شكراً سيد محمود الهاشمي!
محمد باقر الصافي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حق أن يكون موقف الإدانة والتقريع الذي قابل به السيد محمود الهاشمي الضال المضل الحيدري محل شكر وثناء وتقدير!

وإن جاءت إفاقة السيد الهاشمي متأخرة بعد نوم طال شهر رمضان كله وشوال جلّه، لكنه استيقظ على كل حال من سباته، ونطق بعد صمته، وانحل لسانه من بُكم لزمه وعييّ حكمه... وأُنسُـنا بما تمخض من هذا الحمل وفرحُنا بهذا الخديج، هو بمدلوله الذي يعني أن صفحة الحيدري قد طويت والزواج بينه وبين قناة الكوثر ومَن وراءها لم يكن كاثوليكياً، ولا حتى إسلامياً دائماً، بل كان مجرد نكاح متعة، أو قل مجرد ضرب من التسري بالإماء.
إن جواب الاستفتاء الذي نشر، يعني أحد أمرين:
 
1/ إما أن تكون المرحلة المنظورة من عمل الحيدري قد تمت وانقضت، وأن المسيرة ستدخل في المستقبل أطواراً جديدة تتطلب شخصيات أخرى، ستُـفاجأ بها الساحة عندها، كما فوجئت بالحيدري الذي فقأ كالكمأ ونتأ كالفطر.. رعد وبرق وزخة مطر، فشق الأرض بلا جذر ودون أصل ظهر، ليُقتلع غداً ويختفي عن قريب بالطريقة نفسها.
 
2/ أو أن تكون العملية أُوقفت بسبب فشل الحيدري في مهمته، وتجاوزه للحدود والأطر التي رسمت له، فقد خلط التكتيك بالاستراتيجية، فقال الآن وصرّح بما يفترض أن يبلغه بعد أشهر أو سنين، في نهاية مرحلة الهدم التي أُوكل بها. ما يعني أن الخيار والرهان عليه كان خاطئاً، فلا بد من بديل، ولتترقب الساحة مريضاً نفسياً جديداً، سينفجر كاللغم تحت الأقدام، يكمل نقوص "كمال"، ويسد ثغرات شخصيته، فقد بان أنه غضوب وانفعالي، وتحكمه مسحة خرق وحمق، ما دفعه للتهور والعجلة، ففضح المشروع وكشف نهايته وهو في البداية، ما قوضه وأودى به، كما سدّ هو ـ من قبل ـ نقوص فضل الله، فجاء بصورة عالم حوزوي لا معمم بيروتي، وبخطاب ولُغة علمية لا صحافية إعلامية كما كان ذاك، وبنهج ولائي ونشاط في رد الوهابية، لا منطلقات وحدوية ولحن متسنن كالذي كان عليه الهالك فضل الله.
 
إن سيد محمود الهاشمي لا ينطق بكلمة ولا يتدخل في شأن، ولك أن تقول: لا تشهق رئته ولا تزفر، ولا تتصاعد في صدره الأنفاس... إلا من وحي وليه وبأمر قائده، وتعليمات أمنه ودولته!
وهنا البشرى، فهذا يعني فيما يعني انتهاء صفقة الحيدري مع قناة الكوثر، ونقض الميثاق الذي أكده ووكده أسد قصير (بعد أن طرد كمال سابقاً)، بأنه هذه المرة سيدعمه حتى النهاية، وسيثبت خلفه ويشد أزره ويغطيه بلا تراجع ولا انتكاس، لأوامر وتعليمات صادرة من القائد نفسه. ولم تسعف الحيدري فطنته ليقرأ الوجه في امتناع أسد قصير من اصطحابه ـ ولو لمرة واحدة ـ للقاء قائده وولي أمره، على الرغم من توسله وتضرعه ورجائه! وأن هذا في نفسه كاشف عما وقع فيه اليوم... لكنها الخيبة التي تصيب من تعميه الشهوة ويصمه الطمع وتبكمه الوصولية، فينزل وينحدر ليقبل بالفتات، ويعقد ما يمكنه من صفقات.
 
إنها مفاجأة كبيرة أن يدان كمال الحيدري بفتوى يصدرها سيد محمود الهاشمي، وهو الذي سطر بياناً تاريخياً في تأبين الضال الأول محمد حسين فضل الله، وعدّد مناقب مَن نادى بهدم الحوزة وهتك مقدسات الشيعة وتقويض المذهب، وجلّل وعظّم مبتدعاً، (لم يفعل كمال الحيدري أكثر من تفسير وبلورة وبسط مقولاته)...
علينا أن نحسن الظن، فلا نرتاب في الرجل ونشك أنه يريد خداعنا، وامتصاص الزخم الرائع من نفحات الولاء التي تصدت لضلالات الحيدري وخطّه، وتبديد السخط العارم الذي انجرّ على تياره ورموزه، (ولا سيما حين ينظّم الاستفتاء وكأنه جاء من النجف الأشرف، ليحكي فراغها ممن يجيب!)، فالأمر عفوي تماماً، وسيد محمود سليم القصد خالص النية!! ولا بأس أن ينتصر للأصالة مرة بعد أن أبّن الالتقاط وبكى الانحراف ردحاً! فلعها توبة ويقظة ضمير، ولله الحمد.
 
نحن نعرف هذا التيار من أصله إلى فروعه، من حزب التحرير والإخوان المسلمين وحزب الدعوة وعلي شريعتي والخالصي، إلى مرتضى العسكري وأبي حسن السبيتي ومهدي الآصفي وعبدالله الغريفي وأحمد الكاتب وأحمد القبنجي وكمال الحيدري... ونعرف ـ جيداً ـ موقع الهاشمي والدور الذي يرسم له والمستقبل الذي يُعد والعرش الذي يبنى!
لن ننخدع، كما لن نغالي ونقسو...
وسنواجه كل ضال حسب جرأته ووقاحته، ومن يحفظ حدود الأدب ويحسن الخطاب، سنجاريه ولن نعرّيه ونحاكم نواياه، إلا إذا كشف هو عن سوأته وأعلن ما يخفي وأظهر ما يضمر.
 
لا نريد انتصاراً لفقه آل محمد، ولا دفاعاً عن معارف أهل البيت من هذا التيار ورجاله، فالإغواء والإضلال الذي ينطوي في هذا الدفاع والسم المدسوس في هذا العسل سيفسد الشباب البسطاء ويزيد في خداع السذج والعوام، ويؤخر كشف الحقيقة لهم.
 
نحن نعرف الذئاب.. ولن تخدعنا أنياب ظهرت، فنظن فيها خيراً أو بسمة!
لن نأخذ ديننا من وعاظ السلاطين، ولن نخدع عن مذهبنا الذي يدبرون لمحقه وتدميره باسم التطوير والحداثة، ولن نرسم بأيدينا وسلوكنا مهزلة العقل الذي منه يهزأون وبه يستأكلون!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد باقر الصافي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/03



كتابة تعليق لموضوع : شكراً سيد محمود الهاشمي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : محمد النجفي ، في 2014/05/05 .

السلام عليكم
قرأت المقال ولا بأس بأن يعرض النسان رأيه وهو حر فيه
لكن استوقفني استحسان الكاتب لموقف السيد الهاشمي لما كتبه
ثم رجع القهقرى واتهم السيد الهاشمي بما ليس فيه
السيد الهاشمي ليس وليد اللحظة ولا عالم التلفاز بل هو من علماء الفقه والاصول المبرزين باعتراف الكثيرين ومنهم استاذه الشهيد السيد محمد باقر الصدر اعلى الله مقامه الشريف، ولعمري كاتب السطور من الحانقين عليه، وان لم يذكر اسمه ضمن المجموعة التي سطرها، متهما اياهم بالتيار!!!
اي تيار يمثله العلامة السيد مرتضى العسكري رحمه الله تعالى الذي ارفد المكتبة الاسلامية ما يتجاوز ملايين الاسطر المعطاءة الهادفة، والتي لا يمكن مقارنتها مع هذه الاسطر الهدامة السقيمة!!
واي تيار يمثله العلامة الشيخ محمد مهدي الآصفي حفظه الله وامتعنا بطول بقاءه، هذا العلم العلامة العالم الرباني الفذ والولائي الكامل الذائب في حب محمد وآل محمد والمعادي لاعدائهم وسيرته تشهد له قبل الكلام.
وسواء انتمى هذا العالم لحزب وقاد فئة وكتب بيانا تابينيا ووو لا يمكن للمتعلمين او المتعيلمين الرد عليهم ومساواتهم بين ذاك وذاك بحجج القنوات وشذاذ الآفاق. العالم اقدر على معرفة تكليفه واين تكون كلمته وكيف.
ولا تتجرى وتقول لي كان عضوا في الحزب الفلاني، فأنت لن تكشف الا زيف نفسك وبطلان مقالتك، وانها ليس لها حظ في ما تريد الايهام به من الدفاع عن النبي وآله، لأن ما فعله المرحوم السيد العسكري بكتاباته اوثق عرى واشد وطأءة من اجترار الاتهامات الفئوية البغيضة، وما يقوم به الشيخ الآصفي حفظه الله تعالى من خدمة للمذهب احق بالاجلال والاحترام من اسطر لا تزيد في تحبيرها الا الاضلال.
والسيد الهاشمي عالم يستدل على علمه بكتبه وبحثه، واي دور يرسمه لنفسه او يرسمونه له كما هو تعبيرك ليس بمنأى عن اي دور تم رسمه لغيره او رسمه غيره لنفسه.
فالقافلة تسير...

• (2) - كتب : النجاتي ، في 2014/03/15 .

ويل لكم ثم الويل الذين لا تكتفوا بتاجيج النار الطائفيه و انتم تذهبون ضحيته كل يوم و رما تعتقدون انتم الذين احتفظتم بتراث اهل البيت و مدرستهم عليهم السلام و الان تريدون تاجيج نارالفرقه في اهل المذهب و الشيعه نفسه فانتم وهابي الشيعه و خوارجهم وانتم همج الراع




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net