صفحة الكاتب : لطيف عبد سالم

الكفيل الضامن يخترق أسوار مؤسسة الشهيد
لطيف عبد سالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يشكل بعض ما رشح من آليات عمل مؤسسة الشهيد في المدة الماضية، ما يمكن أن يرقى بفهم مدلولاته إلى مستوى الابتكارات المكتبية التي كانت السبب في بروز ظواهر مؤسفة  تستبطن في حيثياتها وموجباتها وعناصر كينونتها، ما بوسعه الاساءة  بقصد أو من دونه إلى عوائل الشهداء عبر ما تفرضه تشريعات المؤسسة ولوائحها القانونية من عوائق وصعوبات إدارية لا مبرر لها، ولا يمكن لأي منصف تصديقها. وبصرف النظر عن طبيعة الإجراءات الروتينية التي تستلزمها عملية إثبات شهادة الشهيد تمهيدا لإنجاز معاملته التقاعدية التي تطول مدتها، وتصل في كثير من الاحيان إلى سنوات عدة، فان من جملة المتطلبات الروتينية التي تبنتها إدارة المؤسسة سعيا في إكمال المعاملات الخاصة باستلام منحة الـشهداء الخاصة بموضوع السكن البالغة قيمتها ( 82 ) مليون دينار عراقي فرضت على عائلة الشهيد إحضار أثنين من الكفلاء الضامنين على أن يكونوا حصريا من شريحة المتقاعدين او من هم حاليا بالخدمة الذين لا يقل راتب كل منهم عن ( 150 ) ألف دينار عراقي؛ بالنظر لخشية المؤسسة من ظهور ما يفضي مستقبلا إلى الطعن بمصداقية أدعاء عائلة الشهيد باستشهاد من ينتمي لها، من خلال ظهور ما يخالف صحة الوثائق والمعلومات المقدمة من عائلة الشهيد الى اللجان الخاصة في المؤسسة التي تثبت صحة استشهاده .ولا اخطئ القول ان صيرورة هذه الفعالية تشكل في واقعها الموضوعي تجاوزا على منزلة الشهيد وقدسية الشهادة ،بوصفها أحدى المقومات الموضوعية التي تثير عامل الشك في طبيعة الإجراءات القانونية التي جرى تنظيم المعاملات على وفق آلياتها، ولاسيما ما يتعلق منها بحزمة المعايير التي سادت أعمال القضاة الذين أشرفوا على مراجعة وتنظيم معاملات عوائل الشهداء الرامية إلى تثبيت فعل الشهادة بالاستناد إلى قانون المؤسسة وبدلالة التشريعات القانونية النافذة. وعلى الرغم من حداثة تشكيل مؤسسة الشهيد التي من المفترض أن تكون راعية لحقوق الشهداء وداعمة لعوائلهم، وبخاصة ما يتعلق منها بتبسيط السياقات المصاحبة لترويج معاملات أحبتهم وفلذات اكبادهم ،فإن إدارتها حري بها أن تتفهم بعمق حيثيات المتاعب التي واجهت عوائل الشهداء والمحن التي عاشتها، من اجل ان يدرك من يعمل في جميع مفاصلها، وبمختلف العنوانات جدية مصاعب الحياة التي تحملت أعباءها هذه العوائل المظلومة عبر سنوات عجاف، لا اعادها الله تبارك وتعالى على شعبنا وبلدنا. ويمكن القول أن عمل لجان المؤسسة بهذا الإجراء الغريب لا يمكن تفسير مراميه ،إلا من خلال نافذة الخشية التي تقوم على ظهور ما يؤشر خللا واضحا في ترويج معاملة الشهيد، التي ربما ما يزال بعضها يعيش بمرحلة سبات عميق في رفوف أحدى الوزرات او الدوائر يغطيها غبار النسيان والإهمال .
في امان الله .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لطيف عبد سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/03


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • صدور الطبعة الثانية من كتاب "مَرَاثِيّ الوَالِدَيْن فِي قَصَائِدِ الشُعرَاءِ العَرَبِ المُعَاصِرين"، للباحث والكاتب الأديب لطيف عبد سالم  (قراءة في كتاب )

    • كتاب (للحُسَين نَكْتُب).. الإصدار الأدبي الأول لـ (مؤسسة البيان الثقافية)  (قراءة في كتاب )

    • روحٌ اِسْتَبَدَّ بِها الوَهْن، فاستوطنتها رَغْبَة مَجْنُونة طافِحة بلَذّةِ الدم..قراءةٌ فِي رِوايَةِ (وكر السلمان) للأديب شلال عنوز  (قراءة في كتاب )

    • الاِحتفاء بالمُنجزِ الأدبيّ للشاعرِ والكاتب محمد مظلوم في مُؤسسةِ أضواء القلم الثقافيَّة  (نشاطات )

    • قراءةٌ في رِّوَايَةِ (المَلْعُون المقدَّس) للرِوائِيِّ اللُبْنانيّ محمد إقبال حرب  (ثقافات)



كتابة تعليق لموضوع : الكفيل الضامن يخترق أسوار مؤسسة الشهيد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net