صفحة الكاتب : سعد الفكيكي

الحل ليس مستحيل
سعد الفكيكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تستخدم دول العالم العديد من الوسائل لتحقيق الامن، منها تقنية واخرى بشرية، كما ان هناك دراسات عن كيفية تقليل الجهد على الشارع، والعمل بشكل دقيق وبسرية تامة للحصول على الادلة وتعقب المشبوهين والقاء القبض عليهم، الاجهزة التكنولوجية تؤدي دور كبير في توفير المعلومة وتقلل الاعتماد على الجهد الاستخباراتي البشري، والابعد من ذلك مستوى الوعي العالي للمجتمع وشعور الافراد بالمسؤولية، وهو ناتج من تحسين الدخل الحقيقي والاهتمام بالتعليم والخدمات المقدمة، وبالتالي استطاعت هذه الشعوب ان تتخطى مراحل الصراع الطبقي والسياسي والطائفي . 
في بلد مثل العراق يمتلك من الموارد المادية والبشرية ما لم يوجد في اي دولة، مثل الارض والماء الحلو والنفط والغاز والمناخ المتعدد وحتى في النواحي الدينية فيه العتبات والمزارات الدينية المشهورة، فما هو الحل ؟ وهل سيبقى العراق يعاني من الوضع الامني المتدهور وتفشي الفساد وتدهور الخدمات وغيرها ؟ 
الملف الامني ليس من المستحيلات ويمكن تحقيق الامن اذا كانت هناك استيراتيجية واضحة للتعامل مع هذا الملف، فاذا اجرينا دراسة بسيطة عن ما لدينا من امكانيات وموارد والانفاق عليه، وبين ما تم تحقيقه بهذه الامكانيات، ندرك اننا لم نباشر بالعلاج الصحيح لان التشخيص لم يكن دقيق، ليس الحل بكثرة السيطرات ولا بزيادة عدد القوات الامنية . 
فاذا تم حصرمداخل بغداد، ووضع سيارات السونار على كل مدخل، وتم تفريغ بغداد من السيطرات الثابته وتكون متنقلة واطلاق البالونات التي تحمل الكامرات التي تتعقب الحركة، ووضع جهاز الجي بي اس لكل سيارات الحمل الكبيرة ومراقبة حركتها، لن يكون الامر بغاية الصعوبة وبسرية ولا يكلف مثل ما ينفق اليوم على الامن، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لابد ان يكون العراق اولاً لجميع القوى السياسية، والذي يريد ان يدخل بحكومة الشراكه ان يتخذ من مصلحة البلد قبل كل شيء، اما المناطق التي كانت مصدراً للتوتر بين العراق والدول المجاورة هي الاخرى يمكن تكون مناطق للتعايش والمصلحة المشتركة بين البلدين، مثل انشاء سد للماء على شط العرب في اخفظ منطقة وبذلك يمكن ان نفصل الماء الحلو القادم من دجلة والفرات عن الماء المالح الراجع من الخليج، ويمكن التخلص من الملوحة وتستفاد مدينة البصرة من الماء الحلو والاراضي الزراعيه للطرفين، كما يمكن ان نستقطب الاستثمارات ورؤوس الاموال للاستثمار في مدن العراق كافة ويستطيع العراق تحقيق وانجاز احتياجاته وتشغيل الايدي العاملة، وتحسين مستوى الدخل الذي ينعكس بالايجاب على المستوى الصحي والتعليمي للفرد، والتخلص من الكثير من المشاكل الاجتماعية مثل البطالة والسكن وغيرها من جهة وان تلك الدول سوف تسعى للحفاط على مصالحها وعدم التدخل بشؤوننا من جهة، لذلك اننا بحاجة الى استيراتيجية وفريق عمل منسجم، والى تنمية صحيحة والانفتاح على الغير، ويجب تقليل الروتين الزائد وتشجيع قانون الاستثمار وتهيئة الارضية المناسبة لاقامة التنمية، اذ لا يمكن ان نأتي بتكنولوجيا متقدمة الى الشارع وهناك تخلف في التعامل معها، لا بد من تحسين المستوى التعليمي لتكون جميع المدارس نموذجية، وهنا لا بد من الاشادة بدور وزارة التعليم العالي في رفع مرتبة التعليم بالعراق، نعم هناك جهات مبدعه في عملها حقيقةً وتستحق منا كل التقدير والاحترام منها كما اسلفنا ومنها محافظ البصرة لجهوده في امداد المحافظة بالتيار الكهربائي لمدة 24 ساعة باليوم بنفس الامكانيات السابقة وبالماء الحلو على الرغم من انه لم يمضي على تسلمه المنصب اكثر من ثلاثة اشهر . 
ان العراق بحاجة الى هذه العقول والطاقات المبدعة لقلب الواقع السيء والاثبات ان المشاكل يمكن حلها بالعزيمة والاصرار وحسن التدبيرمع وجود المنهجية وخارطة للعمل .  
 
5 / 9 / 2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد الفكيكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/05



كتابة تعليق لموضوع : الحل ليس مستحيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net