صفحة الكاتب : محمد السمناوي

فقه الموت والرحلة الى الآخرة
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انطلاقا من خطبة للإمام علي بن ابي طالب عليه السلام المعروفة بالوسيلة  حيث يذكر فيها الموت فيقول : (  اعلموا أيها الناس : إنّه من مشى على وجه الأرض ، فإنه يصير إلى بطنها ، والليل والنهار يتسارعان في هدم الأعمار )  .
ربما يسأل البعض لماذا جئنا الى الدنيا، ولماذا منها نرحل ؟؟ 
ماهو سبب هذا البناء وهذا الهدم حياة وبعدها موت ؟؟ 
والكل يعلم ان الموت ، ولكن كم منا مستعد للموت ؟
الفلاسفة الماديون يرون ان الحياة والوجود بلا فائدة ، وهذه الحياة هي محض العبث  وقد أخذتهم الحيرة الى الانتحار وقتل النفس ، وقالوا مايهلكنا الا الدهر وقد ذكر القران الكريم هؤلاء بشكل واضح وصريح في قوله تعالى : ( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) الجاثية 24 .
وهذا  مانشاهده ونسمعه في البلدان الأوربية تحديدا الدول الاسكندفانية مثل النرويج والدنمارك والسويد حيث ان نسبة الانتحارات فيها كبيرة ومرتفعة جدا بخلاف بلدان المسلمين التي تؤمن بالغيب .
إحصائيات مرعبة ومخيفة في الولايات المتحدة الأمريكة فالشباب تحاول الانتحار ؛ والسبب في ذلك أنهم لا يؤمنون بالنشأة الأخرى ويفهمون الموت بالفهم الخاطئ ، وقد مارسوا جميع اللذائذ الا لذة الانتحار كما يعبر أحدهم حينما سأل عن سبب تفكيره بالانتحار ؟ فأجاب : باني مارست جميع اللذائذ في الحياة ، والشيء الوحيد الذي لم امارسه هي لذة الانتحار بحسب زعمه . 
اليوم نحن  كمسلمين بأمس الحاجة لفهم هذه الرحلة ، وان نتفقه فيها ، فكما ان هناك فقه الحلال والحرام ، هناك فقه المعاد .
و معنى الفقه في اللغة هو الفهم ، ويجب علينا ان نفقه ونفهم منازل ومحطات الآخرة وان نستعد لها ، ونعتقد ان عالم الآخرة هي دار العدل الالهي ؛ فعدالته تتجسد هناك ، ربما الظالم يقتل ويبيد مجتمعات واجيال ، ويصنع جبال من الجماجم ويموت بسكتة قلبية كما هلك زعيم كمبوديا (  بل بوت  ) الذي حكم واختطف كمبوديا لمدة اربع سنوات من عام 1975 الى 1979 قام بقتل الكثير من ابناء شعبه وصنع الجبال من الجماجم ويقدر عدد القتلى جراء التصفية الجسدية الى 4 ملايين مواطن وفيهم من المسلمين ما بين  100 الف الى 500 الف مسلم من اصل 700 الف مسلم ، مات هذا الدكتاتور ولم يعاقب في دار الدنيا او يحاكم بالقضاء ، لكن عدالة الله تعالى تنتظره في الدار الاخرة لان دموع الاطفال والابرياء لا تجف الا في ساحة العدل الالهي في المحشر ولهذا ان الاخرة هي دار العدالة الالهية .
من الحقائق الثابتة أننا جئنا من الله سبحانه وتعالى ، ونرجع اليه ، نقطة الانطلاقة كانت منه الى هذا الوجود ، واليه المصير والمئات والرجوع ، قال تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) المؤمنون 115.
قال : (  إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) البقرة 156
الالهيون من الفلاسفة يرون ان الغاية هي الرجوع الى البداية ، او الغايات هي الرجوع الى البدايات .
والإنسان المؤمن عليه دائماً ان يسعى للحصول على حالة الاستعداد للموت ، ولهذا نجد ان الكُمّل والأولياء وعلى رأسهم بعد النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم هو الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وأبنائه المعصومين الأئمة الأطهار عليهم السلام  حيث كانت في بعض مناجاتهم وأدعيتهم : [ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي التَّجافِي عَنْ دارِ الغُرورِ، وَالاِنابَةَ إِلى دارِ الخُلُودِ وَالاستعداد للموت قَبْلَ حُلُولِ الفَوْتِ].
ولهذا عندما ضرب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وهو في محرابه وصلاته صرح بهذا الاستعداد الذي كان يملكه ، وقال قولته المشهورة : ( فزت ورب الكعبة ) ، وكذلك قول الأمام الحسين بن علي عليه السلام اعلن عن استعداد للموت وقال : ( لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما ) ، وانظر الى أبنائهم كيف أعلنوا في ظهيرة يوم عاشوراء وعلى دكة ومذبح العشق الالهي بان الموت لهم هو احلى من الشهد او العسل ، وانه وقعنا على الموت او وقع الموت علينا كما صرحا بذلك علي الأكبر والقاسم بن الحسن المجتبى ( عليهما السلام ) . 
كم منا اليوم مستعد للموت ، والاشتياق الى لقاء الله تعالى ؟ 
هل نحن ملتفتون الى حديث الامام زين العابدين حين قال : ( الله الله بلباس الآخرة ) ؟
هل اشترينا اكفاننا بايدينا ؟ او اعتمدنا على ورثتنا ؟ 
وإذا اشترينا هذا الكفن هل هو من أموال حلال او حرام ؟ 
هل هو من أموال مخمسة شرعية اولا ؟ 
علما ان الفقهاء يقولون ان الصلاة بالملابس الغير مخمسة باطلة شرعا ! 
فالحياة مرة واحدة ينبغي علينا ان نرتدي اجمل وافضل الثياب ، وكذلك في الممات الذي هو مرة واحدة ينبغي ان نلبس اجمل الثياب وهو الكفن ، وقد وردت روايات أشارت الى هذه المعنى ،  وهي أن يقتني الإنسان أفضل أنواع هذه الأكفان وهي التي تكون من الأقمشة الغالية، وقد كانت سيرة أهل البيت عليه السلام في ذلك فعن الإمام الصادق عليه السلام : إن أبي أوصاني عند الموت: يا جعفر كفني في ثوب كذا وكذا، واشتر لي برداً واحداً وعمامةً، وأجدهما، فإن الموتى يتباهون بأكفانهم ، وعنه عليه السلام قال: أجيدوا أكفان موتاكم، فإنها زينتهم .
ويروى أن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام كُفِّنَ في حبرة استعملت له بألفين وخمسمائة دينار،ولا باس ان نشتري الكفن ونكتبه بأيدينا بما ورد من الأخبار من استجاب كتابة عليه سور من الذكر الحكيم والأدعية الصادرة عن اهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام
وَسُنَّ اَنْ يُكْتَبَ بِالاَْكْفان شَهادَةُ الاسْلام
والايمانِ
وَهكَذا كِتابَةُ الْقُرْآنِ       وَالْجَوْشَنِ الْمَنْعُوتِ بِالاَْمانِ .
وان نأخذه معنا في حالة التشرف الى زيارة مراقدهم واضرحتهم المباركة ، ونمسح بذلك عليها من اجل التبرك حتى يكون لهذا اللباس قيمة معنوية وروحية  وعلاقة حميمة بحيث تحب ان تنظر دائماً اليه وتضعه في محرابك ، ولابد من وجود علة وحكمة لذلك ، ولعل الحكمة في هو تذكرة للمؤمن كلما نظر إليه، كما أنه يدل على اهتمام الإسلام الشديد بمسألة الكفن، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إذا أعد الرجل كفنه فهو مأجور كلما نظر إليه ) . 
وعن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال : ( من كان معه كفنه  في بيته لم يكتب من الغافلين وكان مأجورا كلما نظر اليه ) . 
وقد أوصى سلمان المحمدي الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ان يكتب هذه الأبيات على كفه :
وفدتُ على الكريم بغير زادٍ 
                  من الحسناتِ والقلب السليم 
 وحملُ الزادِ اقبحٌ كل شئٍ 
                   اذا كان الوفودُعلى الكريم 
انا اكتب هذه الكلمات وانت ايها القارئ الكريم تقرأ في هذه اللحظة كلانا لا يعلم كم روح خرجت من جسدها ، وكم جسد الان على دكة المغتسل تقلبه الأحبة عن اليمن والشمال ؟ وكم من جنازة الان حملت على الأكف والأكتاف ؟ وكم من محمول الان ادخل في ملحودة قبره ؟ لا انا اعلم ولا انت ولا كل مخلوق في هذه النشأة ماعدا الخالق تبارك وتعالى وهو العالم بما كان وما يكون وما هو كائن  .
فإذا كان كذلك فالعقل يحكم بوجوب الإسراع الى ترك الموبقات والتوبة والإنابة ، وتحضير القبر ، ومما ينسب الى الامام علي عليه السلام : 
قبورنا  تُبنا وما تبنى      ياليتنا تبنا قبل تُبنى 
وقال أيضاً عليه السلام في ذكر الموت والرحلة الى الاخرة : 
ذهـب الذين عليهم وجدي
                       وبقـيـت بعـد فراقهم وحـدي 
من كان بينك في التراب و بينه
                        شبران فهو   بغاية   البعد
لو كُشفت للخلق أطباق الثرى
                         لم يعرف المولى من العبد
من كان لا يطأ التراب برجله
                            يطأ التراب بناعم الخد
فإذا كان هذا هو حال الإنسان فالجدير به ان يستعد الى هذه الرحلة الطويلة على أهل المعاصي والذنوب ، والقصيرة على أهل الطاعة والأولياء : ( وان الراحل إليك قريب المسافة ، وأنك لا تحجب عن خلقك الا ان تحجبهم الأعمال دونك ) . 
فلا بد من من التزود بزاد التقوى والعمل الصالح لكي لا نندم حين السفر ونحن بغير أمتعة وزاد ، فكما ان هناك مواقيت في الحج والعمرة ، ومنها يحرم الحاج والتهئية الى أعمال الحج والعمرة ، كذلك الموت هو ميقات للتجمع والانطلاق الى الرحلة الأبدية رحلة الخلود والنعيم السرمدي او الجحيم الأبدي .
 
تزود من الذي لا بد منه
                         فإن الموت ميقات العباد
وتب مما جنيت وأنت حي
                          وكن متنبها قبل الرقاد
ستندم إذا رحلت بغير زاد
                         وتشقي اذ يناديك المناد
أترضي أن تكون رفيق قوم
                          لهم زاد وأنت بغير زاد
علماء الرياضيات يقولون ان كل عدد متناهي امام اللامتناهي تكون النسبة بينهما صفر ، فقياس ايام الدنيا المتناهية باللامتناهية التي هي الاخرة فتكون النشأة الدنيوية صفر بالنسبة للنشأة الأخروية نعم نسبة الوجود للعدم بينهما  .
وقد قال الامام علي عليه السلام : ( كل معدود منقض وكل متوقع آت ) . 
وقال عليه السلام : ( ان لكل رمق قوت ولكل حبة اكل ، وانتم قوت الموت ) .
فياايها الملوك والحكام والجبابرة والظالمون في شرق الارض وغربها اعلموا ان أجسادكم  في اليوم الأول سوف تتعفن ؛  خصوصا المناطق التي جعلتكم تنحرفون عن فطرتكم السليمة الا وهي البطن والفرج ، التي طالما صنعتم الحروب والمجازر والمقابر الجماعية وجلبتم البوارج الحربية الاستكبارية الى شواطئكم ، بسبب فروجكم وبطونكم وشهواتكم المقيتة ، وسوف تصدر من أجسادكم العفنة روائح كريهة جدا لا يقوى أهل الارض على شمها ، ولا تنفعكم تلك العطورات الاوربية والفرنسية في اخفاء روائحكم الحقيقية ، وياترى ماذا سيكون حال ألسنتكم في تلك اللحظة وهي منتفخة ومتعفنة ، وقد اجتمعت عليها الديدان والهوام ، ولطالما كان هذا اللسان عفن ووسخ في نشر الأكاذيب في المؤتمرات والندوات تحت عنوان الدبلوماسية التي هي التعبير بأدق الألفاظ وباخبث النوايا ، وماذا يكون حالكم لو تساقط شعر رأسكم  الذي طالما صرفت الأموال الطائلة في زراعته من أموال الفقراء والمحتاجين من شعوبكم المستضعفة ؟ وماذا يكون حالكم أيضاً لو صار جسدكم بعد اشهر الى هيكل عظمي ؟ افهل تنفعكم الأرصدة والأموال التي ارسلتموها الى البنوك في دول الاستكبار العالمي !!
ومما ينسب الى امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام : 
رأيت الدهر مختلفاً يدورُ 
                   فَلاَ حزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُوْرُ 
وقد بنت الملوك به قصوراً 
                   فلم تبق الملوك ولا القصور
نعم انظروا الى القصور التي كان يجلس فيها الحكام والظلمة ماذا جرى لها ؟ بعض خرب ودمر والآخر اصبح حفنة من التراب وبعض 
جعلوها متاحف من اجل الاعتبار والاتعاض .
واجمل ماقيل : 
وقف بالقصور على    دخلة وقل اين أربابها   وأين الملوك ولاة العهود  رقاة المنابر غلابها
تجيبك آثارهم إليك       فقد مات أصحابها.
نحن يجب ان بكي بكاء شديد على حالنا ، نحن الفقراء والمحتاجون الى الله تعالى ، فكيف لا نبكي من الموت الذي أبكى الانبياء والأئمة والنجباء عليهم آلاف التحية والثناء ، انظرواالى الامام علي بن الحسين عليه السلام كيف ينشج نشجيا عاليا في أوقات السحر خوفا من ذلك العالم ومن عقباته ومحطاته ، فيقول وقد بلت  دموعه لحيته وخديه : ( فَمَنْ يَكُونُ اَسْوَأ حالاً مِنّي إنْ اَنَا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالي اِلى قَبْري، لَمْ اُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتي، وَلَمْ اَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجْعَتي، وَمالي لا اَبْكي وَلا اَدْري اِلى ما يَكُونُ مَصيري، وَاَرى نَفْسي تُخادِعُني، وَاَيّامي تُخاتِلُني، وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأسي اَجْنِحَةُ الْمَوْتِ، فَمالي لا اَبْكي اَبْكي، لِخُُروجِ نَفْسي، اَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري، اَبْكي لِضيقِ لَحَدي، اَبْكي لِسُؤالِ مُنْكَر وَنَكير اِيّايَ، اَبْكي لِخُرُوجي مِنْ قَبْري عُرْياناً ذَليلاً حامِلاً ثِقْلي عَلى ظَهْري، اَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَميني وَاُخْرى عَنْ شِمالي، اِذِ الْخَلائِقِ في شَأن غَيْرِ شَأني {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}(عبس/37). {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}(المؤمنون/99). {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}(المؤمنون/100
 نعم هذا العالم أبكى الائمة عليهم السلام فالجدير بنا نحن اتباعهم ان نجتهد في البكاء والاستعداد لهذا الرحلة والتفقه في معرفة عوالمها ومنازلها ، وكذلك عندما نذهب  الى زيارة القبور يجب ان نبكي  على حالنا ، وان نتأمل بهذه القبور التي هي مد البصر كانه بحر راكد ، كل هؤلاء كانوا يمشون على الارض كما نحن الان نمشي عليها، ولهذا يجب ان نشكر الله تعالى على نعمة العمر ، انا اكتب هذه الاسطر وانا على قيد الحياة ، وكذلك انت ايها القارئ الكريم كلانا الان على قيد الحياة وغيرنا ممن رحل الى عالمه ونحن في الاثر ، ولهذا علينا الاسراع في عمل الخير والتزود بزاد التقوى ، وفي ذات يوم ذهبت الى زيارة وادي السلام والامان في النجف الاشرف ، واخذت اتأمل بهذه القبور الكثيرة ،  حيث ان هذه الجبانة هي من اكبر المقابر في العالم الاسلامي واول من دفن فيها هو حضرة النبي ادم ابو البشر ونوح وهود وصالح والكثير لا نعلمهم وكذلك الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) وفي تلك الاثناء وقع بصري على احد القبور الدوارس وقد كتب عليه بعض الابيات من الشعر الفصيح التي استوقفتني كثيرا ، وجعلتني أتأمل فيها كثيرا ونسيت نفسي في تلك الأجواء المفعمة بالروحانية .
كتب عليها نعم :
ولقد نظرتَ كما نظرتْ ولكن نظرتُ فما اعتبرتْ
انظر لنفسك سيدي. قبل الحصول كما حصلتْ
فلا بد من الاستيقاظ من نوم الغفلة التي تحجب الإنسان عن أهدافه .
فلا تحزنوا ياتباع علي وفاطمة والحسن والحسين في كل بقاع العالم أننا ، بحبنا لهم سوف ننجوا من جميع المخاطر ، وسوف يحضرون في وقت الاحتضار عند رأسنا ، وقد ذكر الشيخ المفيد قدس الله نفسه الزكية في كتابه أواخر المقالات من تواتر الروايات القائلة بحضور  النبي الخاتم صلى الله عليه واله ووزيره وخليفته بالحق ووراث علمه وزوج ابنته الامام علي بن ابي طالب عليه السلام عند رأس المؤمن بل حتى الكافر لكي يرى الحق وهو في دار الدنيا وهو مسلوب الإرادة 
وقال الامام علي عليه السلام للحارث الهمداني اعلم انك سوف تراني في وقت احتضارك .
وقد أنشد أحدهم : 
قـول عـلي لحـارث عجب
                          كم ثم أعجوبـة لـه حملا 
يا حار همدان من يمت
                    يرني من مؤمن أو منافـق قبلا 
يعرفني طرفـه وأعرفـه
                      بنعتـه واسمـه ومـا فعلا 
وأنت عند الصراط تعرفني
                        فلا تخف عثرة ولا زللا 
أسقيك من بارد على ظمأ
                      تخالـه في الحـلاوة العسلا 
أقول للنار حين تعرض
                    للعرض دعيـه ولاتقبلـ الرجلا 
دعيـه لا تقربيـه إن لـه
                     حبلا بحبـل الوصي متصلا
وقد أجاد من قال :
اليك الشوق يأخذني     لقولك من يمت يرني
وددت ُ بـكـل ثـانـيـة      لون الموت يخطفنـي
لكي احظى بنظـرات ٍ   لوجهك يا ابـا الحسن
اللهم أزرقنا حسن العاقبة ، وجعلنا من المبتعدين عن دار الذنوب والغرور ، ووفقنا ياربنا للاستعداد للرحلة اليك ومجاوة والذوات القدسية من صفوتك وأهل كرامتك اله  الحق امين وصلى الله على محمد واله الطاهرين .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد السمناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/23



كتابة تعليق لموضوع : فقه الموت والرحلة الى الآخرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net