صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

الشيخ علي جمعة على خطى آبن العربي في إباحة سفك دم الإمام الحسين !
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ذكر القاضي أبي بكر بن العربي الأندلسي [ 468 - 543 هجرية ] في كتابه : ( العواصم من القواصم ) بأن الذين خرجوا لقتل الامام الحسين – رض – سبط رسول الله محمد – ص -  وسفك دمه ما خرجوا [ إلاّ بتأويل ، ولاقاتلوه إلاّ بما سمعوا من جدِّه المهيمن على الرسل ، المخبر بفساد الحال ، المحذِّر من الدخول في الفتن . وأقواله في ذلك كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنه ستكون هَنات وهَنات ، فمن أراد أن يُفرِّقَ أمرَ هذه الأمة ، وهي جميع فآضربوه بالسيف كائنا من كان ) . فما خرج الناس إلاّ بهذا وآمتثاله .] ينظر كتاب [ العواصم من القواصم ] لمؤلفه القاضي أبي بكر بن العربي ، ص 232
هكذا فعل إبن العربي بتجريم الحسين وإدانته وجوازسفك دمه وإباحة قتله بحديث جدِّه ، وبشرع جدِّه ، وبدين جده المصطفى – عليه وآله الصلاة والسلام -  ، وبالمقابل ثَبَّتَ إسلامية وإيمانية وتقوائية وعدالة خليفة زمانه الطاغية الدموي الفاسد الفاسق الفاجرالمجرم ، الطليق بن الطليق بن الطليق يزيد بن معاوية بن أبي سفيان . هكذا شَرَّعَ القاضي إبن العربي شرعية حكم جائر ومستبد وغير شرعي على الإطلاق بشريعة وشرع ودين رسوله محمد – ص – الذي طالما جاهد وكافح وناضل من أجله ، هو وأصحابه الأخيار وآل بيته الأطهار طغاة قريش ومشركيها ، وعلى رأسهم جده أبي سفيان وجدته هند آكلة الأكباد ! .
هكذا أفتى إبن العربي الأموي النزعة والفكر والروح على حلالية وشرعية حكم يزيد الطاغية ، حيث لم يتأسس حكمه إلاّ من خلال إنقلاب آثم غاشم قام به أباه بالحديد والنار ، وبالغدر والغيلة والختل ، وبالقتل والاغتيال وسفك أنهار من الدماء ، وبالإنحراف المباشر عن جوهر الاسلام وحقيقته وعدالته وإنسانيته وحضارته  ، فمن قتله وإغتيالاته للصحابة وأبنائهم : الحسن بن علي ، سعد بن أبي الوقاص ، حِجْر بن عدي ، عمرو بن حمق الخزاعي ، محمد بن أبي بكر الصديق ، [ أمر معاوية قائده على مصر بقتل إبن أبي بكر الصديق شَرَّ قتلة ، وكان وقتها واليا للامام علي على مصر ، فبعد أن قتلوه أدخلوه جوف حمار ميت فأضرموا فيه النار ، فلما علمت السيدة عائشة أم المؤمنين بكيفية مقتل أخيها محمد جزعت جزعا شديدا ، فكانت كلما تذكَّرته تبكي بكاءً طويلا حتى تبتلَّ خمارها ، ثم حلفت ألاّ تأكل اللحم المشوي طيلة حياتها !!! ] أم المؤمنين السيدة عائشة ، عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق [  تذكر العديد من المصادر التاريخية ان معاوية دفنه حيا ، وذلك لمعارضته الشديدة بتولية إبنه يزيد من بعده للخلافة والحكم !!! ] وعبدالرحمن بن خالد بن الوليد – رض - !!!
حكم يزيد بن معاوية بتوريث الحكم من أبيه وبالطريقة أعلاه كما ورد ، ثلاث سنين ، وكانت النتيجة من حكمه الدموي هي :
1-/ القتل الجماعي للامام الحسين – رض – وآله وأتباعه والتمثيل بجثثهم وفصل رؤوسهم عن أجسادهم ، وبخاصة الحسين حيث تم ذبحه من الوريد الى الوريد وقطع رأسه الشريف بالكامل عن جسده الطاهر ، وضربه بعشرات الرماح والسيوف والسهام ، ثم الأمر بمرور عدد من الخيل بسرعة كبيرة من على جسده الممزَّق أصلا ، كما ورد ذهابا وإيابا ، هذا الجسد الذي طالما ضَمَّه جدَّه – عليه الصلاة والسلام – اليه بحب وحنان ودَلال ، وطالما كان يُقبِّل رأسه وخَّديه . هكذا تصرَّف خليفة آبن العربي يزيد مع ريحانة الرسول وحفيده وسبطه ، ومع آل الرسول بشكل عام . وذلك بدون أيَّ رعاية وآحترام ، ناهيك عن الإيمان بجده رسول الله محمد – ص – ولابدينه ، ولاحتى أيَّ مراعاة للمروءة والنُبْل والشهامة والقيم الإنسانية الأخرى ، إنه / إنهم تصرَّفوا كعسلان الفلوات الوحشية وكالضباع السائبة مع آل الرسول وأتباعه ، وبالرغم من ذلك يأتي القاضي إبن العربي الأموي النزعة والفكر والتفكير والإيمان لِيُبَرِّرَ بشرع محمد وشريعته ، وبدين محمد وحديثه إنحراف وهمجية ووحوشية الخليفة الأموي الطليق يزيد ضد سبطه وحفيده الحسين بن علي – رضي الله عنهما وسلامه عليهما - ، فأيُّ تأويل وفهم هذا لدين محمد وشرعه وحديثه ياآبن العربي ! .
2-/ أمر يزيد جيشه بالتوجه الى مكة المكرمة لقتال عبدالله بن الزبير الذي تحصَّن فيها ، فتم رمي الكعبة المشرفة بالمنجنيق فأحرقت مبانيها وأستارها ، مع القتل الجماعي للناس في البيت الحرام . 
3-/ هجوم جيش يزيد على المدينة : مدينة رسول الله محمد – ص - ، فأباح يزيد لجيشه المدينة ثلاثة أيام دما وعِرْضا ومالا ، فقتل الآلف من الصحابة والتابعين والناس الآخرين رجالا ونساءً وأطفالا ، وتم هتك الكثير من الأعراض للمسلمات ، مع السلب والنهب للأموال والممتلكات ، مضافا الى التخريب والدمار الذي خلّفه جيش يزيد في المدينة . 
أما يزيد بن معاوية وفسقه وفجوره وجوره فهذا أمرمتفق عليه بين كبار الصحابة وأبنائهم ، منهم :  الحسين وعبدالله بن عمر وعبدالرحمن بن أبي بكر الصديق وعبدالله بن الزبير والسيدة عائشة أم المؤمنين وغيرهم كثيرون . مضافا ان فسق يزيد وجوره وفجوره كان معروفا وظاهرا عند الناس يومها بشكل عام . 
في هذا الموضوع يقول إبن خلدون في الرد على إبن العربي : [ وقد غلط القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في هذا ، فقال في كتابه الذي سمَّاه ب< العواصم من القواصم > ، مامعناه أنَّ الحسين قُتِلَ بشرع جدِّه . وهو غلط حملته عليه الغفلة عن إشتراط الإمام العادل : ومن أعدل من الحسين في زمانه ، في إمامته وعدالته ؟ ] ينظر كتاب : [ مقدمة إبن خلدون ] لمؤلفه إبن خلدون ، ص 249 . 
إن القاضي إبن العربي تجاهل تماما الخطوط العريضة والأساسية التي لابُد منها ، التي وضعها القرآن الكريم ورسول الله محمد ص – كشروط للحكم والحكومة والحاكم ، منها ، حيث هي الأهم وفي الصدارة تأتي : العدالة والبيعة والإنتخاب ، مضافا الى الشروط الأخرى كالعلم والمعرفة وحسن السياسة والسيرة والخلفية . أما إبن العربي فقد ضرب بكل هذه الشروط والقيم عرض الحائط وداسها بقدميه ، وذلك إنتصارا ليزيد وأبيه وجده وجدته التي شَقَّتْ صدر عم رسول الله محمد – حمزة – رض – فأولغت يديها الآثمتان في صدره فآستخرجت كبده فلاكته بفمها وأسنانها الأنيابية الدموية حقدا وبغضا وكراهية وعداءً أسودا دفينا قديما لرسول الله محمد وآل البيت والمسلمين عموما  ، وللاسلام والقرآن الكريم . 
اليوم التاريخ كرَّر نفسه في مصر ، حيث آستشهد مفتيها السابق الشيخ علي جمعة بنفس الحديث النبوي الشريف الذي آستشهد به القاضي إبن العربي في شرعية حكم يزيد ضد الحسين ، وفي حلالية وجواز سفك دمه  ، حيث برّر الشيخ علي جمعة أيضا بجواز قتال الخارجين على القانون ، وجواز سفك دمائهم ، وآعتبرهم خوارج الزمان . وهذا لايعني إلاّ أن المفتي المصري قد سار على نهج القاضي الأندلسي في شَرْعَنَة الحاكم يزيد وحكمه ، وفي إدانة الامام الحسين ، وبالتالي شَرْعنة سفك دمه بشريعة وشرع جده ، وبدين وحديث جده !
بعد أكثر من تسعة قرون على ماقاله القاضي الأندلسي الأموي بالعمق : إيمانا وفكرا وتفكيرا وقلبا وروحا حذا حذوه المفتي المصري تماما ، وما قاله القاضي الأندلسي أمس قاله المفتي المصري اليوم بالضبط وأمام يزيد العصر ، وهو الجنرال الإنقلابي العسكرتاري الدموي عبدالفتاح السيسي ، حيث آستشهد المفتي بنفس الحديث النبوي في شرعية سفك دماء المعارضين للإنقلاب ، وفي شرعية سحقهم وحرقهم وقتلهم جماعيا ، لأنهم خرجوا على يزيد زمانهم وإنقلابه غير المشروع بكل شِرْعَة وقانون وميزان ، وهذا بحسب الشرع الأموي جريمة كبرى ! . 
فما فعله يزيد بن معاوية في كربلاء ، في عام [ 680 م ] من القتل الجماعي والظلم والحرق والجنايات والتنكيل البشع ، فقد فعله حفيد يزيد السيسي تماما قبل أسبوعين بالمعارضين لانقلابه وطغيانه ، حيث جرح وأحرق وقتل الآلاف من المصريين جهارا نهارا ، وبكل علانية . وما زال السيسي مستمر في طغيانه في القتل والتنكيل والمطاردة والسجن للمخالفين لانقلابه وجوره وطغيانه ، أو حرقهم وقتلهم وإعدامهم داخل السجون . وذلك إستنادا على عسكرتاريته الطغيانية من جهة ، ومن ثم إستنادا على التحريف الأموي الانقلابي لحديث رسول الله محمد – ص – للمفتي المصري الذي أصبح واعظا أمويا للسلطان العسكري الانقلابي المستبد ، وبإمتياز ، وللسلطة العسكرية الانقلابية التي هي مُذْ عام 1953 تحكم مصر  بالاستبداد والدكتاتورية ، وبالحديد والنار ، وبالقهر والإكراه .
إن القاضي إبن العربي الأموي السفياني اليزيدي المعتقد والهوى والنزعة مدان بالقرآن الكريم ، وهو مدان بالأحاديث النبوية ، وهو مدان بالقيم الانسانية أخيرا ، ومثله المفتي المصري الذي قلَّد شيخه الأموي الايمان إبن العربي ، فسار على دربه ، ولم يحيد عنها قيد أنملة . وهكذا تلاعبوا بالدين وآستخدموه كسلاح في خدمة السلاطين وجنرالات العسكر ضد المناشدين للعدل والقسط والإنصاف . 
على هذا الأساس فإن القاضي شَرْعَن سلطة يزيد بسفك دم الحسين وآله وأتباعه بحديث جده ، والمفتي فعل نفس الشيء ، حيث شَرْعَنَ بذاك الحديث حصرا الذي آستشهد به القاضي سلطة السيسي الانقلابية في سفك دماء الآلاف من المصريين المدنيين العُزَّل المعارضين للإنقلاب العسكرتاري  !!! . 
صدق رسول الله محمد – ص – فيما قال عن القاضي والمفتي وأمثالهما من أشباه العلماء والفقهاء :
{ دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها } ، فقيل : صفهم لنا يارسول الله ، فقال : { هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا } !!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/24



كتابة تعليق لموضوع : الشيخ علي جمعة على خطى آبن العربي في إباحة سفك دم الإمام الحسين !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net