لجلسة الأخيرة
جلست معها لفترات أحدثها عن كل ما يحدث وما حدث لي في طفولتي حتى هذا العمر ..هي تصغي وتترقب باهتمام حديثي .. قلت لها يا اعز شيء في حياتي يا من عطرها كعطر أمي وقلبها كقلب حبيبتي يا أروع من عشت معها يا مدونتي.. يا من تحملت جميع ما حصل لي يا من شاركتني في فرحتي وحزني، هل لي أن اعرف كيف أجازيك على صبرك اخبريني؟.. لكنها لم ترد .. نظرت لها ويا ليتني لم انظر لأنني رأيت ما لا يسر لقد انتهت أوراقها وأسدلت ستارها في ذلك الوقت علمت أنها نهاية المطاف....
جلاد في غرفة الألم
مرت سنوات على هذا المنوال .. مللت هذه الحال لم استطع التحمل أكثر كان يعاملني كأنني احد حاجياته يأخذني متى يشاء ويرميني متى يشاء، أو يشتمني ويضربني لدرجة أنني لا استطيع التحرك من شدة الم ضرباته .. كنت اصرخ بصيحات الاستغاثة.. لكنه جلاد لا يصغي لي حتى افقد وعيي .. قتل تلك المرأة في داخلي لم يشعرني يوما أنني زوجته أم أولادة ....لقد كتبت على جدار غرفة التعذيب (كوني قوية لا تضعفي، لا تنهاري يا امرأة) هذه رسالتي للنساء اللائي يذقن مرارة الألم من أزواجهن...
الغريب
كان يجلس عند حافة الطريق متخذا حجرا وسادة له مستندا بكوعه عليها جلست بقربة أتمعن ملامحه وتجاعيد وجهه التي تروي ما مر به من مآس وملابسه الرثة التي مرت عليها الفصول الأربعة.. أتعبها الدهر بدا لي انه غريب في وطنه واضعا قطعة خبز في جيبه، سمعته يتمتم كأنه يقول هذا هو حال الدنيا بعدها وضع رأسه على تلك الحجارة وغط في النوم ذاهبا إلى عالم لا ينتهي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat