأن والد يوسف هو [ يعقوب ] ، بينما ذكر إنجيل لوقا ان اسمه [ هالي ] ، وفي بعض النسخ [ عالي ] ! .
4-/ في إنجيل متى ان إسم إبن زَرُبَّابل هو [ أبيهود ] ، بينما ذكر إنجيل لوقا ان إسمه [ ريسا ] ! .
5-/ ليس من الصواب أبدا أن يكون المسيح من ذرية أخوين ، وهم [ سليمان ] و [ ناثان ] إبنا داود !
6-/ كيف يمكن أن يكون المسيح إبنا لداود ، مع إن الحقبة الزمنية بينهما كبيرة جدا ، إذ إنها أكثر من عشرة قرون ..؟!
7-/ كلا النسبان المزعومان للمسيح من قبل متى ولوقا ألحقاه بيوسف النجار ، مع العلم إن المسيحيين والمسلمين يؤمنون بأن المسيح ولد بدون أب ، فما هي العلاقة بين يوسف النجار ونسب المسيح ، لأن يوسف النجار كان خطيبا لمريم أم المسيح وفق رواية الأناجيل ، وإنه لم يتزوجها حتى يصبح المسيح من صلبه وإبنا له ...؟!!!
8-/ لماذا الإصرار من قبل الأناجيل على جعل يوسف النجار والدا للمسيح ، والمسيح إبنا له مع أنه قد وُلِدَ بدون أب ، ألا يعني ذلك تجريد المسيح من المعجزة الربانية الكبرى التي آقتضت إرادة الله تعالى ومشيئته الخارقة أن يخلق المسيح من دون أب أولا ، وثانيا هوموافقة وتأييد لِمَا كان يقوله اليهود عن المسيح بأنه آبن سفاح ، لذلك آستنكفوا عن الإيمان به وقبوله ! .
9-/ الصواب هو ان نسب المسيح يبدأُ من أمه مريم كما نسبه القرآن الكريم ، أي كان عليهم القول بأن نسب المسيح هو : المسيح بن مريم بن .......الى آخره ، لأنها الحقيقة كما المعتقد والإيمان المشترك بين المسلمين والمسيحيين في أن المسيح قد خلقه الله تعالى بقدرته وإرادته بدون أب . إذن ، فما هو السبب في ربط نسب المسيح بيوسف النجار وجعلهما أبا وإبنا الواحد للآخر ، مع ان هذا الربط غير صحيح ولاجائز بأيِّ شكل من الأشكال ...؟
10-/ اذا كان المسيح إبن [ الله ] (!) كما زعم إنجيل لوقا ، فلماذا إذن ، ربط نسب المسيح بيوسف النجار كوالد له ، ثم ربط نسبه بسائر الآباء والأجداد ، لأن ذلك يتناقض مباشرة مع عقيدة التثليث التي يعتقد بها المسيحيون في العالم ، حيث تزعم إن المسيح هو [ إله حق من إله حق ] ، مع أن هذا [ الإله ] الأناجيلي المسكين لم يستطع أن يدفع عنه ألم الجوع وتَضَوُّره ، أو أنه جهل حتى موسم نضوج التين ، حيث يعرفه الناس العاديون والرعاة في الجبال ، هذا ناهيك عن جهله بميعاد الساعة وأوان قيامها ...؟!!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat