إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح15
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

بسم الله الرحمن الرحيم
( إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث )
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول إسلام الحديث..
' الحلقة : الخامسة عشرة '
__________________________________
السنة النبوية التي وعاها المعصومين عليهم السلام هي وحي نزل به جبرئيل عليه السلام وغيره من وسائط الوحي أو بدونه كما نزل بالمصحف وهل ينحصر : 1- بالمصحف .
2- كما هو الحال في الحديث القدسي فانه كلام الله تعالى وليس بقرآن المصحف..
فالوحي النازل على النبي صلى الله عليه وآله لا ينحصر بالمصحف الشريف ، وقد روى الفريقان أن السنة وحي نزل به جبرئيل كما نزل بالقرآن المصحف، كما هو مفاد قوله تعالى: ( ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ) .
وقوله تعالى ان اتبع الا مايوحى إلي) ، فهل يترك بقية اقسام الوحي.
3- وكذلك الوحي المتضمن لتأويل القرآن فأنه كما ورد في في الآيات والسور والروايات المستفيضة او المتواترة معنى المتعرضة لليلة القدر ان للقرآن في كل عام تأويل ينزل كل عام فتأويل القرآن النازل من الله تعالى كوحي إلهي ومايعلم تأويله الا الله أضعاف مانزل من تنزيل المصحف الذي هو اقل من سبعة آﻻف آية ومئة واربعة عشرة سورة .
ولايخفى ان تنزيل وتآويل القرآن كليهما في النسبة الى حقيقة القرآن على سواء في الحجية والوحيانية من الله تعالى فالذي يؤمن بتنزيل القرآن وهو المصحف ويكفر بتآويل القرآن الوحياني من الله تعالى فيخاطب بقوله تعالى: (الذين جعلوا القرآن عضين) يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ومن ثم جعل الله تعالى بيان التنزيل والمصحف مسؤولية الرسول ص واهل البيت (عليهم السلام) المتصلين بالنبي (صلى الله عليه وآله) علما وحيانيا وباب علمه الوحياني، فقال تعالى : (وانزلنا إليك الكتاب لتبين للناس مانزل إليهم ولعلهم يتفكرون)، وقال تعالى: (هو الذي بعث في الاميين رسوﻻ منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) .فغير تلاوة ألفاظ التنزيل تعليم معاني وحقائق القرآن من وظيفة ومسؤولية النبي (صلى الله عليه وآله) ومن قدرته التي اعطاها الله تعالى إياه .
وقوله تعالى: (فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ثم إن علينا بيانه) . فبيان التنزيل من المصحف من الشأن الإلهي اولا فبيان التنزيل من المصحف وحي ينزل على النبي (صلى الله عليه وآله) ايضا واهل البيت (عليهم السلام) عن النبي (ص) عنعنة بالارتباط العلم اللدني الوحياني مع النبي (ص) فكيف يصح إسلام المصحف المنزل التنزيل من القرآن من دون إسلام الحديث البيان الوحياني للتنزيل .
وقال تعالى : (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه) .
وهذه الحقيقة من ان القرآن لا ينحصر في تنزيل المصحف بل يشمل التأويل للتنزيل الذي مر مفاده في الآيات والروايات المتواترة عن اهل البيت (ع) قد روى ابن حنبل في مسنده : عن النبي (ص) : أﻻ اني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا أوتيت القرآن ومثله معه أﻻ يوشك رجل ينثني على أريكته يقول عليكم بالقرآن فما وجدتم من حلال فأحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه . فلاحظ الاستدلال على ضرورة الحديث منه ص واهل البيت ع بأن المصحف المنزل ليس كل الوحي النازل من الله تعالى بل هناك اضعافه .
4-بل في الرواية السابقة وهو ان النبي ص أوتي الكتاب ومثله معه التي هي المقام الملكوتي الغيبي للقرآن اشارة الى ما بينه الامام زين العابدين ع في الصحيفة السجادية في دعاء يوم الفطر من انواع الوحي التي اوحيت الى باطن قلب النبي ص اعظم من ذلك حيث ان في جملة من السور اقسم الله تعالى باسم من اسماء النبي ص ومقاماته ثم عطف بالقسم بالقرآن فجعله تبعا لذلك المقام للنبي ص : قال ع : وقلت جل قولك له حين اختصصته بما سميته من الاسماء : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ).وقلت عز قولك : يس والقرآن الحكيم ) وقلت تقدست اسماؤك : ص والقرآن ذي الذكر ) وقلت عظمت آلاؤك : ق والقرآن المجيد ) فخصصته أن جعلته قسمك حين اسميته وقرنت القرآن به .فما في كتابك من شاهد قسم والقرآن مردف به إﻻ وهو اسمه وذلك شرف شرفته به .....في كل ذلك بينت بالكتاب مع القسم الذي هو اسم من اختصصته (النبي ) لوحيك واستودعته سر غيبك واوضح لنا منه شروط فرائضك وآبان عن واضح سنتك وافصح لنا عن الحلال والحرام .
فلاحظ بيان هيمنة مقامات النبي ص التي هي اسماء الحروف المقطعة في اوائل السور التي اردفت بالقرآن هيمنة تلك المقامات النبوية على القرآن بكل درجاته الغيبية والمشهودة من التنزيل . أﻻ ترى الى اشارة الحديث النبوي الى هذا المفاد القرآني وهو حديث الثقلين المروي عند الفريقين : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . فلاحظ كيف بين النبي ص انه المبدأ والمنتهى للكتاب وللعترة فمنه انبعث الكتاب والعترة واليه يعودان ويرجعان وهذا كله عن الله تعالى اي جعل الله تعالى النبي ص واسطة فيض لصدور الكتاب بمقاماته الغيبية ولصدور العترة . فالنبي ص المهيمن على الكتاب وعلى العترة . وإلى هذه الهيمنة للنبي ص على الكتاب تشير اﻵية الكريمة : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري ماالكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا .
حيث ان حقيقة كل القرآن وهي الروح الامري ( روحا من أمرنا) كما هو مقرر من آيات وروايات متواترة كثيرة احد الامور التي اوحيت واودعت في قلب النبي ص لا كل ما أوحي اليه صلى الله عليه وآله .
وبهذا يتبين برهان قرآني ضرورة معية إسلام الثقلين المصحف والحديث.
_________________________________
والحمد لله رب العالمين،،،
يتبع إن شاء الله تعالى
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat