الفاتيكان والبدع الحديثة؟ تقبيل الأرجل : بدعة دينية عصرية .
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الابداع هو ايجاد شيء غير مسبوق . ومن هنا استخدمت كلمة (بدعة) لكل من يقوم بوضع شيء لم يكن موجودا مثل احداث تشريع او صناعة شيء او بناء شيء وغيره .. ولذلك فإن احد اسماء الرب هو (البديع) والمأخوذ من قول الرب عن نفسه : (بديع السماوات والارض ) اي خلقهما بشكل لم يكن فيما سبق .
والبدعة هل كل عمل لم يأت به تشريع مثلما يقوم به العظماء مثلا فيقلدهم به العامة ويكون دينا لهم . مثل عادة تقبيل الايدي والأرجل ووضع التماثيل لهم وغيرها .
بحثت فلم اجد في طول الكتاب المقدس وعرضه أن نبيا قام بغسل اقدام الناس او تقبيلها.(1) وما هي الفائدة المرجوة من ذلك ؟ كل ما وجدته ان يسوع قام بغسل ارجل تلاميذه في اشارة منه لم يفهم احد معناها كما جاء في إنجيل يوحنا 12 : 13 (( قام عن العشاء ، وخلع ثيابه واخذ منشفة واتزر بها . ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة. فلما كان قد غسل ارجلهم واخذ ثيابه قال لهم : اتفهمون ما قد صنعت بكم ؟ أنتم تدعوني معلما وسيدا، وحسنا تقولون لأني أنا كذلك . فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم ، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض)) .
طبعا لم يفهم احد من التلاميذ ماذا كان يقصد يسوع بذلك . ولكنه على اي حال وحسب رواية الانجيل فإن يسوع غسل ارجلهم ولم يقبّلها . فمن أين جاء لنا البابا بهذه البدعة ؟ ثم ألم يقرأ البابا قول بولس في لائحة الستة عشر موبقة والتي من يفعلها لا يدخل ملكوت الله اي لا يدخل الجنة والتي منها (( البدعة )) كما يقول في رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 20 ((وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ )) .
نصٌ واضح لا غبار عليه يقول فيه بولص أن صاحب البدعة لا يرث ملكوت الله . فيا جناب البابا من اين جئت لنا بهذه البدعة التي رفضتها ثلاث اناجيل وانفرد بذكرها فقط يوحنا في إنجيله ، وهو أيضا تورط فذكر ان يسوع قام بغسل ارجل التلاميذ ولكنه لم يذكر لنا ما فائدتها وما هو سرها .. وقد انتقلت هذه الحيرة إلى زمننا هذا حيث نرى أن القس انطونيوس فكري اعرض عن تفسيرها في تفسيره للكتاب المقدس وترك مجالها فارغا .... (2) واما القديس امبروسيوس فهو أيضا اعترف بأن مسألة غسل الارجل سر عظيم لا يفهمه احد كما جاء في تفسيرة : (( إذن أود أنا نفسي أن أغسل أقدام اخوتي؛ أود أن أكمل وصية ربي، فإني لا أخجل من نفسي، ولا أستخف بما فعله ذاك أولًا. سرّ عظيم وحسن لا يفهمه أحد)). (3) ولكن الغريب أن هذه الأرجل التي غسلها يسوع فرّت هاربة عنه وقت الشدة وتركته وحيدا نهبا لاعدائه. ثم يأتينا البابا هذه الايام فيقوم بتقبيل هذه الأرجل تقديرا لفرارها عن يسوع وخذلانه. لا بل زاد عليها تقبيله لأرجل النساء وهذا ما لم يفعله يسوع ابدا .
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــ
1- يزعمون ان يسوع قال بانه إنما جاء ليعمل بالناموس ( التوراة) ولكن يسوع في عملية غسل الارجل خالف الناموس حيث ان الانبياء الذين سبقوا عيسى لم يقم احد منهم بغسل ارجل الناس بل اعطوهم ماء ليغسلوا ارجلهم فلم يأخذ إبراهيم بنفسه ماءً، ولا قام بنفسه بغسل أقدام الغرباء الذين جاءوا إليه، بل قال: ((ليؤخذ ماء ويغسلوا أرجلكم)). (راجع تك 18: 4). كما لم يحضر يوسف ماءً ليغسل أقدام إخوته الإحدى عشر، إنما حارس يوسف أحضر إليهم ماء ليغسل أقدامهم (تك 43: 23-24).
2- راجع شرح الكتاب المقدس العهد الجديد القس انطونيوس فكري . تفسير يوحنا 13 . لقد ترك القس الصفحة فارغة.
