اين يختفي دعاؤنا المكرور
حميد آل جويبر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حميد آل جويبر

حاشا لله ان يستجيب لدعواتنا المرفوعة للسماء آناء الليل واطراف النهار بالقضاء على الطائفية ، فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . وحاشا لله ان يستجيب لتضرعاتنا التي يزدحم بها الفضاء والهواء لاذابة الخلافات بيننا ،فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . وحاشا لله ان يستجيب لنداءاتنا المتكررة بنصر دينه على ايدينا المخزية ،فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . وحاشا لله ان يستجيب لتوسلاتنا المكرورة للتمكين على مخططات الفراعنة و الوهابنة و الصهاينة ،فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . وحاشا لله ان يستمع لاستغاثاتنا المملة بان يوحد امتنا بلمح البصر او اسرع من ذلك ،فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . وحاشا لله ان يلتفت بكرمه الى طلباتنا المترهلة لجعلنا يدا واحدة على من ظلمنا ،فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . الواحد منا - وانا في مقدمة الرعيل - يدعو الله بالقضاء على فايروس الطائفية ، وهو كتلة من التطيف تمشي على قدمين ، يكاد يخفيها بمعسول الكلام فتظهر في فلتات اللسان فتكشف عما يخفيه الجنان فتسقط الاقنعة الزائفة . والواحد منا - وانا في مقدمة الرعيل - يتضرع قائما وقاعدا ونائما لاذابة الخلافات بينه وبين اخيه في الله وفي الوطن ، وهو ذو صدر ضيق حرج كأنما يصعد في السماء ، لا يتسع لحرف تشم منه رائحة رأي مخالف . والواحد منا - وانا في مقدمة الرعيل - لا يهمه من أمر دينه الا ما درت عليه محالبه في دنياه ، وهو يمشي مبسملا ويعمل محوقلا وينام محيهلا ويستيقظ مهلهلا ، فاذا محص بالبلاء كان آخر الديانين لو كان ثمة ديان . والواحد منا - وانا في مقدمة الرعيل - يمارس الجهل المطبق في كل حركة وسكنة من حياته ، وهو يطمح الى دحر اعدائه الذين وصلوا بالعلم الى مدارج لا يراها حتى في الاحلام ، فاذا حاججته تذرع بانه من اهل الاخرة وقد ترك الدنيا لمن تعلق باذيالها . والواحد منا - وانا في مقدمة الرعيل - كل خلية من خلايا جسده هي مؤسسة كاملة لبث الفرقة والتاليب والتجييش ، ويظن انه يخدع الله اذ يدعوه بتوحيد امر المسلمين في مشارق الارض ومغاربها . ايتوني بدعاء واحد استجابه رب العالمين من دون ان نحرك ساكنا في داخلنا اولا وفي خارجنا ثانيا . الاتكفي المسلمين معركة "احد" درسا تاريخيا في الحث على العمل والتخطيط والتنظيم من اجل الوصول الى الهدف المنشود . وفيما عدا ذلك فان لا ضمانة في النصر حتى وان كان اشرف الخلق قائدا لكتائب المسلمين . لاشك ان عدد المتضرعين المسلمين في اليمن او الصومال او العراق او مصر اضعاف اضعافهم في المانيا ، وها انت ذا تنظر فتشاهد بام عينيك فترى البون الشاسع بين الطرفين . بلاد تدعو وهي غارقة في الجهل والفساد ، واخرى تعمل وقد بلغ هذا العمل مبلغا من العلم والحكمة والمعرفة ما جعل الانسانية مدينة لها في حضارتها . بلادنا التي تسمى بالاسلامية اليوم اصبحت بؤرة للجهل و هي تزعم انها تحمل قرآنا كل ما فيه يدعو الى العلم والفكر والتدبر والتدبير . ووسط هذه البؤرة المفخخة لا يجرؤ صوت الاصلاح ان يدلي بدلوه خشية كواتم الانفاس التي تتربص له في كل حين . من حقنا على الله ان ندعوه فيجيب لانه قال وقوله الحق ووعده الصدق "ادعوني استجب لكم " . ومن حق الله علينا ان نوفر اسباب الدعاء حتى نكون جديرين بالاستجابة . في مباريات كرة القدم يدخل الفريقان المسلمان المتنافسان ارض الملعب بشفاه لا تكل عن الدعاء بالنصر المؤزر على الاخر . ويخر مهاجمو الطرفين الى الاذقان سجدا اذا ما احرزوا الاهداف شكرا على نعمة التهديف . فهل بعد ذلك من صورة كاريكاتيرية تضحك الثكالى كصورتنا هذه ؟ ترى ما الذي يجعل رب العالمين يستجيب لجانب على حساب الاخر بالفوز المبين ؟ اهي معايير طائفية ام مناطقية ؟ ام ا؟ م ؟ ام ؟ حاشا لله فهذه معاييرنا وليست معاييره . وهو جلت قدرته معياره العمل الصالح فقط . وهذا العمل الصالح قد يكون في الجامع او الجامعة . وقد يكون في الملعب او المعمل . وقد يكون اغاثة ملهوف او كلمة طيبة يهدي بها الله خلقا كثيرا . فكل عمل في وقته عبادة لا تقل قيمته عند الله عن الفرائض .
iraqzahra@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat