صفحة الكاتب : عزيز الكعبي

رأس ألمال في خطر
عزيز الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يجب معرفة ألأسباب الكامنة وراء ألأبتعاد وألعزوف للشريحة ألشبابية عن ساحة ألعمل ألسياسي, 
وألآلية ألملائمة لتشجيع األفئات ألشبابية على خوض غمار ألعمل ألسياسي, 
ألشباب هم ذلك ألأمل الذي تتطلع إليه سائر ألشعوب وألأمم في مسيرة نهضتها نحو ألغد وألمستقبل، ألشباب هم ألوقود الذي يسير بركب ألمجتمع نحو ألتقدم وألعطاء نحو ألرقي وألأرتقاء، في فكرها وعقلها وروحها وجميع مكوناتها ألجسمية وألروحية، وأي تعطيل في ألمسيرة ألشبابية يعني ألرجوع بركب ألأمة نحو ألخلف عشرات ألسنين وألركون في زاوية ألتخلف وألرجعية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
ألشباب هم المخزون البشري ألذي نراهن عليه في مقبل ألأيام، فلا يجدر بنا أن ندع ألحبل على ألغارب ولا نحرك ساكناً حيال حالة ألمراوحة وتجميدعزوف نشاط ألشباب ألسياسي لأجل غير مسمى. لا نلقي بتبعات ذلك ألعزوف على كاهل ألشباب بشكل مطلق من دون ألنظر إلى حيثيات ألأمور من كل جوانبها وأبعادها، فهناك تداخل كبير بين ألأسباب وألمسببات، ومن غير أللائق أن نتناول ألنتائج من غير األنظر إلى ألأسباب . نعم، هناك إخفاقات وهناك مراوحة في ألجمود في ألمؤسسة تلك أو الدائرة تلك، وهناك عدم تجاوب وعدم فاعلية من قبل ألمجتمع حيال هذا ألنشاط أو ذاك، وهناك عدم تشجيع أو حتى كلمة طيبة أو على أقل تقدير نقد بناء يشد من أزر ألشباب ألعاملين وينظر لمكامن ألخلل في شخصيتهم ، ولكن لا يبرر على ألإطلاق بحالة ألعزوف وحالة ألقطيعة ، فهناك كثير من ألشباب وكثير من ألطاقات تنشط في ظرف معين .
هناك فهم مغلوط قد يقع فيه بعض ألشباب ألمتحمسين للعمل ألسياسي في أول مشوارهم، وهو عدم فهمهم ألصحيح لما هو ألعمل أصلاً وعدم درايتهم بكونه - ألعمل ألسياسي - يتسم بشيء من ألتضحية بالوقت وألجهد وحتى ألتعرض إلى بعض ألمشكل. وعندما يصطدمون بهذا ألواقع تتولد عندهم ردود فعل عكسية عن ألعمل وحتى عن ألمجتمع، وهذا أمر خاطئ يحتاج إلى توعية وتصحيح بالتحاور وألنقاش ألموضوعي. ومادمنا قد فتحنا ألباب على مصراعيه في هذا ألموضوع بكل شفافية وأنفتاح ورحابة صدر فلا يجدر أن يفوتنا في هذه ألجزئية أن ننتقد ألشباب وإن كان ألنقد في بعض ألأحيان قد يوجع، .
فهناك شريحة شبابية مخلصة أنصهرت في ألعمل ألسياسي منذ حداثة سنها ولم تدخر وسعاً في تقديم ألغالي وألنفيس من أجل ألعمل وأستمراريته ، ووجدت نفسها إلا وهي في ركاب ألمؤسسة ألسياسية وضمن أفرادها 
ألمطلوب من ألشباب أليوم وإزاء هذه األتحديات وألأستحقاقات ألكثيرة على ألأرض أن ينخرطوا في مضمار ألعمل ألسياسي من أجل وطنهم ، وأن يلقوا كل تبعات ألماضي خلف ظهورهم، وأن ينظروا للإمام، فإشعال شمعة خير من أن تلعن ألظلام كما يقولون. ألمجتمع بحاجة لطاقاتكم وجهدكم كي تبنوه وتشيدوه بكل حب ومثابرة، ألبناء إن لم يكن صحيحاً وقوياً سرعان ما يتصدع ويكون مصيره نحو ألخراب واألزوال.
أنتم مدعوون أيها الشباب لحمل هذه المسؤولية وإعطائها للأجيال القادمة بكل جد وإصرار على ألتغيير في حقول العمل ألإنساني وألسياسي ، وتنسحب تلك ألمسؤولية على مؤسساتنا ألحكومية وألمدنية بأن تفتح باعها إلى ألشرائح ألشبابية ألواعدة كي يعطوا ويبدعوا ويرتقوا بصروح مؤسساتنا نحو ألأفضل، وعلى شبابنا ألطموح الذي يحمل هم ألعمل ألسياسي أن يبادروا بكل قوة لخوض معترك ألعمل، وهذا للوهلة ألأولى يعد ضمانة حقيقية لسير ألنشاط وحراكه في واقع ألمجتمع.
لقد بلغ ألسيل ألزبى, لِما آل إليه حال بعض شباننا أليافع أليوم, وألذين بتنا نمتعض لرؤيتهم في هذا ألحال؟ وهذا ما دعانا لنكتب ألآن وبكل أسف؟ وما هذا إلا تصوير واقعي لشريحة واسعة من مجتمعنا ألآن, باتت ظاهرة لذوي البصائـِر, ولنبتعد قليلاً عن ألمجاملات وألمحاباة, فلا أَرب لنا فيها. فبعض شباننا الذين هم في أوج الفتوة والعطاء وألطاقة, وألذين هم ثروة هائلة لا تقدر بثمن, ما حالهم أليـــوم؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/25



كتابة تعليق لموضوع : رأس ألمال في خطر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net