صفحة الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح24
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف الخلائق محمد وآله الطيبين الأطهرين المنتجبين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا 
 
الحلقة : الرابعة والعشرون
بقلم : سماحة آية الله المُحقّق الشيخ محمد السند "دام ظله الشريف"
الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن الحديث
 
---------------------------
 
العنوان :
《الحُجيّة العلميّة للحَديِث لا التعبديّة الظنيّة ، الإسرائيليات يتخوّف منها الحَشَوي القِشَري ، ولا تشتبه على الفقيه المتضلع.》
 
إن من مقامات النبي (ص) واهل البيت (ع) ، انه (ص) معلّم البشر والملائكة والجن وغيرهم .
 
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم 
(هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ).
 
فوصف تعالى نبيه بانه معلم الكتاب ومعلم الحكمة ولايخفى ان المعلم والتعليم رابطة وإرتباط مع البشر تختلف عن رابطة الولاية كما في قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، الذين يقيمون الصلاة ، ويؤتون الزكاة وهم راكعون )
 
فارتباط الولاية آمرية من الوالي الولي ، والمأمورية من الموالي الولي التابع، وأما التعليم فهو إحداث المُعلم العلم لدى المُتعلم .
 
فكون أحد شؤون النبي (ص) مُعلم الكتاب ومُعلم الحكمة أي يوجد العلم بالكتاب ويوجد العلم بالحكمة في البشر .
 
ولايخفى ان العلم بالحكمة ليس حجيته تعبدا ظنيا بل حجة من باب حجية العلم بالحكمة والبرهان .
 
وكذلك كونه معلم الكتاب الذي هو علم بالخطوط الكلية العامة الكونية الأكوانية ايضا هو اﻵخر ليس حجية تعبدية ظنية . فلا ينفع في حصولها الطريق الصحيح للرواية والحديث لان غايته هو الظن لا العلم واليقين والبرهان . بينما احد اهم ادواره ص القيام بدور التعليم للحكمة والكتاب .
 
وكذلك دور الهادي والهداية في الامام والائمة ع هو التعليم لا الحصر في الولاية بل لك ان تقول ان من ارفع درجات الولاية والتولي هو التعليم والعلم والتعلم .
 
وقد ورد في تأويل (أمير المؤمنين ) اعظم صفات علي "عليه السلام" :
انه بمعنى "يمير العلم ملكوتيا على المؤمنين" ، اي صفة المعلم والتعليم
طبعا لايقتصر التعليم والعلم على قناة وطريقة واحدة بل من طرق شتى .
 
فالتعليم والعلم وهو ايجاد العلم في المتعلم المكتسب المتلقي للعلم حجة غير تعبدية اي الانقياد ليس ناشئا من الظن واسبابه بل من اسباب العلم . 
فلا يكون حجة تعبدية ظنية بل حجية تكوينية وهذه الحجية للعلم كما قررت في علم اصول الفقه وعلم الكلام اقوى من الحجية التعبدية الظنية ومقدمة عليها .
 
فاذا اتضح ذلك فليتنبه بإلتفات مركز ان الحديث ليست حجيته منحصرة من ناحية الصدور وصدوره وطريقه من سلسلة السند للحديث والرواية الذي هو طريق ظني تعبدي اذا كان الطريق من خبر الآحاد من نقل الثقات او هو قطعي او هو طمئنيناني اذا كانت طرقه متواترة او مستفيضة .
 
بل هناك جهة اخرى لحجية الحديث والرواية وهي حجية للعلم وذلك من ناحية دراسة المتن ودراية المضمون وفقه الحديث فانه اذا تضمن وانطوى متنه على دلائل برهانية وقطعية ، أو تضمن معناه لإشارات الى دليل محكم آخر أو أحتوى مدلوله على إيماء الى بينات يقينية ، فإن حجيته سوف تكون من حجية العلم لامن الحجية اﻵتية من الصدور ولا من نقل الرواة ولا من إسناد الإخبار .
 
بل حجيته آتية من معاني متنه ومن قواعد مدلوله ومن دلائل مفاده وهي حجية يقينية من نظم قوالب المعنى ليست ظنية يتطرق اليها الريبة من الاسرائيليات ولا تحتمل التشكيك بالدس والدسيسة والوضع والوضيعة و لا المرية من التدليس والكذب .
 
فلاحظ كم الفرق بين حجية الحديث من ناحية الطريق والسند والنقل وحجية الحديث من ناحية فقه المتن ودراسته ودراية مضمونه
فمن ثم ورد عنهم عليهم السلام من الرحمن المتعال ، ان حديث تدريه خير من عشر احاديث ترويها وورد ايضا حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه وورد تعداد آخر في المفاضلة .
 
وهذا الاختلاف في المفاضلة راجع الى درجة فهم متن ومعنى الحديث و مدلول الرواية .
 
فلاحظ كلام النبي "ص" في حجة الوداع : 
"رب حامل فقه الى من هو افقه منه" .
وورد عنه "ص" "رب حامل فقه وليس بفقيه" . 
فلاحظ كم يؤكد وينبه الى اهمية فهم ودراية متن ومعنى الحديث وفقه مضمونه. 
وكذلك لاحظ قوله تعالى الراسم لخريطة العلم والتعلم لعلوم الوحي : 
بسم الله الرحمن الرحيم
(فلوﻻ نفر من كل فرقة طائفة منهم ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم)
فبعد ذكره للنفر الى المعصوم النبي "ص" وأهل البيت "ع" الذي هو وسيلة لنقل الحديث ولرواية الخبر أكد تعالى على فهم كلام الوحي ومعرفة منظومة تركيب معانيه وحقايقه .
 
ومن ثم ورد متواترا ان اعظم ميزان لدراسة الحديث والرواية ليس هو الطريق للخبر والسند للرواية بل هو ميزان متنه ومعيار معناه وضوابط مدلوله .
 
وهو عرضه على الكتاب والسنة ، اي محكمات الكتاب ومحكمات السنة القطعية . وهذا العرض ليس دراسة لوثاقة الرواة في سلسلة السند ولا دراية لاحوال رواة الرواية .
 
بل هو عرض لقوالب معاني الحديث على قوالب معاني الكتاب والسنة ومقارنة أطر المضمون لمضامين الثقلين ودراية لمتن الحديث . 
فعلم الدراية علمان دراية لطريق وسند الرواية والحديث ودراية لمتن ومضمون ومدلول الحديث و معنى الرواية والمروي.
 
والفقه كل الفقه للدين والفقيه كل الفقيه والعالم كل العالم المتضلع في فهم معنى الحديث وطبقات معانيه المنتظمة المترابطة بعضها ببعض علاوة وعلوا على الإلمام باحوال طريق وسند الحديث والرواية . 
 
ومن ثم ورد عنهم : 
"أنا لا نعد الفقيه منكم فقيها حتى نلحن له فيفهم معاريض كلامنا" .
 
وهو جانب مرتبط بدراسة متن الحديث لامجرد طريقه وحال صدوره .
فاتضح اختلاف منشأ الحجيتان . 
 
كما هو الحال في استعراض الباحث في اي علم اقوال الآخرين فان تصفحه لاقوالهم وكلامهم ليس لاجل الانقياد التعبدي لهم بل لاستخراج الدلائل العلمية من كلماتهم. 
 
فكذلك هو منهج الحجية العلمية والعلم للحديث فانه لايتوقف ولا ينحصر على حال طريقه وصحته من ضعف سنده بل العمدة والعماد والركن والاركان والمركز والركاز هو دراسة متنه والبحث في مضمونه ومعانيه . 
 
ومنه ...
يتبين ما قاله المفيد والطوسي والمحقق الحلي وجملة من الاعلام المتقدمين :
من ان هناك مسلك حشوي قشري وآخر مسلك المحصلين المحققين هو إشارة الى هذا الفرق بين الاقتصار على دراسة السند والطريق في الحديث وبين دراسة متن ومدلول الحديث ومعناه. 
 
ومنه ...
يظهر ان معاداة والتحسس من الحديث بذريعة الاسرائيليات نظرة ومسلك حشوي وقشري لا تحصيلي تحقيقي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/25



كتابة تعليق لموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح24
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net