صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

الإعلام ساعد كثيراً في ولاده القائد الضروره
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الإعلام ما هو إلا عين تراقب الحدث أينما كان وأينما حل لتقرأه وتعكسه على القارى أو المشاهد ، لتكون هي العين التي ترى الأحداث ، فبفضل  وسائل الاتصال المتنوعة، أصبح الناس أفرادا وجماعات يعرفون بعضهم بعضا على نحو أوسع وأدق، وهذا ما قاد الى تقليل الفوارق والفجوات الواسعة في التفكير والسلوك بين الفرقاء، في الدين او المعتقد او الآراء السياسية وسواها، لذا فإن الاعلام كما يذهب بعض المعنيين، هو وسيلة عرض الحقائق ،، وهو وسيلة ترويج للفكر او الرأي، ويتدخل الاعلام في مختلف انواع الصراعات، لاسيما بين الدول، لكنْ ثمة صراع دائم وقائم، بين الفرد الموجود، وبين السلطة التي تضع الدستور خلف ظهرها، فلهذا يمارس الاعلام دوراً في ادارة هذا الصراع، ويمارس وسيلة ضغط على الحكومات المستبده ، والنظام البعثي القمعي وانظمته القمعية، سخر الإعلامَ لخدمة هواه وبما يتلائم وفكره وتوجهاته، فقد كان الإعلام وموسساته على مدار عهد النظام البائد إعلامًا يهدف إلى شخصنة العراق في صدام، والأصل في المؤسسة الإعلامية أنها ملك للأمة، فلا يجوز أن تستخدم أموال الشعب في صناعة جهاز يكذب عليهم. 

 لقد أظهر اداء الاعلام المحلي خلال انتخابات السابع من آذار الماضي والفترة التي أعقبتها، بان الصحافة ليست أكثر من أداة في يد الأحزاب السياسية العراقية للحصول على المناصب التي يريدونها، اذ كان معظم وسائل الاعلام المحلية تذيع اوتنشر شائعات نيابة عن مناصريها السياسيين، في محاوله منها في زياده رصيدها من جهه وتسقيط الخصوم من جهه 

أخرى ، كما ولد لدينا بعد أحداث 2003 أعلام جديد هو الإعلام المضاد والذي يسعى بكل إمكانياته في إسقاط العملية الديمقراطية في العراق وهذا الإعلام بحد ذاته ما هو إلا حقيبه من الأجندات الداخليه والخارجية والتي تسعى الى تقويض العمل السياسي وبالتالي أعاده المعادلة السابقة .

إن دور وسائل الاتصال متعدد المهام، فمن مهامه مثلا، وضع الحقائق تحت الضوء، بمعنى أن الدولة أو الحكومة على وجه أدق، لا تستطيع أن تعمل في الخفاء، ولا ينبغي لها ذلك، وسلطة الاعلام هنا تدفع به لفضح الاخطاء التي ترتكبها السلطة التنفيذية بحق الشعب، وكما هو متعارف، فإن الحكومات التي تضع الدستور، ولا تعمل به إلا من حيث كونه حاجة كمالية تزيّن بها شكلها أمام العالم، هذه الحكومات تصنع إعلامها الذي تريده بنفسها، واعلام من هذا النوع هو اعلام حكومي، تموله الحكومة كليا، لكي تضمن استمالته الكلية الى جانبها، لكن المشكلة أن المال المموِّل للاعلام الحكومي، هو مال عام وليس ملك الحاكم، او خزائن حكومته، إنه مال الشعب، ولهذا ينبغي أن يكون اعلاما شعبيا يقف الى جانب الشعب قبل الحاكم، في حين أن ما يحدث في الحكومات المستبدة عكس ذلك تماما، حيث يصبح الاعلام الحكومي وسيلة تمثل الجهات الرسمية حصرا، فتصبح أداة تلميع دائم لصورتها، أما من يتصرف خلاف هذا التوجه، فهو عنصر غير مرغوب به، وتكون حصته واضحة تتراوح بين التهميش والاقصاء والقتل احيانا اذا تطلب الامر ذلك.

فضائيه العراقيه  وتشكيلاتها مثال حي على ما نقول ، فهي تمارس شكلا من أشكال البوق الحكومي للحاكم ، مع العلم أن هناك هيئه أمناء مشكله من الجميع ، ومن أهل  الخبره والاختصاص ، ورغم ذلك فهي موجهه كلياً نحو تلميع صور الحاكم في العراق ، مع تهميش كامل لكل خبر أو تقرير لسياسي أو كتله ربما تختلف أو تعارض سياسة الحاكم .

ان أي تقاطع بين الديمقراطية والإعلام ، فإن تجربتنا ستقع في فخ الاعلام الحكومي الموجّه، وتبدأ بوادر تسييس وسائل الاتصال ودمجها بصوت الحكومة، بخطوات قد لا تجلب الانتباه من الجمهور ، وقد لا تثير لغطا، او ردود افعال قوية، كونها ليست ذات تأثير قوي، او واضح في الساحة السياسية وغيرها، (ودائما تبدأ الحرائق الكبيرة بشرارة صغيرة كما يُقال)، فالخطوة الصغيرة في هذا الاتجاه، ستنمو وتتكاثر، لتصبح منهجا يُعمل به، بغض النظر عن مساوئه.

 لذا ينبغي أن لا تخطئ الحكومه والقائمون عليها، فيجعلون من الاعلام تابعا ومهمشا وضعيفا، لأن ضعف الاعلام وتهميشه، وسحبه الى ساحه الصوت الحكومي، هو مؤشر على سيطرة الحكومة التنفيذية على السلطات الاخرى، وهذا ما يشكل فشلا ذريعا لتجربة العراق الديمقراطية الحديثه، بل يشكل رجوعا  الى المربع الاول، حيث الدكتاتورية، والشمولية، والنهج الاحادي الذي يسيطر على الحياة برمتها، ولهذا أيضا لاينبغي للحكومة أن تتخذ أسلوب المراقبة والمتابعة لتقف على سلبياتها واخطائها وتحاول معالجه هذه الأخطاء ، وان تكون حياديه في التعامل مع الاعلام، ولا يصح استخدام المنهج الانغلاقي  والمصادرة وما شابه، إلا في حدود القانون وبما نص عليه الدستور العراقي، الذي كفل الحريات جميعها ومنها حريه الصحافة ، وان تكون للأعلام حريه التعبير عن الواقع السياسي بصديقه عاليه بعيداً عن التأثيرات الحزبية أو التأثير الحكومي ، والذي اصبح واضحا وملموساً ، لأننا  نسيء  الى تجربتنا الفتية ، وهذا ما لا يجب أن يسمح به الشعب العراقي ، وذلك بتعاون الجميع من أجل بناء الدولة الدستورية التي نحلم بها ونسعى الى تحقيقها، والتي ماضون في هذا الاتجاه على الرغم من مصاعبه وعقباته الكبيرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/18



كتابة تعليق لموضوع : الإعلام ساعد كثيراً في ولاده القائد الضروره
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net