صفحة الكاتب : سعد الحمداني

هيئة الاعلام العراقية وأوفكوم البريطانية
سعد الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعتبر الاعلام وخصوصا الفضائي منه احد الادوات المؤثرة في واقع المجتمعات وله الأثر الكبير في توجهات الفرد وما نعيشه اليوم من تقلبات الواقع السياسي في العالم والمنطقة العربية للاعلام دور كبير في قلب الحقائق اذا اردات وسائل الاعلام ذلك او انها تقوم على تثبيت الأسس المهنية الصحية في كيفية العمل على بناء التوجهات المجتمعية وفقا لسياقها الصحيح.
ما يحدث في عراقنا الجريح من تحريك للمشاعر وتأجيج على العنف الطائفي والعمل بسياقات خارجة عن روح الوطنية يمثلها العديد من السياسيين عبر ابواقهم الاعلامية وبالذات القنوات الفضائية التي تعمل على منتجة تهريجهم السياسي هو امر يستوجب الوقوف عنده والتأمل والتمحيص في سياسات هذه الوسائل الاعلامية المأجورة وقد كان واضحا وقوف هيئة الاعلام والاتصالات العراقية بوجه هذا المد المتطرف سياسيا ودينيا ولجم كل الأفواه التي تحاول العبث او الخوض بدماء الابرياء من العراقيين وعملت الهيئة بمهنية عالية وبقرار سليم لا يخلو من الحرص على العراق وأبناءه عندما أوقفت عمل العديد من القنوات الفضائية قبل فترة خلال مرحلة بداية التظاهرات في المنطقة الغربية  بسبب خوضها الفج في زرع روح الفتنة والتحريض على القتل وعصيان قانون الدولة والدعوة الى النبش في الخلاف العقائدي ولكن للأسف لم يكن الكثير من السياسيين العراقيين على مستوى المسؤولية التي يتحلى بها نظرائهم في الدول الاخرى فقد سمعنا الكثير من  نهجها المعادي لاستقرار العراق وشنت حملة شعواء قذرة ضد هيئة الاعلام ولم يسأل هؤلاء النواب عن خلفية تعليق تلك الرخص ولماذا وكيف تم ذلك ؟؟  بل أصبحوا محامين عن تلك الابواق الاعلامية اكثر من كونهم حامين للدستور والتشريع والنظر الى هموم المواطن وياليتهم يتحلون ما يتحلى به اعضاء مجلس العموم البريطاني الذين وقفوا قبل ايام مع قرار اوفكوم بتغريم قناة فضائية لمجرد ابدت رأيها في رد على سؤال احد المشاهدين واعتبرته تحريض على القتل والعنف بل لاحظنا تضامن الاعلام والجمهور معهم  في هذا الموقف وهذا التحريض الذي جرمته اوفكوم لا يصل حتى الى 1% مما يحصل من تحريض على مستوى العراق وما تمارسه وسائله الاعلامية .
حقا لو قارنا بين العراق ومؤسسته التنظيمية للاعلام وبين بريطانيا ومؤسسته التنظيمية للاعلام سنجد فرقا كبيرا في هذا الامر لان بريطانيا التي تعتبر عريقة في ممارسة الديمقراطية وحرية الرأي وتحاسب بهذا الشكل قد يستوجب التفكير وهو من حقها الطبيعي ،،اما في العراق الذي بدأ ممارسة الديمقراطية خلال عقد من الزمن سنجد ان صدر العاملين في الجهات التنظيمية في العراق واسع جدا وما يحظى به الاعلام من عناية لا يحظى به غيره خصوصا اذا علمنا ان الحكومة العراقية في قرارها الاخير بالغاء كل ما يترتب على القنوات الفضائية من ديون الطيف الترددي ورخص البث وبمطالبة  رسمية من قبل الهيئة المسؤولة عن ايفاء تلك الرسوم !! وهذا ايضا لم ولن يحصل في أعرق الدول الديمقراطية ،، والله انه لدلال ما بعده دلال وهذا يعبر عن الروح المهنية لعاملين على هذا الملف وسعة صدر الدولة العراقية التي ترعى الاعلام المستقل الذي ينتقدها كل يوم صباحا ومساء بل احيانا هذا الاعلام يتجاوز حتى العرف الاخلاقي في النقد .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/25



كتابة تعليق لموضوع : هيئة الاعلام العراقية وأوفكوم البريطانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net