الإصلاح السياسي يبدأ أولا بحل حكومة الشراكة اللاوطنية
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في الوقت الذي يتصاعد فيه الغضب العراقي يوما بعد يوم من أجل القضاء على الفساد المستشري في جسد الدولة العراقية , يعلن مجلس الوزراء عن بعض الإجراءات الترقيعية والتي يهدف من ورائها امتصاص هذا الغضب وتهدئة الشارع العراقي المنتفض على الفساد والسرقة والهدر في المال العام والبطالة وسوء الخدمات , فالبيان الذي أصدره مكتب رئيس الوزراء عن اجتماع هذا المجلس بتحديد مسؤولية كل وزير عما يجري في وزارته , هو بيان بائس واستهتار بمشاعر الشعب العراقي المطالب بتحقيق الإصلاح الحقيقي في بنية النظام السياسي في العراق .

فالسيد المالكي يعتقد إنه بهذه الإجراءات البائسة يستطيع أن يضحك على ذقون العراقيين الذين أوصلوه إلى سدة الحكم ومنحوه ثقتهم , متناسيا أن الإصلاح الحقيقي والجدي يبدأ أولا بوزارته المترهلة , فهذه الوزارة هي الأكبر في تأريخ العراق المعاصر منذ عام 1921 وحتى عام 2010 , حيث جاءت هذه الوزارة بعد صراع مرير جرى في الغرف المغلقة بين الكتل السياسية المتصارعة بعيدا عن إرادة الشعب العراقي المتمثلة في إنهاء المحاصصات السياسية البغيضة وتحقيق آماني الشعب في حكومة يشغلها شخصيات مستقلة وكفوءة تنهض بالإصلاح والبناء وتتصدى للفساد والنهب الذي مارسته أحزاب السلطة الحاكمة على مدى السنوات الماضية .

فوزارة قوامها إثنان وأربعون وزيرا ثلاثون منهم ليس لهم اي ضرورة , هي راس الفساد وأم البلاء , فوزارة من هذا القبيل غير مؤهلة لتحقيق الإصلاح المنشود . والإصلاح الحقيقي يمر عبر حل هذه الوزارة الفاسدة , فهذه هي الخطوة الإولى نحو تحقيق الإصلاح الشامل والذي يطالب به كل ابناء الشعب العراقي , فإذا كان السيد رئيس الوزراء جادا في سعيه بتحقيق مطالب العراقيين الغاضبين فعليه أولا أن يبدأ بحل وزارته , فهي مطلب الجماهير الأول .

والمطلب الثاني بتحقيق الإصلاح يتمثل بإلغاء مجالس المحافظات والمجالس البلدية , حيث أثبتت تجربة السنوات الماضية إن هذه المجالس هي عنوان عريض للفساد والنهب والهدر في المال العام العراقي .

والمطلب الثالث هو بتعين محافظين مستقلين من خارج الأحزاب السياسية يتمتعون بالكفاءة والنزاهة والخبرة ويختارهم أبناء كل محافظة بالإقتراع المباشر .

فهذا هو الإصلاح الذي يطالب به الشعب العراقي الغاضب يا دولة رئيس الوزراء وليست هذه الترقيعات التي يراد منها خداع الناس وامتصاص غضبهم , فغضبة الشعب العراقي الثائر لن تخفت أو تهدأ حتى تتحقق مطالب الشعب بالإصلاح .

أياد السماوي / العراق 

 

الموضوع السابق نداء ورجاء إلى علماء المسلمين ( أتفقوا على شرح هذه الآية فقط لا غير )

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat