صفحة الكاتب : محمد الحسن

طاولة (الأماني) المستديرة..!!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ثلاث سنوات ونصف, أحتدم فيها الصراع بين المفاهيم المعبرة عن رؤية الفرقاء والتي تتناقض بقدر تناقض الغايات وبالنتيجة أختلفت الوسائل, فصار لنهج السلطة وسيلته الرامية لجعلها مزمنة وإن أدى ذلك لتقليص عدد السكان, ومن يملك الأرض والمال يبسط نهجه, بيد إنه لن يدوم!

 لقد شنّفت أسماعنا, في الفترة الأولى لتشكيل هذه الحكومة, مفردات السلم والإنسجام المعبّرة عن تطلعات بعض القوى السياسية "كالطاولة المستديرة, الحوار, تصفير الأزمات, التصالح والتصارح...إلخ", فالمشاكل كثيرة لاحصر لها, ولن نتقدم خطوة طالما ظل الشرخ قائماً بين القوى السياسية لتظهرها بمظهر الصراع على شيء ما, فيما كانت رؤية بعض الأطراف مغايرة تماماً لدعوات الحوار..الرؤية الأولى كانت ترى أن لا تقدم ولا أمن يتحقق إلا بإزالة معرقلات سير العملية السياسية, بينما كان الطرف الآخر يرى بالنهج العسكري القدرة على حفظ الأمن, مرتكزاً بذلك على منجزات القوات الأمنية في (2009), متناسياً إسناد تلك القوات بعشائر ورجالات المناطق الساخنة.

وجود الإعلام التابع, أدى إلى تصاعد موجة التطرف الفكري, فوصل الأمر لفوضى مفتوحة غير مسيطر عليها ودعوات علنية للتقسيم أو الإقتتال. المستفيدون (مرحلياً) من تلك الحالة, لم تعد بإيديهم وسائل السيطرة عليها, سيما إن المناكفات نزلت للشارع ووجد بها تجار الأزمات ظالتهم والبيئة التي يعتاشون عليها..ثلاثة أرباع الدورة التشريعية أنقضت وما زالت الحكومة عاجزة ولم تقدم شيء يستحق الإشادة, التراجع هو العلامة الواضحة لهذه الكابينة الوزارية, ولو أعدنا الذاكرة إلى الوراء قليلاً وقلّبنا دفاتر الأمنيات نجد إن الحلم كان كهربائياً بحتاً, اليوم تراجع ذلك الحلم ليحل محله الطموح بأمنٍ كفيلٍ بطمأنة الإنسان.

 أذعن الجميع بعد طول عناد ومكابرة, فلا حل بلا إتفاق, وهذا لا يأتي عبر الإعلام ووسائل الإتصال والخطابات الموجهة لإغراض الكسب الأنتخابي, إنما الجلوس لطاولة حوار تجمع الفرقاء. 

جلسوا وبدا عليهم شيء من الإحساس بالمسؤولية والجدية للخروج من نفق الأزمات, ولا نعترض على غياب الندم والإعتذار, فلو كان ما جرى اليوم قبل سنتين لما ترهّلت الدولة ومؤسساتها الأمنية لدرجة فقدان المبادرة والإكتفاء بردود الأفعال.

وثيقة الشرف ورقة, قد تمزقها الهفوات المبنية على المصالح الشخصية, فمن لا يرى أسمى من ذاته لا يهتم بما يجري..لذا يجب الشروع بتطبيق مبادئها والسير أبعد من ذلك بالمبادرة والتنازل لتحقيق المصلحة العليا..هذه الوثيقة قادرة على تحقيق أمانينا, ولعلها تختزل ما تبقى من طموح, فأحترموها نرجوكم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/20



كتابة تعليق لموضوع : طاولة (الأماني) المستديرة..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net