إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح21
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلائق محمد وآله الطيبين الاطهرين المنتجبين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
الحلقة : الحادية والعشرون
بقلم : سماحة آية الله المحقق الشيخ محمد السند "دام ظله الشريف"
الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن الحديث .
--------------
ضابطة الاسرائيليات في تراث العامة هي معالم قد كشف عنها ببركة الحديث عن اهل البيت (ع) لا بمجرد ظاهر المصحف فقد شيد وأصل أهل البيت (ع) عدة أركان لمعالم الدين في مقابل أركان الانحراف اليهودي الاسرائيلي المتفشي في فكر الامة ولنستعرض نماذج منها بالغ أهل البيت (ع) من التحذير منها في ذهنية وتعقل الامة :
1- تشبيه الباري تعالى بمخلوقاته وتجسيمه وقد شيد اهل البيت (ع) أركان التنزيه في البشرية لا في المسلمين فقط وقد وقع غي التشبيه عمالقة الفلاسفة والعرفاء من مدارس الملل والنحل المختلفة كما قد وقع اليهود والنصارى في التشبيه والتجسيم والحلول وكذلك كثير من المذاهب الاسلامية .
فكل ما فيه تشبيه فهو زخرف باطل ، فهل الفلسفة والعرفان أقرب الى الاسرائيليات في ورطة التشبيه ام حديث اهل البيت (ع) الذي شيد التنزيه بما لم يسبقه منهج اخلاصي وتخلصي في تاريخ تراث البشر .
2-الجبر في القدر وقد وقع في ذلك اليهود وقالوا يدالله مغلولة ورد عليهم القرآن غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان، وقد وقع في ذلك الفلاسفة من قانون العلية من تقدير اللازم الذاتي في ذوات الممكنات الذي لايعلل والضرورة، و كذلك العرفاء كابن عربي في الفصوص ولم يتخلص منه أنملة فضلا عن عامة المذاهب الاسلامية و الكلامية .
بينما شيد واكد حديث اهل البيت (ع) على البداء ومراتبه المختلفة وانه تعالى القاهر فوق كل شيء والحاكم على كل شيء ولايحكمه شيء وانه تعالى كل يوم في شأن ،من دون كون ذلك عن جهل بعاقبة الامور كيف وهو الموجد لها .
فمن الاقرب للاسرائيليات الفلسفة والعرفان أم حديث اهل البيت (ع) الذي يشدد النكير على القدرية حتى عاد القدرية سبة التاريخ والالسن؟
3- الجبر من الله على العباد والمخلوقات في افعالهم او نقيضه وهو التفويض وان الانسان مجبر على ما يأتي به من افعال حسنة جميلة او سيئة قبيحة وقد علت وهج انوار بيانات اهل البيت (ع) في حديثهم ان لاجبر ولا تفويض بل امر بين امرين ،فللإنسان من الله تعالى القدرة والعلم في مايصدر عنه من افعال وليس مسلوب العلم ولا القدرة بينما افرط العرفاء والصوفية في الجبر وكذلك الفلاسفة، وان الارادة للافعال من لوازم ذات الفاعل وكذلك افرط اليهود وكثير من المذاهب الاسلامية في الجبر .
فمن اقرب للاسرئيليات الفلسفة والعرفان ام حديث اهل البيت (ع) المناوئ بشدة للجبر والحامل الريادة لابطاله ولابطال التفويض؟
4- نسبة القبائح والمعاصي للانبياء والرسل فضلا عن الاوصياء و صدور الخيانة والتقصير والقصور وقد نسب اليهود والنصارى الى الانبياء والرسل الفضائع والطامات وهذا ما يرى اجمالا من العرفاء وكذلك الفلاسفة وتاريخهم معروف في التكبر على الانبياء وارشاداتهم وهو المشاهد في العهد الاسلامي ايضا .
بينما شدد حديث اهل البيت (ع) على تنزيه الانبياء والرسل والاوصياء عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بامره يعملون بل لاتجد ملة ولانحلة ولامذهبا دينيا ولا بشريا يتشدد في عصمة الانبياء والرسل كمذهب وحديث اهل البيت (ع) حتى طعن عليهم بالغلو والافراط في تنزيههم واثبات الصدق والامانة لهم وقد اشير في حديث اهل البيت (ع) الى أن حكمة وعقل الرسول دلالة على حكمة المرسل .
فمن اقرب الى الاسرئيليات الفلسفة والعرفان ام حديث اهل البيت (ع) الذي يمجد الخالق بتنزيه الانبياء والرسل والاوصياء ؟
5-العدل وحسنه وقبح الظلم الذاتيين فقد شدد حديث اهل البيت (ع) على ذلك ومسؤولية الفرد والاسرة والمجتمع تجاه اي فعل على اي مستوى فردي واسري ومجتمعي وسياسي وجماعي وان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اعظم الفرائض التي يقام بها بقية الفرائض وان تخلي المسؤولية مهما كان من الاخرين ولو من الجميع لا يسقط مسؤلية الفرد فلاحظ كم هي عظمة تقرير المسؤولية والوظيفة والعهد والامانة والصدق والوفاء في حديث اهل البيت (ع) .
بينما تبرر اليهودية والنصرانية كل فعل يصدر من الفرد والجماعة تحت ذريعة الجبر وينكر قبح الفعل بذلك ولايلزم باصدار الفعل الحسن .
وكذلك الفلاسفة فانهم قالوا باعتبارية الحسن والقبح وانهما بتباني العقلاء لا للاشياء بواقعيتها وهذا يفتح باب تبدل الثوابت و تبرير عدم المسؤولية الحقيقية بعد عدم تقرر الحسن والقبح ذاتيا للافعال وكذلك وافقهم العرفاء والصوفية .
فمن الذي تضمن الاسرئيليات الفلسفة والعرفان ام حديث اهل البيت (ع) الذي شدد على العدل وحسنه وقبح الظلم وسوءه ؟
6- عدم ترامي رجال الدين في احضان الحكام والساسة وقد شدد حديث اهل البيت (ع) على عدم اسارة رجل الدين للسياسات المختلفة ولزوم استقلاليته عن السلاطين والحكومات وان الانحراف في دين اليهود والنصارى لانقياد علمائهم للحكام و تبعيتهم للسلطات بينما لم يحسم هذا الامر الفلاسفة ولا العرفاء والصوفية بل كثيرا ما تم توظيف انماط من الفلسفة لتبرير سياسات الحكام وهي مدارس التشكيك السفسطي .
فايهما اقرب الى الاسرائيليات الفلسفة والعرفان ام حديث اهل البيت (ع) الذي شدد طوال التاريخ على علماء الامامية الابتعاد عن تلاعب مزاد الحكام واهوائهم.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلائق محمد وآله الطيبين الاطهرين المنتجبين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
الحلقة : الحادية والعشرون
بقلم : سماحة آية الله المحقق الشيخ محمد السند "دام ظله الشريف"
الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن الحديث .
--------------
ضابطة الاسرائيليات في تراث العامة هي معالم قد كشف عنها ببركة الحديث عن اهل البيت (ع) لا بمجرد ظاهر المصحف فقد شيد وأصل أهل البيت (ع) عدة أركان لمعالم الدين في مقابل أركان الانحراف اليهودي الاسرائيلي المتفشي في فكر الامة ولنستعرض نماذج منها بالغ أهل البيت (ع) من التحذير منها في ذهنية وتعقل الامة :
1- تشبيه الباري تعالى بمخلوقاته وتجسيمه وقد شيد اهل البيت (ع) أركان التنزيه في البشرية لا في المسلمين فقط وقد وقع غي التشبيه عمالقة الفلاسفة والعرفاء من مدارس الملل والنحل المختلفة كما قد وقع اليهود والنصارى في التشبيه والتجسيم والحلول وكذلك كثير من المذاهب الاسلامية .
فكل ما فيه تشبيه فهو زخرف باطل ، فهل الفلسفة والعرفان أقرب الى الاسرائيليات في ورطة التشبيه ام حديث اهل البيت (ع) الذي شيد التنزيه بما لم يسبقه منهج اخلاصي وتخلصي في تاريخ تراث البشر .
2-الجبر في القدر وقد وقع في ذلك اليهود وقالوا يدالله مغلولة ورد عليهم القرآن غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان، وقد وقع في ذلك الفلاسفة من قانون العلية من تقدير اللازم الذاتي في ذوات الممكنات الذي لايعلل والضرورة، و كذلك العرفاء كابن عربي في الفصوص ولم يتخلص منه أنملة فضلا عن عامة المذاهب الاسلامية و الكلامية .
بينما شيد واكد حديث اهل البيت (ع) على البداء ومراتبه المختلفة وانه تعالى القاهر فوق كل شيء والحاكم على كل شيء ولايحكمه شيء وانه تعالى كل يوم في شأن ،من دون كون ذلك عن جهل بعاقبة الامور كيف وهو الموجد لها .
فمن الاقرب للاسرائيليات الفلسفة والعرفان أم حديث اهل البيت (ع) الذي يشدد النكير على القدرية حتى عاد القدرية سبة التاريخ والالسن؟
3- الجبر من الله على العباد والمخلوقات في افعالهم او نقيضه وهو التفويض وان الانسان مجبر على ما يأتي به من افعال حسنة جميلة او سيئة قبيحة وقد علت وهج انوار بيانات اهل البيت (ع) في حديثهم ان لاجبر ولا تفويض بل امر بين امرين ،فللإنسان من الله تعالى القدرة والعلم في مايصدر عنه من افعال وليس مسلوب العلم ولا القدرة بينما افرط العرفاء والصوفية في الجبر وكذلك الفلاسفة، وان الارادة للافعال من لوازم ذات الفاعل وكذلك افرط اليهود وكثير من المذاهب الاسلامية في الجبر .
فمن اقرب للاسرئيليات الفلسفة والعرفان ام حديث اهل البيت (ع) المناوئ بشدة للجبر والحامل الريادة لابطاله ولابطال التفويض؟
4- نسبة القبائح والمعاصي للانبياء والرسل فضلا عن الاوصياء و صدور الخيانة والتقصير والقصور وقد نسب اليهود والنصارى الى الانبياء والرسل الفضائع والطامات وهذا ما يرى اجمالا من العرفاء وكذلك الفلاسفة وتاريخهم معروف في التكبر على الانبياء وارشاداتهم وهو المشاهد في العهد الاسلامي ايضا .
بينما شدد حديث اهل البيت (ع) على تنزيه الانبياء والرسل والاوصياء عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بامره يعملون بل لاتجد ملة ولانحلة ولامذهبا دينيا ولا بشريا يتشدد في عصمة الانبياء والرسل كمذهب وحديث اهل البيت (ع) حتى طعن عليهم بالغلو والافراط في تنزيههم واثبات الصدق والامانة لهم وقد اشير في حديث اهل البيت (ع) الى أن حكمة وعقل الرسول دلالة على حكمة المرسل .
فمن اقرب الى الاسرئيليات الفلسفة والعرفان ام حديث اهل البيت (ع) الذي يمجد الخالق بتنزيه الانبياء والرسل والاوصياء ؟
5-العدل وحسنه وقبح الظلم الذاتيين فقد شدد حديث اهل البيت (ع) على ذلك ومسؤولية الفرد والاسرة والمجتمع تجاه اي فعل على اي مستوى فردي واسري ومجتمعي وسياسي وجماعي وان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اعظم الفرائض التي يقام بها بقية الفرائض وان تخلي المسؤولية مهما كان من الاخرين ولو من الجميع لا يسقط مسؤلية الفرد فلاحظ كم هي عظمة تقرير المسؤولية والوظيفة والعهد والامانة والصدق والوفاء في حديث اهل البيت (ع) .
بينما تبرر اليهودية والنصرانية كل فعل يصدر من الفرد والجماعة تحت ذريعة الجبر وينكر قبح الفعل بذلك ولايلزم باصدار الفعل الحسن .
وكذلك الفلاسفة فانهم قالوا باعتبارية الحسن والقبح وانهما بتباني العقلاء لا للاشياء بواقعيتها وهذا يفتح باب تبدل الثوابت و تبرير عدم المسؤولية الحقيقية بعد عدم تقرر الحسن والقبح ذاتيا للافعال وكذلك وافقهم العرفاء والصوفية .
فمن الذي تضمن الاسرئيليات الفلسفة والعرفان ام حديث اهل البيت (ع) الذي شدد على العدل وحسنه وقبح الظلم وسوءه ؟
6- عدم ترامي رجال الدين في احضان الحكام والساسة وقد شدد حديث اهل البيت (ع) على عدم اسارة رجل الدين للسياسات المختلفة ولزوم استقلاليته عن السلاطين والحكومات وان الانحراف في دين اليهود والنصارى لانقياد علمائهم للحكام و تبعيتهم للسلطات بينما لم يحسم هذا الامر الفلاسفة ولا العرفاء والصوفية بل كثيرا ما تم توظيف انماط من الفلسفة لتبرير سياسات الحكام وهي مدارس التشكيك السفسطي .
فايهما اقرب الى الاسرائيليات الفلسفة والعرفان ام حديث اهل البيت (ع) الذي شدد طوال التاريخ على علماء الامامية الابتعاد عن تلاعب مزاد الحكام واهوائهم.
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
