صفحة الكاتب : ليالي الفرج

أنديتنا الرياضية: رئة ثقافية واجتماعية مختنقة
ليالي الفرج

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 المسمى  ..نادي رياضي ، ثقافي، اجتماعي.

الجهة التابع لها .. الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
الشعار يرفع صفتين تشيران إلى  أن النادي رياضي، ثقافي، واجتماعي ،ولكن الواقع غير ذلك تماماً.
ما هي الأسباب التي حالت دون تحقق هذه المصاديق أو هذه العناوين أو هذه الأبعاد على أرض الواقع ؟
هذا هو السؤال الذي يبدأ فيه طرف الحديث.
وتوطئةً، لابد من ذكر مجموعة من المقدمات، والتي يأتي في صدارتها أن النادي الرياضي هو مؤسسة تهتم برعاية الشباب واكتشاف قدراتهم وتوجيه مواهبهم وصقل مهاراتهم واستثمار طاقاتهم...
هذا من جانب، أما من جهات أخرى، فنعلم جميعاً فيما نعتبره من الأمور البدهية، أن مجتمعاتنا هي مجتمعات شابة، وفتية، إذ تشكل نسبة الشباب في الإحصائيات السكانية النسبة الأعلى، وبهذا فالحديث عن قضية تعنى بالشباب يتخذ موقعاً حيوياً واستراتيجياً في البناء الاجتماعي بكل متعلقاته وهمومه واهتماماته .. بكل ضرورياته وكمالياته..
أما المقدمة الثالثة، فإننا ندرك أن التطور هو سنة كونية لابد من توفر الأسباب والظروف والحيثيات التي تضمن وجود آفاق تستوعب مطامح وتطلعات الشباب الذين يملون أملاً تستشرف فيه المجتمعات الخير والبركات، والغفلة أو التغافل عن رفد هذه المستقبل بما يزهو به ويألق بناصيته بين الأمم، رغم توفر كل الظروف، فإنما يشير إلى تعويق لما يجب أن يدفع وتعمية لما يجب أن يضاء، بل ثمة تعارض بين الشعارات التي ترفع وبين الواقع الذي يشاهد من عدم وجود خطط تنموية في البرامج والوسائل والبنى التي يجب أن تتوفر للشباب..
إن الشباب اليوم وبعد هذه العقود من السنين، يحتاج إلى وزارة للشباب والرياضة، ولعل هذا ما تمت مناقشته في مجلس الشورى، وعطلته رؤى لم تتناغم معه أو ارتأت أن الوقت لم يحن بعد لأهمية أن تتكون وزارة ترعى الشباب، وهنا بات الأمر ملّحاً في وجود هذه الوزارة التي ستنطلق معها استراتيجيات متطلعة ورؤى واسعة، تحقق من خلالها الرسالة السامية في رعاية الشباب والتواصي بهم.
من هنا يبدو مشهد الاهتمامات الثقافية والاجتماعية، والتي تأتي حالياً في الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحت عنوان البرامج الشبابية، بحاجة إلى إعادة صياغة، بل وإلى وجود لوائح تنظيمية أكثر قدرة على استيعاب الشباب واحتضانه في بيئات تتكامل فيها التربية والصحة مع بناء الشخصية وتحقيق الذات، وهذا يعاضد أدوار المدرسة والجامعة والبيت والأسرة والمسجد.
أما الواقع الذي تعيشه أغلب الأندية الرياضية التي يبلغ عددها رسمياً نحو 153 نادياً متوزعة على مناطق المملكة، حين ينظر إلى أدوار خططها الثقافية والاجتماعية، فإن غالباً غائبة أو غير منتظمة بل وإن ظهرت فإنها لاتتجاوز نسبة قليلة من العدد المذكور في خارطة المشهد الثقافي والاجتماعي..
ومن جهة أخرى، فإن اللوائح المعمول بها في الرئاسة العامة لرعاية الشباب نجدها مما أكل عليها الدهر وشرب، فهي كما أشرنا بحاجة إلى إعادة صياغة بحيث يستفاد من المختصين في وضع صياغة استراتيجيات رعاية الشباب من خبراء حقيقيين وأكاديميين ونحوهم بما يتناغم مع إرهاصات المعاصرة ويتجاوز البيروقراطية المعطلة.
إن الجميع ينشد نقلة  نوعية على مستوى الاهتمام بالشباب ورعايتهم في بلادنا، وهذا يبدو أن الوقت الحالي من أنسب الأوقات لبدى هذه النقلة.
إن الأندية الرياضية تمس الشريحة الأعراض من الشباب، ممن في طور نموهم الثقافي والاجتماعي والرياضي، في وقت توجه الأندية الأدبية مثلاً وجمعية الثقافة والفنون لما اصطلح عليه بالنخب أو مايقاربهم، وبهذا فإن الأندية الرياضية كانت في السبعينييات الميلادية موّلداً للفنانين التشكيليين والمسرحيين والشعراء والقاصين وغيرهم، بل كانت رعاية الشباب تجري المسابقات الموسمية في المسرح والفنون المتنوعة والنصوص الأدبية في الشعر والقصة وكتابة النص المسرحي، بينما خفت هذا البريق فجأة، وهذا يتفارق مع إمكانيات الوقت الحالي وتطورها، بل إنه حالياً أنشأت الرئاسة العامة لرعاية الشباب مقرات نموذجية متطورة، وحين تسأل عن وجود فعل ثقافي أو اجتماعي فيها تجده غائباً أو منحسراً.
وهكذا الأمر بالنسبة للبرامج الاجتماعية التي تمثلت سابقاً في أسابيع الخدمة والرحلات والمعسكرات وبرامج الخدمة الاجتماعية المعروفة من خلال فرق الجوال والكشافة، التي ربما تطورت حالياً بظهور برامج معرفية ودورات تنمية بشرية وذاتية في مجالات العلوم والإدارة.
والحمد لله استبشر الجميع أن هناك اعتمادات مالية جزيلة لعودة هذه البرامج في رعاية الشباب بعد أن توقفت عقداً من الزمان، حتى تساءل الكثيرون من الشباب، حينما كانت البرامج تلك متوقفة، عن بعض ما يسببه الاستعجال في صناعة بعض القرارات التي تضع العصا في عجل الحركة، ثم بعد سنوات يراد عودتها من الصفر.
بقي إلى أن نشير إلى أن الفعل الثقافي والاجتماعي يحتاج إلى جهاز وظيفي مؤهل ومتخصص إدارياً وتنفيذياً وليس ملء الشاغر بما هو موجود.. إن الجميع يحلم بمستقبل حافل للشباب أملاً وجسداً وروحاً.
 
*نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (639) 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ليالي الفرج
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/14



كتابة تعليق لموضوع : أنديتنا الرياضية: رئة ثقافية واجتماعية مختنقة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net