من إبداعات الحيدري ام من سرقاته العلمية ؟؟!!
مجلة الامين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مجلة الامين

بسمه تعالى
أطل علينا كمال الحيدري على الفضائية في الحلقة 12 من حلقات (من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن)
ليعرض علينا إنجازاته العلمية المزعومة وفتوحاته ، ويوهم القراء الكرام بأنه صاحب نظرية ومصلح علمي في حوزاتنا العلمية وبالصراخ والتهييج ، وإعطاء عناوين كبيرة ضخمة كالتحذير من الاسرائيليات في كتبنا، ومما تعرض له تفسير القمي ، وانه قد اختلط بتفسير أبي الجارود الزيدي.
فهل هذه المسألة مما انتبه إليها الحيدري، أم انها رأي في المسألة قد حققها غيره وتبناه هو دون أن يشير لصاحب الرأي ؛ وذلك لأمانته العلمية !!!!
الحق ان هذه المسألة وهي إختلاط أحاديث تفسير القمي بتفسير أبي الجارود قد تعرض لها غيره قبله، ودون هذا الضجيج الإعلامي وفي محل البحث، وهي الحوزة العلمية لا الفضائيات.
وممن بحثها وتبنى الاختلاط هو آية الله الشيخ مسلم الداوري ، أستاذ البحث الخارج بقم المقدسة، ومن تلاميذ أستاذ الفقهاء زعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي.
فقد تصدى الشيخ الداوري حفظه الله في كتابه (أصول علم الرجال) - ص 163 من الطبعة الأولى سنة الطبع 1416 - للبحث عن تفسير القمي وتبنى انه قد اختلط بتفسير أبي الجارود ، وذكر القرائن والأدلة على رأيه، وخالف أستاذه السيد الخوئي بكل أدب ، وبروح الباحث العلمي الذي يقدر جهود الآخرين، ويحترم آراءهم وإن خالفهم .
ومما ينبغي الالتفات إليه أمور:
1 - ان الشيخ الداوري حفظه الله أشار في كتابه الى ان هذا الرأي قد ذهب إليه غيره ممن سبقه، فلم يتجاهل حق من سبقه من المحققين خلافا للحيدري.
2 - وضع الشيخ الداوري القاعدة في كيفية تمييز روايات التفسيرين فالمسألة لها أصولها ، ولا يحسبن القارئ انه إن اختلطت روايات التفسيرين يعني سقوط الكتاب عن الاعتبار.
3 - وضع الشيخ الداوري قائمة برواة تفسير القمي، وقائمة أخرى بأسماء رواة تفسير أبي الجارود وهدف هاتين القائمتين رجالي مهم؛ إذ ثبت عنده تبعا لأستاذه السيد الخوئي وثاقة رواة تفسير القمي ، فالقائمة الأولى يشملهم التوثيق دون الثانية.
4 - وهذا هو المهم إن إختلاط أحاديث التفسيرين لا يعني بتاتا إختراق الأحاديث الاسرائيلية لكتبنا أو اليهودية أو المجوسية أبدا ، بل غاية ما يفيده الاختلاط ان روايات القمي معتبرة دون روايات أبي الجارود ؛ وذلك لضعف الطريق إلى أبي الجارود زياد بن المنذر لا لكونه وضاعا كما سيتضح.
وكم فرق عظيم بين عدم الاعتبار وبين كونها اسرائيلية ؟؟!!
بل كم فرق عظيم بين كون الرواية ضعيفة أي غير معتبرة وبين كونها موضوعة.
فإثبات الضعف لا يعني الوضع فقد تكون الرواية ضعيفة لجهالة راو أو عدم ثبوت وثاقته، وهذا لا يلزم منه كونه كاذبا .
كما ان اثبات الوضع لا يلازم كون الرواية اسرائيلية فالرواية الاسرائيلية معناها ان الواضع من اليهود ، وخصوصا في عقيدة التجسيم وهتك الأنبياء، مما رواه كعب وغيره من عقائد اليهود في كتب أهل السنة.
5 - تعمد الحيدري وصف أبي الجارود بالزيدي الملعون؛ وذلك لإيهام القارئ انه من الوضاعين أو الكذابين مع انه ليس من ديدنه لعن كل راو غير إمامي، فلماذا يلعن هنا ؟؟!!!
فقط للإيهام !!!
مع انه من المعتقدات الصحيحة عندنا استحقاق كل مخالف للعن .
ولكن هل كان أبو الجارود من الوضاعين أو اليهود أو ممن يأخذ رواياتهم ؛ لتتهم رواياته بأنها اسرائيلية ؟؟؟
الجواب طبعا لا ، لم يكن من الوضاعين.
بل المفاجأة أن أحاديثه كانت منتشرة بين الشيعة أكثر من الزيدية ومقبولة عندهم
فقد روى تفسيره شيخ الطائفة الطوسي بسنده إلى أبي الجارود ؛ وذلك لأن أحاديثه كانت مروية عن الامام الباقر عليه السلام لا اليهود ولا المجوس .
ومن علمائنا من ميز بين أحاديثه المروية عنه بطريق محمد بن سنان فلا تقبل لضعف ابن سنان وما روي عنه بطريق محمد بن أبي بكر الأرجني فتقبل.
والخلاصة: ان أبا الجارود وإن كان مذموما ملعونا إلا ان هذا لا يعني انه وضاع أو كذاب ، بل كان من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، ومقبول الرواية والحديث، وتغير بعد خروج زيد ؛ إلا ان تفسيره لم يصلنا بطريق معتبر.
ومن المباني الرجالية المعتمدة عند أكثر علمائنا المتأخرين قبول رواية من يخالفنا في العقيدة إن كان ثقة في حديثه.
فأين الاسرائيليات وأين الابداع أيها الحيدري ؟؟؟؟!!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat