صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

شعبنا وين والدنيا وين؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كنت في حوار مع أستاذ في العلوم السياسية , يدرّس في جامعة عالمية عريقة  , وكان الحوار حول مستقبل المنطقة والعراق خصوصا.
وبعد أن تشعب الحوار , إستنتج بأن الذي جرى سببه إحتلال العراق للكويت , وهذه التداعيات ناجمة عن ذلك الإحتلال.
فقلت: بالتأكيد أن لذلك تداعيات جسيمة عشناها , لكن لماذا لم نتجاوزها؟
وأضفت: أن ألمانيا قد تجاوزت ما جلبه عليها الحزب الحاكم الذي أدخلها في مأزق الحرب العالمية الثانية.
فحدق بوجهي مندهشا وغاضبا وهو يقول: :كيف تقارن شعبنا بالشعب الألماني , شعبنا وين والدنيا وين,  لا يمكن المقارنة , لا يمكن , هذا إعتداء على الشعب الألماني , أن تقارننا به!!
وراح يكيل التوصيفات السلبية على شعبنا والإيجابية على غيره!
فتعجبت من الأمر!
وقلت: الشعوب الحية تتجاوز محنها وتصنع مستقبلها!
وإذا به يقول: نحن شعوب ميتة , مدفونة في ظلمات الأجداث , لا يمكننا أن نعرف أبسط معاني الحياة , وكل ما نسعى إليه هو الموت!
أنظمتنا تؤسس لتفاعلات وقوانين ومؤسسات الموت!
حتى الديمقراطية حولناها إلى آلية للموت البشع!
قلت: إنه اليأس!
قال: أكثر من ذلك , فاليأس رحمة!
ومضى : إننا لا يمكننا أن نكون في الحياة , أو نتجاوز أي محنة , أو نحل أية مشكل , وإنما نتوحل بهما , ونتلذذ بالوجيع , ونتظلم ونذرف الدموع , ولا هم عندنا إلا التغني بالغاديات.
وشاركنا أحد الأخوة في الحوار , وقال ضاحكا: نفس الطاس ونفس الحمام , تروح ناس وتجي ناس , ومن هالمال حملوا اجمال!
ما كو سياسة , كلمن يضرب ضربته ويمشي!!
تأملت محدثي واحترت في الجواب , ذلك أن آلية السلوك العام محكومة بالجزع والخوف وفقدان الثقة بالآخر , وعدم الإيمان بالقدرة على التغيير والتفاعل المعاصر.
والعقيدة السائدة , أن لا وجود للشعب والوطن!
ونظرت إلى الأستاذ في العلوم السياسية متسائلا عن رأي آخر؟
فقال: الحل الأصلح أن يتم إحتلال البلاد من قبل دولة أجنبية , فلا ينفعنا إلا الإحتلال!!
وأضاف منفعلا: إن الحل في الإحتلال!!
فقال الأخر الذي شاركنا الحوار: الله يسمع من حلكك , خربت , وآخر الدواء الكي!!
ترى هل نحن حقا معوقين وطنيا وسياسيا وإنسانيا , ولا نصلح إلا أن نكون دولا محتلة مباشرة من قبل الآخرين؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/01



كتابة تعليق لموضوع : شعبنا وين والدنيا وين؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net