3- كيف يكون سر لا يفهمه أحد وهل ان الرب يُنزل تشريعا غير مفهوم ؟ انظر شرح الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب ملطي تفسير انجيل ويحنا 13 .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
إيزابيل بنيامين ماما اشوري


الابداع هو ايجاد شيء غير مسبوق . ومن هنا استخدمت كلمة (بدعة) لكل من يقوم بوضع شيء لم يكن موجودا مثل احداث تشريع او صناعة شيء او بناء شيء وغيره .. ولذلك فإن احد اسماء الرب هو (البديع) والمأخوذ من قول الرب عن نفسه : (بديع السماوات والارض ) اي خلقهما بشكل لم يكن فيما سبق .
والبدعة هل كل عمل لم يأت به تشريع مثلما يقوم به العظماء مثلا فيقلدهم به العامة ويكون دينا لهم . مثل عادة تقبيل الايدي والأرجل ووضع التماثيل لهم وغيرها .
بحثت فلم اجد في طول الكتاب المقدس وعرضه أن نبيا قام بغسل اقدام الناس او تقبيلها.(1) وما هي الفائدة المرجوة من ذلك ؟ كل ما وجدته ان يسوع قام بغسل ارجل تلاميذه في اشارة منه لم يفهم احد معناها كما جاء في إنجيل يوحنا 12 : 13 (( قام عن العشاء ، وخلع ثيابه واخذ منشفة واتزر بها . ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة. فلما كان قد غسل ارجلهم واخذ ثيابه قال لهم : اتفهمون ما قد صنعت بكم ؟ أنتم تدعوني معلما وسيدا، وحسنا تقولون لأني أنا كذلك . فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم ، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض)) .
طبعا لم يفهم احد من التلاميذ ماذا كان يقصد يسوع بذلك . ولكنه على اي حال وحسب رواية الانجيل فإن يسوع غسل ارجلهم ولم يقبّلها . فمن أين جاء لنا البابا بهذه البدعة ؟ ثم ألم يقرأ البابا قول بولس في لائحة الستة عشر موبقة والتي من يفعلها لا يدخل ملكوت الله اي لا يدخل الجنة والتي منها (( البدعة )) كما يقول في رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 20 ((وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ )) .
نصٌ واضح لا غبار عليه يقول فيه بولص أن صاحب البدعة لا يرث ملكوت الله . فيا جناب البابا من اين جئت لنا بهذه البدعة التي رفضتها ثلاث اناجيل وانفرد بذكرها فقط يوحنا في إنجيله ، وهو أيضا تورط فذكر ان يسوع قام بغسل ارجل التلاميذ ولكنه لم يذكر لنا ما فائدتها وما هو سرها .. وقد انتقلت هذه الحيرة إلى زمننا هذا حيث نرى أن القس انطونيوس فكري اعرض عن تفسيرها في تفسيره للكتاب المقدس وترك مجالها فارغا .... (2) واما القديس امبروسيوس فهو أيضا اعترف بأن مسألة غسل الارجل سر عظيم لا يفهمه احد كما جاء في تفسيرة : (( إذن أود أنا نفسي أن أغسل أقدام اخوتي؛ أود أن أكمل وصية ربي، فإني لا أخجل من نفسي، ولا أستخف بما فعله ذاك أولًا. سرّ عظيم وحسن لا يفهمه أحد)). (3) ولكن الغريب أن هذه الأرجل التي غسلها يسوع فرّت هاربة عنه وقت الشدة وتركته وحيدا نهبا لاعدائه. ثم يأتينا البابا هذه الايام فيقوم بتقبيل هذه الأرجل تقديرا لفرارها عن يسوع وخذلانه. لا بل زاد عليها تقبيله لأرجل النساء وهذا ما لم يفعله يسوع ابدا .
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــ
1- يزعمون ان يسوع قال بانه إنما جاء ليعمل بالناموس ( التوراة) ولكن يسوع في عملية غسل الارجل خالف الناموس حيث ان الانبياء الذين سبقوا عيسى لم يقم احد منهم بغسل ارجل الناس بل اعطوهم ماء ليغسلوا ارجلهم فلم يأخذ إبراهيم بنفسه ماءً، ولا قام بنفسه بغسل أقدام الغرباء الذين جاءوا إليه، بل قال: ((ليؤخذ ماء ويغسلوا أرجلكم)). (راجع تك 18: 4). كما لم يحضر يوسف ماءً ليغسل أقدام إخوته الإحدى عشر، إنما حارس يوسف أحضر إليهم ماء ليغسل أقدامهم (تك 43: 23-24).
2- راجع شرح الكتاب المقدس العهد الجديد القس انطونيوس فكري . تفسير يوحنا 13 . لقد ترك القس الصفحة فارغة.
3- كيف يكون سر لا يفهمه أحد وهل ان الرب يُنزل تشريعا غير مفهوم ؟ انظر شرح الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب ملطي تفسير انجيل ويحنا 13 .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat