الشيخ علي جمعة على خطى آبن العربي في إباحة سفك دم الإمام الحسين !
مير ئاكره يي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ذكر القاضي أبي بكر بن العربي الأندلسي [ 468 - 543 هجرية ] في كتابه : ( العواصم من القواصم ) بأن الذين خرجوا لقتل الامام الحسين – رض – سبط رسول الله محمد – ص - وسفك دمه ما خرجوا [ إلاّ بتأويل ، ولاقاتلوه إلاّ بما سمعوا من جدِّه المهيمن على الرسل ، المخبر بفساد الحال ، المحذِّر من الدخول في الفتن . وأقواله في ذلك كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنه ستكون هَنات وهَنات ، فمن أراد أن يُفرِّقَ أمرَ هذه الأمة ، وهي جميع فآضربوه بالسيف كائنا من كان ) . فما خرج الناس إلاّ بهذا وآمتثاله .] ينظر كتاب [ العواصم من القواصم ] لمؤلفه القاضي أبي بكر بن العربي ، ص 232
هكذا فعل إبن العربي بتجريم الحسين وإدانته وجوازسفك دمه وإباحة قتله بحديث جدِّه ، وبشرع جدِّه ، وبدين جده المصطفى – عليه وآله الصلاة والسلام - ، وبالمقابل ثَبَّتَ إسلامية وإيمانية وتقوائية وعدالة خليفة زمانه الطاغية الدموي الفاسد الفاسق الفاجرالمجرم ، الطليق بن الطليق بن الطليق يزيد بن معاوية بن أبي سفيان . هكذا شَرَّعَ القاضي إبن العربي شرعية حكم جائر ومستبد وغير شرعي على الإطلاق بشريعة وشرع ودين رسوله محمد – ص – الذي طالما جاهد وكافح وناضل من أجله ، هو وأصحابه الأخيار وآل بيته الأطهار طغاة قريش ومشركيها ، وعلى رأسهم جده أبي سفيان وجدته هند آكلة الأكباد ! .
هكذا أفتى إبن العربي الأموي النزعة والفكر والروح على حلالية وشرعية حكم يزيد الطاغية ، حيث لم يتأسس حكمه إلاّ من خلال إنقلاب آثم غاشم قام به أباه بالحديد والنار ، وبالغدر والغيلة والختل ، وبالقتل والاغتيال وسفك أنهار من الدماء ، وبالإنحراف المباشر عن جوهر الاسلام وحقيقته وعدالته وإنسانيته وحضارته ، فمن قتله وإغتيالاته للصحابة وأبنائهم : الحسن بن علي ، سعد بن أبي الوقاص ، حِجْر بن عدي ، عمرو بن حمق الخزاعي ، محمد بن أبي بكر الصديق ، [ أمر معاوية قائده على مصر بقتل إبن أبي بكر الصديق شَرَّ قتلة ، وكان وقتها واليا للامام علي على مصر ، فبعد أن قتلوه أدخلوه جوف حمار ميت فأضرموا فيه النار ، فلما علمت السيدة عائشة أم المؤمنين بكيفية مقتل أخيها محمد جزعت جزعا شديدا ، فكانت كلما تذكَّرته تبكي بكاءً طويلا حتى تبتلَّ خمارها ، ثم حلفت ألاّ تأكل اللحم المشوي طيلة حياتها !!! ] أم المؤمنين السيدة عائشة ، عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق [ تذكر العديد من المصادر التاريخية ان معاوية دفنه حيا ، وذلك لمعارضته الشديدة بتولية إبنه يزيد من بعده للخلافة والحكم !!! ] وعبدالرحمن بن خالد بن الوليد – رض - !!!
حكم يزيد بن معاوية بتوريث الحكم من أبيه وبالطريقة أعلاه كما ورد ، ثلاث سنين ، وكانت النتيجة من حكمه الدموي هي :
1-/ القتل الجماعي للامام الحسين – رض – وآله وأتباعه والتمثيل بجثثهم وفصل رؤوسهم عن أجسادهم ، وبخاصة الحسين حيث تم ذبحه من الوريد الى الوريد وقطع رأسه الشريف بالكامل عن جسده الطاهر ، وضربه بعشرات الرماح والسيوف والسهام ، ثم الأمر بمرور عدد من الخيل بسرعة كبيرة من على جسده الممزَّق أصلا ، كما ورد ذهابا وإيابا ، هذا الجسد الذي طالما ضَمَّه جدَّه – عليه الصلاة والسلام – اليه بحب وحنان ودَلال ، وطالما كان يُقبِّل رأسه وخَّديه . هكذا تصرَّف خليفة آبن العربي يزيد مع ريحانة الرسول وحفيده وسبطه ، ومع آل الرسول بشكل عام . وذلك بدون أيَّ رعاية وآحترام ، ناهيك عن الإيمان بجده رسول الله محمد – ص – ولابدينه ، ولاحتى أيَّ مراعاة للمروءة والنُبْل والشهامة والقيم الإنسانية الأخرى ، إنه / إنهم تصرَّفوا كعسلان الفلوات الوحشية وكالضباع السائبة مع آل الرسول وأتباعه ، وبالرغم من ذلك يأتي القاضي إبن العربي الأموي النزعة والفكر والتفكير والإيمان لِيُبَرِّرَ بشرع محمد وشريعته ، وبدين محمد وحديثه إنحراف وهمجية ووحوشية الخليفة الأموي الطليق يزيد ضد سبطه وحفيده الحسين بن علي – رضي الله عنهما وسلامه عليهما - ، فأيُّ تأويل وفهم هذا لدين محمد وشرعه وحديثه ياآبن العربي ! .
2-/ أمر يزيد جيشه بالتوجه الى مكة المكرمة لقتال عبدالله بن الزبير الذي تحصَّن فيها ، فتم رمي الكعبة المشرفة بالمنجنيق فأحرقت مبانيها وأستارها ، مع القتل الجماعي للناس في البيت الحرام .
3-/ هجوم جيش يزيد على المدينة : مدينة رسول الله محمد – ص - ، فأباح يزيد لجيشه المدينة ثلاثة أيام دما وعِرْضا ومالا ، فقتل الآلف من الصحابة والتابعين والناس الآخرين رجالا ونساءً وأطفالا ، وتم هتك الكثير من الأعراض للمسلمات ، مع السلب والنهب للأموال والممتلكات ، مضافا الى التخريب والدمار الذي خلّفه جيش يزيد في المدينة .
أما يزيد بن معاوية وفسقه وفجوره وجوره فهذا أمرمتفق عليه بين كبار الصحابة وأبنائهم ، منهم : الحسين وعبدالله بن عمر وعبدالرحمن بن أبي بكر الصديق وعبدالله بن الزبير والسيدة عائشة أم المؤمنين وغيرهم كثيرون . مضافا ان فسق يزيد وجوره وفجوره كان معروفا وظاهرا عند الناس يومها بشكل عام .
في هذا الموضوع يقول إبن خلدون في الرد على إبن العربي : [ وقد غلط القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في هذا ، فقال في كتابه الذي سمَّاه ب< العواصم من القواصم > ، مامعناه أنَّ الحسين قُتِلَ بشرع جدِّه . وهو غلط حملته عليه الغفلة عن إشتراط الإمام العادل : ومن أعدل من الحسين في زمانه ، في إمامته وعدالته ؟ ] ينظر كتاب : [ مقدمة إبن خلدون ] لمؤلفه إبن خلدون ، ص 249 .
إن القاضي إبن العربي تجاهل تماما الخطوط العريضة والأساسية التي لابُد منها ، التي وضعها القرآن الكريم ورسول الله محمد ص – كشروط للحكم والحكومة والحاكم ، منها ، حيث هي الأهم وفي الصدارة تأتي : العدالة والبيعة والإنتخاب ، مضافا الى الشروط الأخرى كالعلم والمعرفة وحسن السياسة والسيرة والخلفية . أما إبن العربي فقد ضرب بكل هذه الشروط والقيم عرض الحائط وداسها بقدميه ، وذلك إنتصارا ليزيد وأبيه وجده وجدته التي شَقَّتْ صدر عم رسول الله محمد – حمزة – رض – فأولغت يديها الآثمتان في صدره فآستخرجت كبده فلاكته بفمها وأسنانها الأنيابية الدموية حقدا وبغضا وكراهية وعداءً أسودا دفينا قديما لرسول الله محمد وآل البيت والمسلمين عموما ، وللاسلام والقرآن الكريم .
اليوم التاريخ كرَّر نفسه في مصر ، حيث آستشهد مفتيها السابق الشيخ علي جمعة بنفس الحديث النبوي الشريف الذي آستشهد به القاضي إبن العربي في شرعية حكم يزيد ضد الحسين ، وفي حلالية وجواز سفك دمه ، حيث برّر الشيخ علي جمعة أيضا بجواز قتال الخارجين على القانون ، وجواز سفك دمائهم ، وآعتبرهم خوارج الزمان . وهذا لايعني إلاّ أن المفتي المصري قد سار على نهج القاضي الأندلسي في شَرْعَنَة الحاكم يزيد وحكمه ، وفي إدانة الامام الحسين ، وبالتالي شَرْعنة سفك دمه بشريعة وشرع جده ، وبدين وحديث جده !
بعد أكثر من تسعة قرون على ماقاله القاضي الأندلسي الأموي بالعمق : إيمانا وفكرا وتفكيرا وقلبا وروحا حذا حذوه المفتي المصري تماما ، وما قاله القاضي الأندلسي أمس قاله المفتي المصري اليوم بالضبط وأمام يزيد العصر ، وهو الجنرال الإنقلابي العسكرتاري الدموي عبدالفتاح السيسي ، حيث آستشهد المفتي بنفس الحديث النبوي في شرعية سفك دماء المعارضين للإنقلاب ، وفي شرعية سحقهم وحرقهم وقتلهم جماعيا ، لأنهم خرجوا على يزيد زمانهم وإنقلابه غير المشروع بكل شِرْعَة وقانون وميزان ، وهذا بحسب الشرع الأموي جريمة كبرى ! .
فما فعله يزيد بن معاوية في كربلاء ، في عام [ 680 م ] من القتل الجماعي والظلم والحرق والجنايات والتنكيل البشع ، فقد فعله حفيد يزيد السيسي تماما قبل أسبوعين بالمعارضين لانقلابه وطغيانه ، حيث جرح وأحرق وقتل الآلاف من المصريين جهارا نهارا ، وبكل علانية . وما زال السيسي مستمر في طغيانه في القتل والتنكيل والمطاردة والسجن للمخالفين لانقلابه وجوره وطغيانه ، أو حرقهم وقتلهم وإعدامهم داخل السجون . وذلك إستنادا على عسكرتاريته الطغيانية من جهة ، ومن ثم إستنادا على التحريف الأموي الانقلابي لحديث رسول الله محمد – ص – للمفتي المصري الذي أصبح واعظا أمويا للسلطان العسكري الانقلابي المستبد ، وبإمتياز ، وللسلطة العسكرية الانقلابية التي هي مُذْ عام 1953 تحكم مصر بالاستبداد والدكتاتورية ، وبالحديد والنار ، وبالقهر والإكراه .
إن القاضي إبن العربي الأموي السفياني اليزيدي المعتقد والهوى والنزعة مدان بالقرآن الكريم ، وهو مدان بالأحاديث النبوية ، وهو مدان بالقيم الانسانية أخيرا ، ومثله المفتي المصري الذي قلَّد شيخه الأموي الايمان إبن العربي ، فسار على دربه ، ولم يحيد عنها قيد أنملة . وهكذا تلاعبوا بالدين وآستخدموه كسلاح في خدمة السلاطين وجنرالات العسكر ضد المناشدين للعدل والقسط والإنصاف .
على هذا الأساس فإن القاضي شَرْعَن سلطة يزيد بسفك دم الحسين وآله وأتباعه بحديث جده ، والمفتي فعل نفس الشيء ، حيث شَرْعَنَ بذاك الحديث حصرا الذي آستشهد به القاضي سلطة السيسي الانقلابية في سفك دماء الآلاف من المصريين المدنيين العُزَّل المعارضين للإنقلاب العسكرتاري !!! .
صدق رسول الله محمد – ص – فيما قال عن القاضي والمفتي وأمثالهما من أشباه العلماء والفقهاء :
{ دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها } ، فقيل : صفهم لنا يارسول الله ، فقال : { هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا } !!!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مير ئاكره يي

ذكر القاضي أبي بكر بن العربي الأندلسي [ 468 - 543 هجرية ] في كتابه : ( العواصم من القواصم ) بأن الذين خرجوا لقتل الامام الحسين – رض – سبط رسول الله محمد – ص - وسفك دمه ما خرجوا [ إلاّ بتأويل ، ولاقاتلوه إلاّ بما سمعوا من جدِّه المهيمن على الرسل ، المخبر بفساد الحال ، المحذِّر من الدخول في الفتن . وأقواله في ذلك كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنه ستكون هَنات وهَنات ، فمن أراد أن يُفرِّقَ أمرَ هذه الأمة ، وهي جميع فآضربوه بالسيف كائنا من كان ) . فما خرج الناس إلاّ بهذا وآمتثاله .] ينظر كتاب [ العواصم من القواصم ] لمؤلفه القاضي أبي بكر بن العربي ، ص 232
هكذا فعل إبن العربي بتجريم الحسين وإدانته وجوازسفك دمه وإباحة قتله بحديث جدِّه ، وبشرع جدِّه ، وبدين جده المصطفى – عليه وآله الصلاة والسلام - ، وبالمقابل ثَبَّتَ إسلامية وإيمانية وتقوائية وعدالة خليفة زمانه الطاغية الدموي الفاسد الفاسق الفاجرالمجرم ، الطليق بن الطليق بن الطليق يزيد بن معاوية بن أبي سفيان . هكذا شَرَّعَ القاضي إبن العربي شرعية حكم جائر ومستبد وغير شرعي على الإطلاق بشريعة وشرع ودين رسوله محمد – ص – الذي طالما جاهد وكافح وناضل من أجله ، هو وأصحابه الأخيار وآل بيته الأطهار طغاة قريش ومشركيها ، وعلى رأسهم جده أبي سفيان وجدته هند آكلة الأكباد ! .
هكذا أفتى إبن العربي الأموي النزعة والفكر والروح على حلالية وشرعية حكم يزيد الطاغية ، حيث لم يتأسس حكمه إلاّ من خلال إنقلاب آثم غاشم قام به أباه بالحديد والنار ، وبالغدر والغيلة والختل ، وبالقتل والاغتيال وسفك أنهار من الدماء ، وبالإنحراف المباشر عن جوهر الاسلام وحقيقته وعدالته وإنسانيته وحضارته ، فمن قتله وإغتيالاته للصحابة وأبنائهم : الحسن بن علي ، سعد بن أبي الوقاص ، حِجْر بن عدي ، عمرو بن حمق الخزاعي ، محمد بن أبي بكر الصديق ، [ أمر معاوية قائده على مصر بقتل إبن أبي بكر الصديق شَرَّ قتلة ، وكان وقتها واليا للامام علي على مصر ، فبعد أن قتلوه أدخلوه جوف حمار ميت فأضرموا فيه النار ، فلما علمت السيدة عائشة أم المؤمنين بكيفية مقتل أخيها محمد جزعت جزعا شديدا ، فكانت كلما تذكَّرته تبكي بكاءً طويلا حتى تبتلَّ خمارها ، ثم حلفت ألاّ تأكل اللحم المشوي طيلة حياتها !!! ] أم المؤمنين السيدة عائشة ، عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق [ تذكر العديد من المصادر التاريخية ان معاوية دفنه حيا ، وذلك لمعارضته الشديدة بتولية إبنه يزيد من بعده للخلافة والحكم !!! ] وعبدالرحمن بن خالد بن الوليد – رض - !!!
حكم يزيد بن معاوية بتوريث الحكم من أبيه وبالطريقة أعلاه كما ورد ، ثلاث سنين ، وكانت النتيجة من حكمه الدموي هي :
1-/ القتل الجماعي للامام الحسين – رض – وآله وأتباعه والتمثيل بجثثهم وفصل رؤوسهم عن أجسادهم ، وبخاصة الحسين حيث تم ذبحه من الوريد الى الوريد وقطع رأسه الشريف بالكامل عن جسده الطاهر ، وضربه بعشرات الرماح والسيوف والسهام ، ثم الأمر بمرور عدد من الخيل بسرعة كبيرة من على جسده الممزَّق أصلا ، كما ورد ذهابا وإيابا ، هذا الجسد الذي طالما ضَمَّه جدَّه – عليه الصلاة والسلام – اليه بحب وحنان ودَلال ، وطالما كان يُقبِّل رأسه وخَّديه . هكذا تصرَّف خليفة آبن العربي يزيد مع ريحانة الرسول وحفيده وسبطه ، ومع آل الرسول بشكل عام . وذلك بدون أيَّ رعاية وآحترام ، ناهيك عن الإيمان بجده رسول الله محمد – ص – ولابدينه ، ولاحتى أيَّ مراعاة للمروءة والنُبْل والشهامة والقيم الإنسانية الأخرى ، إنه / إنهم تصرَّفوا كعسلان الفلوات الوحشية وكالضباع السائبة مع آل الرسول وأتباعه ، وبالرغم من ذلك يأتي القاضي إبن العربي الأموي النزعة والفكر والتفكير والإيمان لِيُبَرِّرَ بشرع محمد وشريعته ، وبدين محمد وحديثه إنحراف وهمجية ووحوشية الخليفة الأموي الطليق يزيد ضد سبطه وحفيده الحسين بن علي – رضي الله عنهما وسلامه عليهما - ، فأيُّ تأويل وفهم هذا لدين محمد وشرعه وحديثه ياآبن العربي ! .
2-/ أمر يزيد جيشه بالتوجه الى مكة المكرمة لقتال عبدالله بن الزبير الذي تحصَّن فيها ، فتم رمي الكعبة المشرفة بالمنجنيق فأحرقت مبانيها وأستارها ، مع القتل الجماعي للناس في البيت الحرام .
3-/ هجوم جيش يزيد على المدينة : مدينة رسول الله محمد – ص - ، فأباح يزيد لجيشه المدينة ثلاثة أيام دما وعِرْضا ومالا ، فقتل الآلف من الصحابة والتابعين والناس الآخرين رجالا ونساءً وأطفالا ، وتم هتك الكثير من الأعراض للمسلمات ، مع السلب والنهب للأموال والممتلكات ، مضافا الى التخريب والدمار الذي خلّفه جيش يزيد في المدينة .
أما يزيد بن معاوية وفسقه وفجوره وجوره فهذا أمرمتفق عليه بين كبار الصحابة وأبنائهم ، منهم : الحسين وعبدالله بن عمر وعبدالرحمن بن أبي بكر الصديق وعبدالله بن الزبير والسيدة عائشة أم المؤمنين وغيرهم كثيرون . مضافا ان فسق يزيد وجوره وفجوره كان معروفا وظاهرا عند الناس يومها بشكل عام .
في هذا الموضوع يقول إبن خلدون في الرد على إبن العربي : [ وقد غلط القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في هذا ، فقال في كتابه الذي سمَّاه ب< العواصم من القواصم > ، مامعناه أنَّ الحسين قُتِلَ بشرع جدِّه . وهو غلط حملته عليه الغفلة عن إشتراط الإمام العادل : ومن أعدل من الحسين في زمانه ، في إمامته وعدالته ؟ ] ينظر كتاب : [ مقدمة إبن خلدون ] لمؤلفه إبن خلدون ، ص 249 .
إن القاضي إبن العربي تجاهل تماما الخطوط العريضة والأساسية التي لابُد منها ، التي وضعها القرآن الكريم ورسول الله محمد ص – كشروط للحكم والحكومة والحاكم ، منها ، حيث هي الأهم وفي الصدارة تأتي : العدالة والبيعة والإنتخاب ، مضافا الى الشروط الأخرى كالعلم والمعرفة وحسن السياسة والسيرة والخلفية . أما إبن العربي فقد ضرب بكل هذه الشروط والقيم عرض الحائط وداسها بقدميه ، وذلك إنتصارا ليزيد وأبيه وجده وجدته التي شَقَّتْ صدر عم رسول الله محمد – حمزة – رض – فأولغت يديها الآثمتان في صدره فآستخرجت كبده فلاكته بفمها وأسنانها الأنيابية الدموية حقدا وبغضا وكراهية وعداءً أسودا دفينا قديما لرسول الله محمد وآل البيت والمسلمين عموما ، وللاسلام والقرآن الكريم .
اليوم التاريخ كرَّر نفسه في مصر ، حيث آستشهد مفتيها السابق الشيخ علي جمعة بنفس الحديث النبوي الشريف الذي آستشهد به القاضي إبن العربي في شرعية حكم يزيد ضد الحسين ، وفي حلالية وجواز سفك دمه ، حيث برّر الشيخ علي جمعة أيضا بجواز قتال الخارجين على القانون ، وجواز سفك دمائهم ، وآعتبرهم خوارج الزمان . وهذا لايعني إلاّ أن المفتي المصري قد سار على نهج القاضي الأندلسي في شَرْعَنَة الحاكم يزيد وحكمه ، وفي إدانة الامام الحسين ، وبالتالي شَرْعنة سفك دمه بشريعة وشرع جده ، وبدين وحديث جده !
بعد أكثر من تسعة قرون على ماقاله القاضي الأندلسي الأموي بالعمق : إيمانا وفكرا وتفكيرا وقلبا وروحا حذا حذوه المفتي المصري تماما ، وما قاله القاضي الأندلسي أمس قاله المفتي المصري اليوم بالضبط وأمام يزيد العصر ، وهو الجنرال الإنقلابي العسكرتاري الدموي عبدالفتاح السيسي ، حيث آستشهد المفتي بنفس الحديث النبوي في شرعية سفك دماء المعارضين للإنقلاب ، وفي شرعية سحقهم وحرقهم وقتلهم جماعيا ، لأنهم خرجوا على يزيد زمانهم وإنقلابه غير المشروع بكل شِرْعَة وقانون وميزان ، وهذا بحسب الشرع الأموي جريمة كبرى ! .
فما فعله يزيد بن معاوية في كربلاء ، في عام [ 680 م ] من القتل الجماعي والظلم والحرق والجنايات والتنكيل البشع ، فقد فعله حفيد يزيد السيسي تماما قبل أسبوعين بالمعارضين لانقلابه وطغيانه ، حيث جرح وأحرق وقتل الآلاف من المصريين جهارا نهارا ، وبكل علانية . وما زال السيسي مستمر في طغيانه في القتل والتنكيل والمطاردة والسجن للمخالفين لانقلابه وجوره وطغيانه ، أو حرقهم وقتلهم وإعدامهم داخل السجون . وذلك إستنادا على عسكرتاريته الطغيانية من جهة ، ومن ثم إستنادا على التحريف الأموي الانقلابي لحديث رسول الله محمد – ص – للمفتي المصري الذي أصبح واعظا أمويا للسلطان العسكري الانقلابي المستبد ، وبإمتياز ، وللسلطة العسكرية الانقلابية التي هي مُذْ عام 1953 تحكم مصر بالاستبداد والدكتاتورية ، وبالحديد والنار ، وبالقهر والإكراه .
إن القاضي إبن العربي الأموي السفياني اليزيدي المعتقد والهوى والنزعة مدان بالقرآن الكريم ، وهو مدان بالأحاديث النبوية ، وهو مدان بالقيم الانسانية أخيرا ، ومثله المفتي المصري الذي قلَّد شيخه الأموي الايمان إبن العربي ، فسار على دربه ، ولم يحيد عنها قيد أنملة . وهكذا تلاعبوا بالدين وآستخدموه كسلاح في خدمة السلاطين وجنرالات العسكر ضد المناشدين للعدل والقسط والإنصاف .
على هذا الأساس فإن القاضي شَرْعَن سلطة يزيد بسفك دم الحسين وآله وأتباعه بحديث جده ، والمفتي فعل نفس الشيء ، حيث شَرْعَنَ بذاك الحديث حصرا الذي آستشهد به القاضي سلطة السيسي الانقلابية في سفك دماء الآلاف من المصريين المدنيين العُزَّل المعارضين للإنقلاب العسكرتاري !!! .
صدق رسول الله محمد – ص – فيما قال عن القاضي والمفتي وأمثالهما من أشباه العلماء والفقهاء :
{ دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها } ، فقيل : صفهم لنا يارسول الله ، فقال : { هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا } !!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat