الجانب الآخر..
ليالي الفرج

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
(1).. يعتلي منبراً في دار عبادة أو في قناة اعلامية،أو حتى عبر أثير تواصل اجتماعي ، يُطلق عباراته المُدويّة بروح الحماسة و الجهد المُتكبد، ليرمي تلك البلاد و شعبها بما لذ و طاب من صنوف الموبقات ، ينبذ فكرة التعايش أو حتى السياحة على أراضيها و الانفتاحِ على محيطهم الثقافي ، و كأنه الخطر القادم و الخسارة الجسيمة للفردوس الأعلى ،و يُروج لكراهية ذلك المجتمع بمكوناته البشرية ، فقط لأنهم لا يدينون بالإسلام .
و في الجانب الآخر ..لا يروق له إلا اقتناء منتوجاتهم الصناعية و يتخير أدواتهم الصناعية المُحكمة الصنع ،و يطيب له منتوجهم الغذائي و لا يخطر بباله أن يستبدل تلك السيارة الفخمة المُصنعة في بلادهم الملعونة حسب قناعته و نظرته الضيقة الأفق .
(2) تتباهى بعباءتها المُحتشمة،و بنقابها الحريري و بنظرة ازدراء لتلك الفتاة التي كشفت قرص وجهها الخالي من المساحيق و الرتوش و هي تمشي بخطى واثقة بكامل حشمتها، وبكومة نميمة تصدرت حكاياها و ثرثراتها في محيطها البائس .
و في الجانب الآخر .. عرضت أجمل لقطة من عدستها الإحترافية لكفها المُزين بجميل نقوش الحناء ، و طلاء أظافرها الزاهي في صفحتها الإنستقرامية،و كأن الحشمة في غطاء قرص الوجه ولا بأس من كشف زينة بقية أجزاء الجسم، و ما زالت حتى اللحظة تزدري تلك الفتاة المحجبة الكاشفة لوجهها.
(3) .. تتصدر مؤلفاته التربوية رفوف المكتبات ، و تتنافس القنوات الفضائية و الإذاعية على استضافته في برامجها ، و تضج كتاباته على صفحات التواصل الاجتماعي ، يحيك عبارات النصح و النقد و التوجيه ، ليُصبح مرجعاً استشارياً بارعاً .
و في الجانب الآخر .. يعاني زملاء ابنه من عبارات ابنه الغير مهذبة ، و تنعزل ابنته في غرفتها لتبحث عن تسلية و انشغال عبر الشبكة العنكبوتية لافتقار اسرتها من التآلف والتقارب فالأم غارقة في زوبعة انشغالاتها و الأب في أقاصي البعد مُنشغل بالتنظير.