بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{87}
تبين الاية الكريمة ان الله تعالى اوحى لموسى وهارون (ع) اربعة امور :
1- ( أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً ) : يخاطب النص المبارك موسى وهارون (ع) خطاب المثنى , ان يجعلا لهما من البيوت ما يكون مرجعا .
2- ( وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) : مكانا للصلاة , يخاطب النص المبارك بصيغة الجمع , فيفهم انه موجه موسى وهارون (ع) واتباعهما , والا لو كان خاصا بهما (ع) لخاطبهما بصيغة المثنى كما في النص المبارك الذي سبقه .
3- ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ ) : الامر بأقامة الصلاة للجميع ( صيغة النص المبارك صيغة الجمع ) .
4- ( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) : بالنصرة في الدنيا والجنة في العقبى "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني " , النص المبارك يخاطب بصيغة المفرد , فمن المقصود به , في ذلك عدة اطروحات نذكر منها على سبيل المثال :
أ) موسى (ع) .
ب) موسى وهارون (ع) , كلا على حدة .
ت) النص المبارك موجه لكل نبي او رسول , فكلهم (ع) بشروا الناس بهذه البشارة .
ث) ان يكون النص المبارك موجها للنبي الكريم محمد (ص واله) , لان القرآن نزل عليه وهو خاتم الرسل والانبياء (ع) .
وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ{88}
نستقرأ الاية الكريمة في اربعة مواقف :
1- ( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ ) : القمي : أي يفتنوا الناس بالأموال ليعبدوه ولا يعبدوك واللام للعاقبة "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني " .
2- ( رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ ) : اهلكها , امحقها , اذهبها .
3- ( وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) : غلظها فتقسو , فلا تنشرح للايمان , فيثبتوا في مقامهم هذا .
4- ( فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ) : لا يؤمنوا حتى يلاقوا العذاب الشديد المؤلم .
(لما لم يبق له طمع في إيمانهم اشتد غضبه عليهم فدعا الله عليهم بما علم أنه لا يكون غيره ليشهد عليهم أنهم لا يستحقون إلا الخذلان ، وأن يخلى بينهم وبين إضلالهم ، ومعنى الطمس على الاموال تغييرها عن جهتها إلى جهة لا ينتفع بها ، قيل صارت جميع أموالهم حجارة ) "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني " .
قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ{89}
تروي الاية الكريمة ان الله تعالى استجاب لدعوة موسى وهارون (ع) , لكن الاية الكريمة السابقة اشارت الى ان الداعي كان موسى (ع) فقط , حيث كان موسى (ع) يدعو وهارون (ع) يؤمن ( آمين ) على دعائه "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي" .
ويلاحظ ايضا سرعة استجابة الدعاء , كما اوضحنا سابقا ان كل دعوة في القرآن الكريم تبدأ بـ ( رب ) او ( ربنا ) تكون الاستجابة لها فورية , اما في نفس الاية الكريمة , او في الاية الكريمة اللاحقة .
اوضحت الاية الكريمة ان الدعوة قد استجيبت , فيما يروى ان الدعوة استجيبت بعد اربعين سنة , وهذا ما ذهب اليه الفيض الكاشاني في تفسير الصافي ج2 والسيوطي تفسير الجلالين والسيد هاشم البحراني في تفسير البرهان ج3 , واضافت الاية الكريمة امرين :
1- ( فَاسْتَقِيمَا ) : الزما ما انتما عليه من الدعوة والحجج والبراهين .
2- ( وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) : طريقة الجهال في استعجال اجابة الدعوة , وفي هذا درس لكل مؤمن يدعو ربه , حيث يستعجل الاجابة بجهله , والله تعالى يؤخرها ويعجلها لحكمته .
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{90}
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد :
1- ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ) : يشير النص المبارك الى ان الله تعالى مكن بني اسرائيل من عبور واجتياز البحر بسلام .
2- ( فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً ) : يشير النص المبارك الى ان فرعون وجنوده تبعوا بني اسرائيل ظلما واعتداءا .
3- ( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) : يروي النص المبارك ان فرعون لما ادركه الغرق اقر اقرارين :
أ) ( آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ) : مما يلفت النظر في النص المبارك ان فرعون لم يذكر اسم الله تعالى , بل اكتفى بقوله الاله الذي امنت به بنو اسرائيل , المطلع على اللغة العبرية يلاحظ انها لا تحوي على اسما له جل وعلا , كما هو الحال في اللغة العربية وغيرها من اللغات , فيكتفي العبرانيون بالاشارة اليه جل وعلا بـ ( هو ) او ( يهوه ) وتعني ( يا هو ) , واقتبس المصريون المثال الدارج عندهم ( الي ما يتسماش ) من اليهود وتعني الذي ليس له اسم .
ب) ( وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) : يشهد فرعون لنفسه انه من المسلمين , المنقادين الخاضعين لله رب العالمين وما جاء به موسى (ع) .
ان اقراري فرعون كانا من العيار الثقيل , حيث اقر بربوبيته جل وعلا واستسلامه وخضوعه لامره عز وجل , وحرص فرعون على ان يرددهما ثلاثة مرات كلا على حدة , طمعا في القبول , لكنه اخطأ التوقيت , ولو قالها ( مؤمنا , مسلما ) في الوقت المناسب ولو مرة واحدة لكفى واكتفى بذلك . " الفيض الكاشاني في تفسير الصافي ج2 وتفسير الجلالين للسيوطي والسيد هاشم البحراني في تفسير البرهان ج3" .
آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{91}
تضمنت الاية الكريمة ردا على فرعون , ونستقرءها في ثلاثة موارد :
1- ( آلآنَ ) : الان وفي هذه اللحظة بالذات تعلن ايمانك , بعد ان ايست من نفسك , وذهب جنودك , وزال كبرياءك , فشعرت بالضعف والبؤس .
2- ( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ) : وكنت عاصيا متمردا طيلة عمرك , حيث مكث موسى وهارون (ع) في مصر اربعون سنة .
3- ( وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) : فاسدا مفسدا , ضالا مضلا , بعيدا مبتعدا عن الحق باعدا مبعدا الناس عنه .
القمي : عن الصادق عليه السلام ما أتى جبرئيل عليه السلام رسول الله إلا كئيبا حزينا ولم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون فلما أمره الله بنزول هذه الآية ( وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) نزل عليه وهو ضاحك مستبشر ، فقال رسول الله ما أتيتني يا جبرئيل إلا وتبينت الحزن من وجهك حتى الساعة ، قال : نعم يا محمد لما غرق الله فرعون ( قال آمنت أنه لا إله إلاّ الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) ، فأخذت حمأة فوضعتها في فيه ثم قلت له : ( الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) وعملت ذلك من غير أمر الله عز وجل ثم خفت أن يلحقه الرحمة من الله عز وجل ويعذبني الله على ما فعلت ، فلما كان الآن وأمرني الله عز وجل أن اؤدي إليك ما قلته أنا لفرعون أمنت وعلمت أن ذلك كان لله تعالى رضا . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , وروى السيوطي في تفسير الجلالين ما يشابه المضمون " .
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ{92}
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد :
1- ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ) : ننقذك عاريا عن الروح مما وقع فيه قومك من البحر ، أو نلقيك على نجوة من الارض ، وهي المكان المرتفع ليراك بنو إسرائيل . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني " .
2- ( لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) : يشير النص المبارك الى ان الله تعالى جعل فرعون اية لمن خلفه ( بني اسرائيل وغيرهم ) , مما كان سائدا ومتعارفا , ان فرعون اجل شأنا من ان يغرق , فأخبر موسى (ع) بني اسرائيل بغرقه , فلم يصدقوه , فأمر الله تعالى البحر فلفظ به على الساحل حتى رأوه ميتا . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , وكذلك روى السيوطي في تفسير الجلالين ما يشابه الحال " .
( آيَةً ) : علامة يظهر لهم عبوديتك ومهانتك . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي " .
3- ( وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) : لا يفكرون ولا يتدبرون ولا يعتبرون , ( النَّاسِ ) , اهل مكة . " تفسير الجلالين للسيوطي " .
وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ{93}
نستقرأ الاية الكريمة في اربعة موارد :
1- ( وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ ) : يشير النص المبارك الى ان الله انزل واسكن بني اسرائيل منزلا طيبا في مصر والشام . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي , تفسير البرهان ج3 السيد هاشم الحسيني البحراني" .
2- ( وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ) : مما لذ وطاب من الرزق الحلال , النافع للجسم , و الذي لا ضر فيه .
3- ( فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ ) : يستفاد من النص المبارك ان بني اسرائيل كانوا امة واحدة , فأختلفوا وتفرقوا شعبا عدة لما جاءهم العلم , وفي ( الْعِلْمُ ) رأيين :
أ) في قراءتهم للتوراة , فكل فرقة فهمت شيئا مختلفا عن الفرقة الاخرى .
ب) ما جاء في التوراة من الاخبار عن النبي الكريم محمد (ص واله) بنعوته ومعجزاته , فأنقسموا بين مؤيد وبين معترض . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .
4- ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) : يشير النص المبارك الى ان الله تعالى يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه وتفرقوا ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ{94} وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ{95}
القمي : عن الصادق عليه السلام لما اُسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء ، وأوحى الله إليه في علي عليه السلام ما أوحى : من شرفه ، ومن عظمته عند الله ، ورد إلى البيت المعمور ، وجمع له النبيين وصلوا خلفه عرض في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عظم ما أوحى إليه في علي عليه السلام فأنزل الله : ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فأسأل الذين يقرؤن الكتب من قبلك ) . يعني الانبياء ، فقد أنزلنا إليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا إليك في كتابك ( لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين ) فقال الصادق عليه السلام : فو الله ما شك وما سأل . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير البرهان ج3 للسيد هاشم الحسيني البحراني" .
إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ{96}
تشير الاية الكريمة الى ان الذين ثبتت ووجبت عليهم ( كَلِمَتُ رَبِّكَ ) , بالعذاب , بأنهم يموتون على كفرهم , ( لاَ يُؤْمِنُونَ ) لا يصدقون ابدا .
وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ{97}
تستمر الاية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة , وتبين انهم لو جاءتهم كل اية عندها يؤمنوا , لكن ايمانهم لا ينفعهم , كما لم ينفع فرعون , حيث لا ايمان عند حلول العذاب .
القمي : الذين جحدوا أمير المؤمنين عليه السلام عرضت عليهم الولاية وفرض الله عليهم الايمان بها فلم يؤمنوا بها . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير البرهان ج3 للسيد هاشم الحسيني البحراني" .
فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ{98}
نستقرأ الاية الكريمة في موردين :
1- ( فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا ) : المراد بالقرية اهلها ( سكانها ) , لم يكن ينفعهم الايمان عند نزول العذاب , كما حدث لفرعون وجنوده .
2- ( إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) : لكن قوم يونس (ع) لما رأوا امارة ( علامة ) العذاب امنوا , ولم يؤخروا ايمانهم الى حلوله عليهم , فتقبل الله تعالى ايمانهم , ورفع عنهم العذاب في الحياة الدنيا , ومتعهم فيها , حتى انقضاء اجالهم .
الاية الكريمة ضربت مثلا لقريتين , الاولى امنت عند حلول العذاب عليها , فلم ينتفعها ايمانها , والاخرى امنت قبل حلول العذاب , فأنتفعت بأيمانها .
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ{99}
روي السيد هاشم الموسوي البحراني في تفسير البرهان ج3 ملخصا بخصوص الاية الكريمة , فنكتفي بما اورده ( علي بن ابراهيم , ثم قال الله لنبيه ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) , يعني لو شاء الله ان يجبر الناس كلهم على الايمان لفعل ) .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat