إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح5
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة..
' الحلقة : الخامسة '
______________________
17- قد يتسائل ان ارجاع القرآن تبيانه وتأويله إلى أهل البيت (عليهم السلام) من جانب، وأما من جانب آخر فأهل البيت (عليهم السلام)، ارجعوا ميزان الحديث إلى العرض على الكتاب أليس ذلك تدافع وتدوير ودور؟!
فالجواب ما تقدم من ان المحكم من الكتاب والسنة يعرض عليه المتشابه من الطرفين، بل المحكم من الكتاب والسنة والعقل والوجدان يعرض عليه المتشابه من الأربعة، فإن العقل فيه محكم وهي البديهيات ومتشابهة الأمور النظرية في إدراكه، وكذلك الوجدان وهو الإدراك العياني، فإن الفطريات محكمة وأما المشاهدات الحادثة فمتشابهة.
18- إن المحكم من الاربعة أيضاً طبقات، فإن فوق كل محكمٍ محكمُ مهيمنُ عليه، والتحتاني يعتبر متشابه بلحاظ ما فوقه، وإن كان محكماً بلحاظ ما دونه، فلاحظ تسمية القرآن الحس البصري متشابه مقابل الوحي في قصة قتل نبي الله عيسى (عليه السلام): ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴾ ، وهذه الآية احتار الفخر الرازي في تفسيرها حيص وبيص وقال كيف يشكك القرآن في حجية الحس.
19- انظر كيف يصف القرآن التمسك ببعض ما أنزل من القرآن يوجب الضلالة والزيغ رغم كونه قرآناً وآيات منه فقال : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾، فاتباع تلك الآيات زيغ وفتنة وهذا مما ينادي به القرآن بأن تفكيك التمسك بالمصحف دون الحديث زيغ وفتنة وافتتان وتشابه وضلالة وزيغ في القلوب، وهذا مما يبرهن ضرورة المعية بين الثقلين في نداء القرآن كما هو نداء العترة كذلك بمعية الثقلين.
20- هذه المعية بين الثقلين في كل طبقات الثقلين حتى يتصاعدان إلى عند الله، ألا ترى قول النبي (صلى الله عليه وآله) لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
21- والسبب في معية الثقلين ليس اختلاف حقيقتهما لكنهما متلازمان، بل في الحقيقة انهما شيء واحد في طرفهما العلوي، وإنما تشعبا نزولاً، ومن ثم وصفهما النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث الثقلين بحبل واحد.
السبب في ضرورة معيتهما ان البشر قاصر عن استيعاب اللا محدود من الكتاب وسيأتي أوصاف اللا محدودة التي ذكرته السور القرآنية، فمع كونه لا محدود ولا متناهي ولا يحيط الإنسان المحدود في علمه وإدراكه وفهمه مهما تشدق بعلم التفسير ومهما تبنطح ببطن بطين وهيكل عريض فإن المعلومات محدودة فكيف يحيط باللا محدود من القرآن.
والحمد لله رب العالمين،،
يتبع إن شاء الله..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

بسم الله الرحمن الرحيم
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة..
' الحلقة : الخامسة '
______________________
17- قد يتسائل ان ارجاع القرآن تبيانه وتأويله إلى أهل البيت (عليهم السلام) من جانب، وأما من جانب آخر فأهل البيت (عليهم السلام)، ارجعوا ميزان الحديث إلى العرض على الكتاب أليس ذلك تدافع وتدوير ودور؟!
فالجواب ما تقدم من ان المحكم من الكتاب والسنة يعرض عليه المتشابه من الطرفين، بل المحكم من الكتاب والسنة والعقل والوجدان يعرض عليه المتشابه من الأربعة، فإن العقل فيه محكم وهي البديهيات ومتشابهة الأمور النظرية في إدراكه، وكذلك الوجدان وهو الإدراك العياني، فإن الفطريات محكمة وأما المشاهدات الحادثة فمتشابهة.
18- إن المحكم من الاربعة أيضاً طبقات، فإن فوق كل محكمٍ محكمُ مهيمنُ عليه، والتحتاني يعتبر متشابه بلحاظ ما فوقه، وإن كان محكماً بلحاظ ما دونه، فلاحظ تسمية القرآن الحس البصري متشابه مقابل الوحي في قصة قتل نبي الله عيسى (عليه السلام): ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴾ ، وهذه الآية احتار الفخر الرازي في تفسيرها حيص وبيص وقال كيف يشكك القرآن في حجية الحس.
19- انظر كيف يصف القرآن التمسك ببعض ما أنزل من القرآن يوجب الضلالة والزيغ رغم كونه قرآناً وآيات منه فقال : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾، فاتباع تلك الآيات زيغ وفتنة وهذا مما ينادي به القرآن بأن تفكيك التمسك بالمصحف دون الحديث زيغ وفتنة وافتتان وتشابه وضلالة وزيغ في القلوب، وهذا مما يبرهن ضرورة المعية بين الثقلين في نداء القرآن كما هو نداء العترة كذلك بمعية الثقلين.
20- هذه المعية بين الثقلين في كل طبقات الثقلين حتى يتصاعدان إلى عند الله، ألا ترى قول النبي (صلى الله عليه وآله) لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
21- والسبب في معية الثقلين ليس اختلاف حقيقتهما لكنهما متلازمان، بل في الحقيقة انهما شيء واحد في طرفهما العلوي، وإنما تشعبا نزولاً، ومن ثم وصفهما النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث الثقلين بحبل واحد.
السبب في ضرورة معيتهما ان البشر قاصر عن استيعاب اللا محدود من الكتاب وسيأتي أوصاف اللا محدودة التي ذكرته السور القرآنية، فمع كونه لا محدود ولا متناهي ولا يحيط الإنسان المحدود في علمه وإدراكه وفهمه مهما تشدق بعلم التفسير ومهما تبنطح ببطن بطين وهيكل عريض فإن المعلومات محدودة فكيف يحيط باللا محدود من القرآن.
والحمد لله رب العالمين،،
يتبع إن شاء الله..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat