صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

نبي الله محمد – ص – بعيون الفلاسفة والعظماء
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 نستمر في هذا الجزء من مقالتنا من نشر طائفة من التقييمات والأحاديث لكبار الفلاسفة والعلماء والمفكرين المنصفين في العالم ، وبخاصة في الغرب عن رسول الله محمد – عليه وآله الصلاة والسلام - : عن شخصيته وعظمته وعبقريته وإنسانيته وسلوكياته النبيلة العالية الآفاق  . لهذا قال الله سبحانه وتعالى في حقه ، وبشهادته المتعالية الأعلى حيث هي أكفأ وأعلى وأجل وأعظم الشهادات طُرَّا : { وإنَّك لَعَلَى خُلُقٍ عظيم } . 
وقد سلك هؤلاء العظماء والعلماء في آرائهم وتقويماتهم عن رسول الله محمد – ص – منهج الموضوعية والحيادية والإعتدال ، ولم يتأثَّروا ببيآتهم غير البريئة ، بل المشحونة بالتعصب والغلو الديني ، أو بما كتب رجال الدين المسيحيين ، أو أولئك المستشرقون الذين كتبوا عن رسول الله محمد – ص – بدافع الأغراض والأحقاد والكراهية والأطماع الإستعمارية ، أو بدافع الجهل به ، فهم بذلك قد حادوا عن الحقيقة والموضوعية وأمانة الكلمة والتحقيق .
وبسبب العوامل المذكورة إختار الكثير من الشخصيات العلمية والمعرفية والفلسفية والثقافية والسياسية في الغرب الاسلام وآعتنقوه في الماضي ، كما في الحاضر أيضا : في أوربا والولايات المتحدة . مضافا إعتناق الكثير من الراهبات المسيحيات والقسس ورجال الدين المسيحيين الاسلام في أفريقيا ومصر وغيرها من بلدان العالم . وهذا الموضوع الهام بحد ذاته يحتاج الى المزيد من البحث والدراسة ، ربما نفرد له بحثا خاصا في المستقبل .
1-/  يقول الفيلسوف المسيحي المصري الدكتور نظمي لوقا [ 1920 – 1987 ] عن التزمّت والأجواء المتطرفة التي عرفها ، والتي ترعرع فيها : [ من يغلق عينية دون النور يضيرُ عينيه ولايضير النور . ومن يغلق عقله وضميره دون الحق ، يضير عقله وضميره ولايضير الحق . 
فالنور منفعة للرائي لا للمصباح ، والحق منفعة وإحسان الى المهتدي به لا اللا الهادي اليه . ومن من آفة تهدر العقول البشرية كما يهدرها التعصب الذميم الذي يفرض على أذهان أصحابه وسرائرهم ما هو أسوأ ُ من العمى لذي البصر . ومن الصمم لذي السمع . لأن الأعمى قد يبقى بعد فقد البصر إنسانا ، والأصم قد يبقى بعد فقد السمع إنسانا ... أما من آختلَّت موازين عقله ، أو موازين وجدانه ، حتى مايميز الخبيث من الطيب ، فذلك ليس بإنسان ، بالمعنى المقصود من كلمة إنسان . ] ينظر كتاب [ محمد : الرسالة والرسول ] لمؤلفه الدكتور نظمي لوقا ، ص 25 
لقد ألّف الدكتور نظمي لوقا كتابه الكبير والقيِّم الآنف الذِكْرِ عن رسول الله محمد – ص – وعظمته وعُلُوِّ أخلاقه ونُبْل سلوكياته ، وعن الاسلام وشريعته والقرآن الكريم ، فيقول عن رسول الله محمد – ص - : [ وإني لأسأل من يستكثر الإنصاف على رسول أتى بغير دينه ، أما يستكثر على نفسه أن يظلمها إذْ يحملها على الجحود والجور ؟..
ولستُ أنكر أنَّ بواعث كثيرة في صباي قرَّبت بيني وبين هذا الرسول ، وليس في نيتي أن أنكر هذا الحب ، أو أتنكَّرَ له ، بل إني لأشرف به وأحمد له بوادره وعقباه .
ولعلَّ هذا الحب هو الذي يَسَّرَ لي شيئا من التفهُّم ، وزيَّنَ لي من شخص هذا الرسول الكريم تلك الصفات المشرقة ، وجعلني أعرض بوجداني عن تلك النظرة الجائرة ، أو المنجنية التي نظر بها كثيرون من المستشرقين وغيرهم الى الرسول العربي ، ولكني حين أحتكم الى العقل ، أرى الخير كل الخير فيما جنحتُ اليه ..
فلخير من يُشَوِّهُ المُشَوِّهون كل جميل وكريم من مفاخر البشرية المثخنة بالقروح والمخزيات ؟ ، ولخير من يَثْلِبُ الثالبون كل مجيد من هداة هذا الجنس الفقير الى المجد، الثقل بالخساسة والحقد ؟ ..
ألا إن كل محب للبشر ينبغي أن يكون شعاره دواما : مزيدا من النور ! ، ومزيدا من العظمة ! ، ومزيدا من الجمال ! ، ومزيدا من البطولة والقدوة ! ] ينظر المصدر والمؤلف المذكور ، ص 28 
ترى ماذا كان سيقول الدكتور نظمي لوقا لو كان الآن حيَّا ، وهو يرى بعضا من رجال الدين والقسس والثقافة من دينه وهم قد بالغوا وأولغوا كل الولوغ في الرذائل والكراهيات والأحقاد والنذليَّات والطَغَامِيَّات تجاه الاسلام وشريعته وقرآنه ، وبخاصة تجاه رسول الله محمد – عليه وآله الصلاة والسلام - ...؟  . لاشك أنه كان سيقول لهم : إخسأوا ياحثالات البشر ، إخسأوا يامن تربَّيتم على الكذب والفجور والسوداويات والدِقاق من الأخلاق ، إخسأوا فالمسيح عيسى بن مريم بريء منكم وأنتم بريؤون منه ياشراذم الإنحطاط والسوء والسيئات ، إخسأوا فالشمس لاتُغَطَّى بغربال ، إخسأوا فأين أنتم من الثُريَا ، حيث أنتم لعمر الحق دون الثرى بكثير ...!
2-/  يقول فيلسوف العصر الفرنسي روجيه جارودي عن رسول الله محمد – ص - : [ وعندما أعلن النبي محمد – ص – أنه لاإله إلاّ الله ، فقد محى كل أشكال الوثنية وجعل القوة والثروة مسألة نسبية : فكل القوة وكل الغنى لله سبحانه وتعالى وحده لاشريك له ، وأيُّ فردا يمتلك جزءا من القوة ، أو الثروة ليس إلاّ مُستخلفا مسؤولا عن ذلك ] ينظر كتاب [ الاسلام والقن الواحد والعشرين ] لمؤلف الدكتور روجيه جارودي ، ص 21 . 
من هو روجيه جارودي ؟ :
روجيه جارودي هو فيلسوف وكاتب فرنسي معروف ، ولد عام    [ 1913 ] وتوفي عام [ 1212 ]  . يعتبر روجيه جارودي من كبار الفلاسفة والمفكرين الماركسيين في القرن العشرين المنصرم . في عام   [ 1953 ] من القرن الماضي نال درجة الدكتوراه الأولى له عن كتابه [ النظرية المادية في المعرفة ] ، بالرغم من كل هذه الخلفية الثقافية والعلمية والمادية إعتنق روجيه جارودي الاسلام عام [ 1982 ] من القرن المنصرم بعد دراسات ومقارنات معمَّقة للأديان والمدارس الفلسفية في العالم . وذلك تأثُّرا بالقرآن الحكيم وبرسول الله محمد – ص – ورسالته وعبقريته وعظمته . 
لقد ترك روجيه جارودي من بعده مكتبة علمية وثقافية ومعرفية من الكتب والمصنفات ، أما على الصعيد الاسلامي فعلى رغم حداثة إسلامه – رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته -  فقد ألَّف مجموعة قيمة وهامة من الكتب في شتى المجالات ، منها : 
1-/ [ وعود الاسلام ] . 
2-/ [ الاسلام والقرن الواحد والعشرين ] . 
3-/ [ الإرهاب الغربي ] .
4-/ [ الاسلام دين المستقبل ] .
5-/ [ الاسلام وأزمة الغرب ] .
6-/ [ المسجد مرآة الإسلام ] . 
7-/ [ جولتي وحيدا حول هذا القرن ] .
8-/ [ مستقبل المرأة وغيرها ] . 
9-/ [ فلسطين مهد الرسالات السماوية ] . 
10-/ [حوار الحضارات ] . 
يقول روجيه جارودي في مكان آخر من كتابه السالف الذِكْر عن رسول الله محمد : [ وقد إستبعد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في < خطبة الوداع > بنفس الصرامة كل الموروثات القبلية والعنصرية ، فقال : < إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، لافضل لعربي على عجمي إلاّ بالتقوى > ] ينظر نفس المصدر والمؤلف المذكور ، ص 102 . 
3-/ يقول [ ألفونس دي لامارتين / 1790 – 1869 ] المفكر والكاتب والشاعر والسياسي الفرنسي المعروف عن رسول الله محمد – ص – في كتابه : [ تاريخ تركيا ] : 
[ هذا هو محمد : الفيلسوف ، الخطيب ، النبي ، المُشَرِّع ، المحارب ، قاهر الأهواء ، مؤسس المذاهب الفكرية الى تدعو الى عبادة حقة ، بلا أنصاب ولاأزلام ، هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض ، وإمبراطورية روحانية واحدة ، هذا هو محمد . بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية ، أود أن أتساءل : هل هناك مَنْ أعظم من النبي محمد ؟! ] .
4-/ يقول المفكر الهندي المعروف الدكتور [ راما كريشنا راو / 1899 – 1967 ] عن النبي محمد – ص - : 
[ لايمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها . ولكن كل ما في إستطاعتي أن أقدِّمَ هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة : 
فهناك محمد النبي ، ومحمد المحارب ، ومحمد رجل الأعمال ، ومحمد رجل السياسة ، ومحمد الخطيب ، ومحمد المصلح ، ومحمد ملاذ اليتامى ، وحامي العبيد ، ومحمد محرر النساء ، ومحمد القاضي  . كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الانسانية تؤهله لأن يكون بطلا ] !  . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/26



كتابة تعليق لموضوع : نبي الله محمد – ص – بعيون الفلاسفة والعظماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net