حاشا لله ان يستجيب لدعواتنا المرفوعة للسماء آناء الليل واطراف النهار بالقضاء على الطائفية ، فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . وحاشا لله ان يستجيب لتضرعاتنا التي يزدحم بها الفضاء والهواء لاذابة الخلافات بيننا ،فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . وحاشا لله ان يستجيب لنداءاتنا المتكررة بنصر دينه على ايدينا المخزية ،فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . وحاشا لله ان يستجيب لتوسلاتنا المكرورة للتمكين على مخططات الفراعنة و الوهابنة و الصهاينة ،فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . وحاشا لله ان يستمع لاستغاثاتنا المملة بان يوحد امتنا بلمح البصر او اسرع من ذلك ،فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . وحاشا لله ان يلتفت بكرمه الى طلباتنا المترهلة لجعلنا يدا واحدة على من ظلمنا ،فهذا ليس من العدل الالهي في شيء . الواحد منا - وانا في مقدمة الرعيل - يدعو الله بالقضاء على فايروس الطائفية ، وهو كتلة من التطيف تمشي على قدمين ، يكاد يخفيها بمعسول الكلام فتظهر في فلتات اللسان فتكشف عما يخفيه الجنان فتسقط الاقنعة الزائفة . والواحد منا - وانا في مقدمة الرعيل - يتضرع قائما وقاعدا ونائما لاذابة الخلافات بينه وبين اخيه في الله وفي الوطن ، وهو ذو صدر ضيق حرج كأنما يصعد في السماء ، لا يتسع لحرف تشم منه رائحة رأي مخالف . والواحد منا - وانا في مقدمة الرعيل - لا يهمه من أمر دينه الا ما درت عليه محالبه في دنياه ، وهو يمشي مبسملا ويعمل محوقلا وينام محيهلا ويستيقظ مهلهلا ، فاذا محص بالبلاء كان آخر الديانين لو كان ثمة ديان . والواحد منا - وانا في مقدمة الرعيل - يمارس الجهل المطبق في كل حركة وسكنة من حياته ، وهو يطمح الى دحر اعدائه الذين وصلوا بالعلم الى مدارج لا يراها حتى في الاحلام ، فاذا حاججته تذرع بانه من اهل الاخرة وقد ترك الدنيا لمن تعلق باذيالها . والواحد منا - وانا في مقدمة الرعيل - كل خلية من خلايا جسده هي مؤسسة كاملة لبث الفرقة والتاليب والتجييش ، ويظن انه يخدع الله اذ يدعوه بتوحيد امر المسلمين في مشارق الارض ومغاربها . ايتوني بدعاء واحد استجابه رب العالمين من دون ان نحرك ساكنا في داخلنا اولا وفي خارجنا ثانيا . الاتكفي المسلمين معركة "احد" درسا تاريخيا في الحث على العمل والتخطيط والتنظيم من اجل الوصول الى الهدف المنشود . وفيما عدا ذلك فان لا ضمانة في النصر حتى وان كان اشرف الخلق قائدا لكتائب المسلمين . لاشك ان عدد المتضرعين المسلمين في اليمن او الصومال او العراق او مصر اضعاف اضعافهم في المانيا ، وها انت ذا تنظر فتشاهد بام عينيك فترى البون الشاسع بين الطرفين . بلاد تدعو وهي غارقة في الجهل والفساد ، واخرى تعمل وقد بلغ هذا العمل مبلغا من العلم والحكمة والمعرفة ما جعل الانسانية مدينة لها في حضارتها . بلادنا التي تسمى بالاسلامية اليوم اصبحت بؤرة للجهل و هي تزعم انها تحمل قرآنا كل ما فيه يدعو الى العلم والفكر والتدبر والتدبير . ووسط هذه البؤرة المفخخة لا يجرؤ صوت الاصلاح ان يدلي بدلوه خشية كواتم الانفاس التي تتربص له في كل حين . من حقنا على الله ان ندعوه فيجيب لانه قال وقوله الحق ووعده الصدق "ادعوني استجب لكم " . ومن حق الله علينا ان نوفر اسباب الدعاء حتى نكون جديرين بالاستجابة . في مباريات كرة القدم يدخل الفريقان المسلمان المتنافسان ارض الملعب بشفاه لا تكل عن الدعاء بالنصر المؤزر على الاخر . ويخر مهاجمو الطرفين الى الاذقان سجدا اذا ما احرزوا الاهداف شكرا على نعمة التهديف . فهل بعد ذلك من صورة كاريكاتيرية تضحك الثكالى كصورتنا هذه ؟ ترى ما الذي يجعل رب العالمين يستجيب لجانب على حساب الاخر بالفوز المبين ؟ اهي معايير طائفية ام مناطقية ؟ ام ا؟ م ؟ ام ؟ حاشا لله فهذه معاييرنا وليست معاييره . وهو جلت قدرته معياره العمل الصالح فقط . وهذا العمل الصالح قد يكون في الجامع او الجامعة . وقد يكون في الملعب او المعمل . وقد يكون اغاثة ملهوف او كلمة طيبة يهدي بها الله خلقا كثيرا . فكل عمل في وقته عبادة لا تقل قيمته عند الله عن الفرائض .
iraqzahra@yahoo.com |