الإعلام الأمني التخصصي ـ القسم الأول
محمد كاظم الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المؤسسة الأمنية العراقية ـ حالها حال الكثير من مؤسسات الدولة ـ تعتبر مؤسسة فتية من حيث كفاءة الأفراد وتراكم الخبرات, فالتأسيس الفعلي للمؤسسة الأمنية الحديثة كان بعد سنة 2003 , وقد تم بناءها وتشييد صرحها وهيكليتها على أنقاض المؤسسة الأمنية السابقة, وهذا بحد ذاته قد تسبب في خسارة وضياع كم هائل من التجارب والخبرات الطويلة والتي كلفت الدولة الكثير كي تصل بها إلى درجة الحرفية والمهنية العالية, وقد شهدت بهذه الحرفية والمهنية دوائر ومؤسسات أمنية عالمية, إلا أن السياسات الظالمة والعدوانية للنظام السابق, وسوء استفادته من هذه المؤسسة, وسوء ادارته لها بحيث قام بزجها في مواجهات مباشرة مع الشعب, وجعلها اليد التي يبطش بها والسوط الذي يجلد به, أفقدها شرعيتها ومصداقيتها, فقد كان سجلها وتاريخها الإجرامي صفحة سوداء في تاريخ العراق, وهذا هو السبب الرئيس الذي منع من إمكانية الاستفادة من الخبرات والمهنية والحرفية التي يمتلكها بعض أفراد المؤسسة الأمنية السابقة.
ومن الطبيعي جداً أن ترافق عملية التأسيس الجديدة جملة من الأخطاء والنواقص والهفوات, خصوصاً وأن التأسيس قد حصل في ظروف استثنائية وحرجة كالتي عاشها العراق في السنين الأولى من العقد الفائت.
إلا أن الذي لم ينظر إليه بعين الاعتبار ـ في مرحلة التأسيس الجديد ـ هو مسألة التخصص في فروع المؤسسة الأمنية, فكان الاعتماد في بعض فروعها على مؤسسات أخرى أكثر تخصصاً ومهنية, مع أن الغالب في دول العالم وخصوصاً في مؤسساتها الأمنية هو التخصص في فروع المؤسسة الأمنية بحيث تصل إلى درجة من التخصص تستغني به عن بقية مؤسسات الدولة ذات العلاقة.
وهذا أمر في غاية الأهمية, فإن لم يلحظ هذا في السابق فيجب أن ينظر إليه الآن من قبل السادة القائمين على تطوير المؤسسة الأمنية العراقية, فالوصول بها إلى درجة التخصص والاستغناء الحرفي والمهني ومن دون تداخل لمؤسسات أخرى, كفيل بحفظ أدق التفاصيل الأمنية من التسريب والضياع, وكفيل بحفظ هيكليتها من الاختراق.
وبهذا تكون المؤسسة الأمنية مستغنية تماماً بأفرادها وبفروعها, ومحصنة ذاتياً بفروعها التخصصية, وعندها ستكون في مأمن من جميع الخروقات والمطبات التي تصاب بها بقية مؤسسات الدولة, وتكون المعلومة الأمنية وكل ما فيه مصلحة البلد وأمنه الوطني في مأمن إينما تجولت هذه المعلومة في فروع وأقسام المؤسسة الأمنية.
ولاشك في أهمية (الإعلام) بشكل عام، وللمؤسسات الأمنية بشكل خاص, فهو يمثل روح المؤسسة الأمنية وقوامها وسطوتها وقدرتها وسحرها وإبداعها.
فالإعلام الأمني له دور فاعل ومتميز في ترسيخ أمن المجتمع وفي توعية وتوجيه المواطنين في قبال كل الظواهر والمتغيرات التي تطرأ على فكر وسلوك الأفراد, وله دور بارز ومهم في تحقيق الأمن العام والوقوف بوجه التحديات والتهديدات الموجه ضد الأمن الوطني, وهو عنصر فاعل في صنع وبناء وحفظ الأمن الوطني العام وفي تحقيق استراتيجية الدولة في مواجهة كل التحديات.
ولسنا بصدد الحديث عن الإعلام بمعناه العام وهو التعريف بقضايا العصر ومشاكله وكيفية معالجتها من خلال النظريات والمبادئ المعتمدة لدى الحكومات من خلال الوسائل المتاحة لديها وبالأساليب المشروعة.
بل الحديث عن الإعلام الأمني التخصصي، ولكن ليس بما هو فرع من فروع المؤسسة الإعلامية العامة وقسم من أقسامها.
فهناك رأيان لبيان المراد من مفهوم (الإعلام الأمني التخصصي).
الرأي الأول: أن الإعلام الأمني التخصصي هو أحد فروع المؤسسة الإعلامية وقسم من أقسامها والذي يهدف إلى توعية وإخبار الناس بما يختص بمسائل الأمن وتوابعه.
الرأي الثاني: أن الإعلام الأمني التخصصي هو عملية الإستخدام المهني للإعلام من قبل الأجهزة الأمنية حصراً بحيث تكون جميع الأنشطة الإعلامية المقصودة والمخطط لها وما يتم إعداده صادرة من الجهات الأمنية حصراً ولو من خلال وسائل الإعلام كافة.
والمراد بالاستخدام المهني للإعلام الأمني هو أن يكون إعداد المواد والموضوعات عن طريق خبراء أمنيين في الإعلام الأمني يمتلكون مقوماته من معارف وعلوم في السياسة والأمن وعلم الإجرام والعلوم الجنائية والنفسية وغيرها وأن يكون هذا الاستخدام المهني الأمني للإعلام من دون تداخل لمؤسسات أخرى.
وحديثنا عن الإعلام الأمني التخصصي هو بمعناه الثاني، وهذا هو الذي يضمن سلامة وأمن القرارات والأنشطة والنشريات والخطط الأمنية من التسريب قبل أوانها, وهو الذي يضمن صحة وسلامة وقوة وتأثير الخطاب الأمني , وبهذا المعنى يمكن لصانع القرار أن يجعل من الإعلام الأمني وسيلة للدفاع والهجوم والمناورة ومواجهة الصعاب والتحديات بكل صنوفها وأشكالها وأداة لتحقيق الأمن الوطني الشامل العام.
بغداد
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد كاظم الموسوي

المؤسسة الأمنية العراقية ـ حالها حال الكثير من مؤسسات الدولة ـ تعتبر مؤسسة فتية من حيث كفاءة الأفراد وتراكم الخبرات, فالتأسيس الفعلي للمؤسسة الأمنية الحديثة كان بعد سنة 2003 , وقد تم بناءها وتشييد صرحها وهيكليتها على أنقاض المؤسسة الأمنية السابقة, وهذا بحد ذاته قد تسبب في خسارة وضياع كم هائل من التجارب والخبرات الطويلة والتي كلفت الدولة الكثير كي تصل بها إلى درجة الحرفية والمهنية العالية, وقد شهدت بهذه الحرفية والمهنية دوائر ومؤسسات أمنية عالمية, إلا أن السياسات الظالمة والعدوانية للنظام السابق, وسوء استفادته من هذه المؤسسة, وسوء ادارته لها بحيث قام بزجها في مواجهات مباشرة مع الشعب, وجعلها اليد التي يبطش بها والسوط الذي يجلد به, أفقدها شرعيتها ومصداقيتها, فقد كان سجلها وتاريخها الإجرامي صفحة سوداء في تاريخ العراق, وهذا هو السبب الرئيس الذي منع من إمكانية الاستفادة من الخبرات والمهنية والحرفية التي يمتلكها بعض أفراد المؤسسة الأمنية السابقة.
ومن الطبيعي جداً أن ترافق عملية التأسيس الجديدة جملة من الأخطاء والنواقص والهفوات, خصوصاً وأن التأسيس قد حصل في ظروف استثنائية وحرجة كالتي عاشها العراق في السنين الأولى من العقد الفائت.
إلا أن الذي لم ينظر إليه بعين الاعتبار ـ في مرحلة التأسيس الجديد ـ هو مسألة التخصص في فروع المؤسسة الأمنية, فكان الاعتماد في بعض فروعها على مؤسسات أخرى أكثر تخصصاً ومهنية, مع أن الغالب في دول العالم وخصوصاً في مؤسساتها الأمنية هو التخصص في فروع المؤسسة الأمنية بحيث تصل إلى درجة من التخصص تستغني به عن بقية مؤسسات الدولة ذات العلاقة.
وهذا أمر في غاية الأهمية, فإن لم يلحظ هذا في السابق فيجب أن ينظر إليه الآن من قبل السادة القائمين على تطوير المؤسسة الأمنية العراقية, فالوصول بها إلى درجة التخصص والاستغناء الحرفي والمهني ومن دون تداخل لمؤسسات أخرى, كفيل بحفظ أدق التفاصيل الأمنية من التسريب والضياع, وكفيل بحفظ هيكليتها من الاختراق.
وبهذا تكون المؤسسة الأمنية مستغنية تماماً بأفرادها وبفروعها, ومحصنة ذاتياً بفروعها التخصصية, وعندها ستكون في مأمن من جميع الخروقات والمطبات التي تصاب بها بقية مؤسسات الدولة, وتكون المعلومة الأمنية وكل ما فيه مصلحة البلد وأمنه الوطني في مأمن إينما تجولت هذه المعلومة في فروع وأقسام المؤسسة الأمنية.
ولاشك في أهمية (الإعلام) بشكل عام، وللمؤسسات الأمنية بشكل خاص, فهو يمثل روح المؤسسة الأمنية وقوامها وسطوتها وقدرتها وسحرها وإبداعها.
فالإعلام الأمني له دور فاعل ومتميز في ترسيخ أمن المجتمع وفي توعية وتوجيه المواطنين في قبال كل الظواهر والمتغيرات التي تطرأ على فكر وسلوك الأفراد, وله دور بارز ومهم في تحقيق الأمن العام والوقوف بوجه التحديات والتهديدات الموجه ضد الأمن الوطني, وهو عنصر فاعل في صنع وبناء وحفظ الأمن الوطني العام وفي تحقيق استراتيجية الدولة في مواجهة كل التحديات.
ولسنا بصدد الحديث عن الإعلام بمعناه العام وهو التعريف بقضايا العصر ومشاكله وكيفية معالجتها من خلال النظريات والمبادئ المعتمدة لدى الحكومات من خلال الوسائل المتاحة لديها وبالأساليب المشروعة.
بل الحديث عن الإعلام الأمني التخصصي، ولكن ليس بما هو فرع من فروع المؤسسة الإعلامية العامة وقسم من أقسامها.
فهناك رأيان لبيان المراد من مفهوم (الإعلام الأمني التخصصي).
الرأي الأول: أن الإعلام الأمني التخصصي هو أحد فروع المؤسسة الإعلامية وقسم من أقسامها والذي يهدف إلى توعية وإخبار الناس بما يختص بمسائل الأمن وتوابعه.
الرأي الثاني: أن الإعلام الأمني التخصصي هو عملية الإستخدام المهني للإعلام من قبل الأجهزة الأمنية حصراً بحيث تكون جميع الأنشطة الإعلامية المقصودة والمخطط لها وما يتم إعداده صادرة من الجهات الأمنية حصراً ولو من خلال وسائل الإعلام كافة.
والمراد بالاستخدام المهني للإعلام الأمني هو أن يكون إعداد المواد والموضوعات عن طريق خبراء أمنيين في الإعلام الأمني يمتلكون مقوماته من معارف وعلوم في السياسة والأمن وعلم الإجرام والعلوم الجنائية والنفسية وغيرها وأن يكون هذا الاستخدام المهني الأمني للإعلام من دون تداخل لمؤسسات أخرى.
وحديثنا عن الإعلام الأمني التخصصي هو بمعناه الثاني، وهذا هو الذي يضمن سلامة وأمن القرارات والأنشطة والنشريات والخطط الأمنية من التسريب قبل أوانها, وهو الذي يضمن صحة وسلامة وقوة وتأثير الخطاب الأمني , وبهذا المعنى يمكن لصانع القرار أن يجعل من الإعلام الأمني وسيلة للدفاع والهجوم والمناورة ومواجهة الصعاب والتحديات بكل صنوفها وأشكالها وأداة لتحقيق الأمن الوطني الشامل العام.
بغداد
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat