قريب جدا كعلي ... بعيد جدا كعلي
حميد آل جويبر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الملايين من ابناء قومي - ومنهم مسؤولون كبار في الدولة - مستعدون للتفريط باعز الاشياء لديهم من ولد وتلد لكنهم ليسوا مستعدين للتفريط بقراءة دعاء كميل بن زياد المروي عن الامام علي "عليه السلام" مساء كل خميس حتى اصبح عند البعض جزءا من الفرائض . وهذا الدعاء ذو المضامين العالية التي تليق بقائلها يقرأ بحماس في كربلاء كما يقرأ في مكة ايام الحج والعمرة حيث تكون النفس البشرية الى الله ادنى والنوايا اصدق وانقى . و يقرا هذا الدعاء الخفير الشيعي كما يقرأه السفير . ويقرأه الحارس كما يقرأه الحاج رئيس الوزراء ، ولا شك ان نسبته للامام علي "ع" ضاعفت من الالتزام بقراءته كل ليلة جمعة ابرازا لحب الكرار الذي لا يعدله او يفوقه الا حب المصطفى "عليهما السلام ". ولست من المبالغة في شيء لو قلت انني رضعت هذا الدعاء مع اللبن فقد كان لي والد ووالدة يهيمان حبا في ابي الحسن فصرت من ذين اهوى ابا الحسن . ومع تقادم العمر اكتشفت ان ادب الامام علي لا يقتصر على دعاء كميل ، وان في ادبيات هذا العبقري ما يستحق فعلا متابعته يوميا وليس كل ليلة جمعة . وما اثار استغرابي حقا هذا الاهمال الذي اظنه متعمدا لتجليات الامام علي "ع" . ولم اعثر على رد شاف يزيح عن دماغي حالة الاستغراب التي ترافقني منذ عقود . سل اي شيعي عن "يا من اسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنى" سيقول لك ان العبارة تقع في المقطع الاخير من دعاء كميل . لكن تجرأ وسله عن ".... والصق بأهل الورع والصدق ، ثمّ رضهم على ألا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله ، فإنّ كثرة الإطراء تحدث الزهو ، وتدني من العزة ." سيدار راس صاحبنا المبجل على الفور 360 درجة ... ولا جواب . من السهل جدا ان تدعو الله باجمل دعاء يضىء مفاتيح الجنان ، لكن الصعوبة كل الصعوبة عندما يقرأ احدنا – خاصة اذا كان مسؤولا – حزمة من الوصايا البناءة والنصائح الراقية التي تنير للانسان دربه في الدنيا والاخرة على السواء حاكما كان او محكوما . ولا يجد واحدنا أي غضاضة في ان يخاطب رب العزة قائلا " وهبني صبرت على حر نارك فكيف اصبر عن النظر الى كرامتك" هذا اذا سلمنا جدلا ان كل من يقرأ دعاء كميل يدرك تماما مغزى هذه العبارة التي لا اظنها تليق الا بعلي بن ابي طالب . من حسن حظنا واخص المسؤولين ان عهد الامام علي لمالك الاشتر قد نحي جانبا ووضع على ابعد رف من رفوف ادمغتنا الانتقائية . والا اسالكم بالله ماذا سيقول واحدنا لنفسه عندما يقرا قوله :" أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ، ومن خاصّة أهلك ، ومن لك فيه هوى من رعيتك ، فإنّك إلا تفعل تظلم ! ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ، ومن خاصمه الله أدحض حجّته ، وكان لله حرباً حتّى ينزع أو يتوب . وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم ، فإنّ الله سميع دعوة المضطهدين ، وهو للظالمين بالمرصاد". المحكوم لا يقرأ هذا العهد بذريعة انه ليس معنيا بالخطاب ، والحاكم لا يمرر عينيه الكريمتين على هذا العهد بحجة ان ما قيل قبل 1400 سنة لا يتفق وروح العصر . رحمك الله يا ابا الحسن لقد فعلت قبل ان تقول ، وخير القول قولك بعد القرآن وما صح من الحديث . لكنك عشت غريبا ومت غريبا كميتة الانبياء بين اقوامهم وها نحن نعمق من غربتك بهذا الجحود الكبير لتراثك الكبير . وانت عند الرفيق الاعلى اعرف بمصير من اداروا ظهرا لحكمك الربانية التي لو اتيحت لغيرنا لكانت مساكنهم اليوم في تخوم النجوم .
IRAQZAHRA@YAHOO.COM
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حميد آل جويبر

الملايين من ابناء قومي - ومنهم مسؤولون كبار في الدولة - مستعدون للتفريط باعز الاشياء لديهم من ولد وتلد لكنهم ليسوا مستعدين للتفريط بقراءة دعاء كميل بن زياد المروي عن الامام علي "عليه السلام" مساء كل خميس حتى اصبح عند البعض جزءا من الفرائض . وهذا الدعاء ذو المضامين العالية التي تليق بقائلها يقرأ بحماس في كربلاء كما يقرأ في مكة ايام الحج والعمرة حيث تكون النفس البشرية الى الله ادنى والنوايا اصدق وانقى . و يقرا هذا الدعاء الخفير الشيعي كما يقرأه السفير . ويقرأه الحارس كما يقرأه الحاج رئيس الوزراء ، ولا شك ان نسبته للامام علي "ع" ضاعفت من الالتزام بقراءته كل ليلة جمعة ابرازا لحب الكرار الذي لا يعدله او يفوقه الا حب المصطفى "عليهما السلام ". ولست من المبالغة في شيء لو قلت انني رضعت هذا الدعاء مع اللبن فقد كان لي والد ووالدة يهيمان حبا في ابي الحسن فصرت من ذين اهوى ابا الحسن . ومع تقادم العمر اكتشفت ان ادب الامام علي لا يقتصر على دعاء كميل ، وان في ادبيات هذا العبقري ما يستحق فعلا متابعته يوميا وليس كل ليلة جمعة . وما اثار استغرابي حقا هذا الاهمال الذي اظنه متعمدا لتجليات الامام علي "ع" . ولم اعثر على رد شاف يزيح عن دماغي حالة الاستغراب التي ترافقني منذ عقود . سل اي شيعي عن "يا من اسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنى" سيقول لك ان العبارة تقع في المقطع الاخير من دعاء كميل . لكن تجرأ وسله عن ".... والصق بأهل الورع والصدق ، ثمّ رضهم على ألا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله ، فإنّ كثرة الإطراء تحدث الزهو ، وتدني من العزة ." سيدار راس صاحبنا المبجل على الفور 360 درجة ... ولا جواب . من السهل جدا ان تدعو الله باجمل دعاء يضىء مفاتيح الجنان ، لكن الصعوبة كل الصعوبة عندما يقرأ احدنا – خاصة اذا كان مسؤولا – حزمة من الوصايا البناءة والنصائح الراقية التي تنير للانسان دربه في الدنيا والاخرة على السواء حاكما كان او محكوما . ولا يجد واحدنا أي غضاضة في ان يخاطب رب العزة قائلا " وهبني صبرت على حر نارك فكيف اصبر عن النظر الى كرامتك" هذا اذا سلمنا جدلا ان كل من يقرأ دعاء كميل يدرك تماما مغزى هذه العبارة التي لا اظنها تليق الا بعلي بن ابي طالب . من حسن حظنا واخص المسؤولين ان عهد الامام علي لمالك الاشتر قد نحي جانبا ووضع على ابعد رف من رفوف ادمغتنا الانتقائية . والا اسالكم بالله ماذا سيقول واحدنا لنفسه عندما يقرا قوله :" أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ، ومن خاصّة أهلك ، ومن لك فيه هوى من رعيتك ، فإنّك إلا تفعل تظلم ! ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ، ومن خاصمه الله أدحض حجّته ، وكان لله حرباً حتّى ينزع أو يتوب . وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم ، فإنّ الله سميع دعوة المضطهدين ، وهو للظالمين بالمرصاد". المحكوم لا يقرأ هذا العهد بذريعة انه ليس معنيا بالخطاب ، والحاكم لا يمرر عينيه الكريمتين على هذا العهد بحجة ان ما قيل قبل 1400 سنة لا يتفق وروح العصر . رحمك الله يا ابا الحسن لقد فعلت قبل ان تقول ، وخير القول قولك بعد القرآن وما صح من الحديث . لكنك عشت غريبا ومت غريبا كميتة الانبياء بين اقوامهم وها نحن نعمق من غربتك بهذا الجحود الكبير لتراثك الكبير . وانت عند الرفيق الاعلى اعرف بمصير من اداروا ظهرا لحكمك الربانية التي لو اتيحت لغيرنا لكانت مساكنهم اليوم في تخوم النجوم .
IRAQZAHRA@YAHOO.COM
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat