تبدأ الحياة الزوجية بأجمل ما يكون , ويُبدي الطرفان اهتماما ملحوظا للطرف الأخر, لكن سرعان ما تتغير حياة بعض الأزواج ويتحول ذلك الاهتمام إلى إهمال, وتنتهي العلاقة التي بينهما بحياة روتينيه مجردة من المشاعر الودية وخاصة عندما يرزقهم الله بأول طفل ,فتبدأ بعض الزوجات للأسف إهمال نفسها وتجاهل ما قد أهملته ,وبالمقابل نرى بعض الرجال بإهمال زوجته مما يدفعها إلى إهمال نفسها , وبدون شعور تنخلق مسافة بينهما.
في بداية الزواج تبدأ الزوجة بالاهتمام بزوجها بصوره جميلة ,ويزداد تألقها وتأنقها ونراها متجددة بملبسها كل يوم وتحاول دائما ان تختار الكلمات اللطيفة المشحونة بمشاعر جياشة التي تضيف للعلاقة الزوجية نوع من الجمالية,وتضفي السعادة عليهما لمساتها ,ونراها تكرس جميع أوقاتها لزوجها وبيتها ,وان ذلك يعد من المقومات المهمة في ديمومة الزواج ويساعد على عدم الشعور بالملل ,فان بعض الأزواج يحبون التغيير والتجدد والاهتمام بهم ,لكن بعد مرور فتره على الزواج, يبدأن بعض الزوجات إهمالهن لأزواجهن وازدياد اهتمامهن بأطفالهن .
فيلاحظ الزوج حينها إن كل الأمور تغيرت وحتى أسلوبها قد تغير وأصبح حاد ومتعجرف معه ,وهو قد يعذرها لوهلة ويبرر ذلك بأنها قد تتعب في البيت ومن مسؤولياتها نحو الأطفال ,وان ذلك قد جعلتها مزاجية وعصبية ,ومن الرغم من تبريرات الزوج فانه قد يستاء من الوضع ومن إهمال زوجته له .
ان تمسك المرأة بنمط واحد وبمظهر معين يؤدي إلى خلق مللا لدى البعض وبالتالي يدفع بهم للبحث إلى من تسد النقص المتولد داخله ,ومما يدفعه إلى الاستسلام أمام أول أمراه تعترض طريقه وتعرض عليه حبها واهتمامها , فيشعر بالفرق بين زوجته وبين المرأة التي اعترضت طريقه فسينجرف نحوها دون الاكتراث إلى النتائج,او التفكير بعواقب ذلك, راكضا نحو راحته النفسية تاركا ورائه المشاعر الباردة التي يجدها عند زوجته ,ومتجاهلا جميع الأمور التي تزعجه ,الزوجة والأطفال ومسؤولياتهم ,وهاربا من ضغوطات الحياة وبالتالي يجد نفسه خائنا لزوجته,
لكن من كل ذلك من المسؤول ؟وهل يلام الزوج على خيانته ؟
إن بعض الأزواج هم السبب في إهمال الزوجة لنفسها وابتعادها عنه,فنرى البعض ينطوي على نفسه ولا يشارك زوجته في أي حديث ويتحجج بأنه متعب من ضغوطات العمل ونسي ان زوجته لها حق عليه,ونلاحظه يتعجرف بتصرفاته, وبتسلط كبير يبعد زوجته عنه وتتولد مشاعر الخوف لدى الزوجة فقط ونراها تركض ساعية من اجل تلبيه طلباته رغما عنها دون رغبه منها , فلو كان متجدد بمشاعره نحوها ومهتم بها كفاية ,ومستمر بالاعتراف بذاتها وبوجودها , ومانحها الاحترام الكافي ,وإسماعها الكلام الجميل ويتغزل بها ,لساعد ذلك في ديمومة المشاعر الودية بينهما وازدهار حياتهما , وقوة بذلك علاقتهما وازداد في تقربهما من بعضهما البعض ,فإننا لا نرمي باللوم على المرأة فقط وإنما الرجل شريك في تدهور العلاقة بينه وبين زوجته وهو من دفعها إلى إهمال نفسها وإهماله .
وأننا بنفس الوقت لا نبرأ الزوجة من هذه التهمة فهي من رمت نفسها بعيدا عن مرمى زوجها ,واحتضنت أطفالها ونسيت حتى نفسها وحقها في الحياة ,ولم تحارب من اجل سعادة عائلتها ,وأصبحت بتصرفاتها الحياة الزوجية مملة وملئتها بالمشاكل وباتت بمرور الوقت نكدية لا تطاق بأفعالها و بأسلوبها وسمحت بامرأة أخرى تدخل حياة زوجها وقادته إلى جهات مجهولة المصير ,فلما كل ذلك الم تفكر بعواقب تصرفاتها , ولما أقنعت نفسها بان لهم أطفال والزوج لا يمكنه التخلي عنها بسببهم ولا يمكنه النظر لغيرها .
ان الزوجان هما روح واحده يربطهم رابط مقدس وعليهما ان يحترما هذا الترابط وان يصونا زواجهما ,لا ان يفكرا فقط بنفسيهما لان ذلك يقود إلى نهاية هذا الترابط والنهاية هي الطلاق الذي ابغضه الله سبحانه تعالى ,وبالتالي ان هدم الحياة الزوجية سوف يؤثر على نفسية ومستقبل الأطفال وبنهاية المطاف يتضرر جميع الإطراف من جراء تصرفاتهما .
لذا على الزوجين ان يعرفا حقوقهما وواجباتهما نحو الأخر وان يستمرا بالانسجام وان يتقاربا فكريا وروحيا لكي تستمر سفينة الحياة ,وكلامي موجها بالدرجة الأولى الى المرأة أن تهتم بنفسها أكثر وبزوجها وان تقسم أوقاتها بصوره تلائم الجميع وان تحاول التغيير نحو الأحسن لكي تحافظ على زواجها , لان الزوج من حقه ان ينعم بحياة جميله بعيده عن المشاكل المتولدة من هذا المضمار.
وبنقطة النهاية أقول إن كلا الزوجين هما الملامين على تدهور الحياة الزوجية وعليهما السعي بكل إمكانيتهما من اجل الحفاظ على زواجهما ومن اجل خلق حياة سعيدة وان يوفيا لنفسيهما أولا قبل أن يوفيا لبعضهما البعض
Rose-aliraqi@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat