صفحة الكاتب : حيدر حسين الاسدي

قليلون على قيد الإنسانية
حيدر حسين الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حمل الأسبوع الماضي وخلال نشرات الأخبار والتقارير الصحفية أنباء متتالية ومواقف متشنجة تبعتها معالجات سريعة تجاه ما قام به الملك المغربي "محمد السادس" بإصدار عفوا عن السجناء في المغرب شمل فيه  الإسباني "دانييل كالفان فينا" العراقي الأصل والذي يحمل اسم "صلاح الدين" من مواليد البصرة الذي كان يعمل ضابط في الجيش العراقي قبل ان يتعاون مع المخابرات الاسبانية ويتم تهريبه من العراق سراً ، لأدانته من قبل القضاء المغربي عام 2011، وسجنه لمدة ثلاثين سنة عقوبتاً لـ 11 قضية اغتصاب قاصرين مغاربة .
مما دفع العاهل المغربي لسحب قرار العفو عنه واعتقاله مرة أخرى ومحاسبة كل المقصرين والمتسببين بشموله بالعفو الملكي بعد موجة التظاهرات والاحتجاجات التي اجتاحت الشارع المغربي ووضعت الملك والحكومة في موقف حرج  ، سببت أزمة كادت ان تحرق الشارع المغربي وتوصل الأمور لما لا يحمد عقباها .
وللمقارنة بين ما حصل في المغرب وتعامل ملكها وحكومتها مع كرامة المواطن وما تتعامل به الحكومة العراقية مع الدم العراقي وكيفية اهتمامها بالمشاعر الملتهبة نجد فارق كبير واستهزاء واضح بأرواح أبناء هذا البلد المنكوب قد لا تسعفني الكلمات في التعبير عنها .
فإطلاق سراح أرهابيين سعوديين متهمين بقتل العشرات من العراقيين ضمن صفقة تبادل للمحكومين لم يكن لها مبررات ولا يوجد سبب يقنع الأمهات الموجوعات بأبنائهن ولا النساء المترملات او اليتامى سوى القول ان تلك صفقات سياسية قبلت بالتنازل وأهانت النفس العراقية مقابل دبلوماسية مقيتة تضعف هيبة الدولة .
وأنتعالوا معي لنتخيل الموقف بصورة معاكسة ليكون الإرهابيون عراقيون ألقي القبض عليهم في الأراضي السعودية وهم ينفذون عمليات انتحارية ويحصدون أرواح مئات السعوديين هل كانت سياسة "ال سعود" تقبل بالتنازل عن حقوق ابناء شعبها من اجل مجاملة أي طرف .
أن في بلادي الشعب أخر أولويات السياسي أذا كان في باله أولويات تسمح بدخول حقوق الشعب فيها.
أن الشعب كل الشعب ما زال متحير بينكم ياسيادة المسؤول فمتى نسمع تقديم مجرمين ينفذ حكم الإعدام بهم ؟ وهل حاشية النظام البائد وأعوانهم ما زالوا يستحقون الحياة بعد إدانتهم وتجريمهم منذ سنوات ؟ لنضع أمام رئاسة الجمهورية والسيد الخزاعي تسائلات عن موعد توقيع قرارات الإعدام ؟
لقد بدأنا نفقد الشعور بالوطنية والولاء وحب هذا البلد بسبب ما نجنيه من استهانة بالحقوق وضعف بالاهتمام وتهميش للواجب من قبل المسؤول تجاه شعبه ، انهم اليوم كثيرون من البشر يتولون مسؤولية ويتسلطون على رقاب الناس دون إنصاف لكنهم قليلون جداً من على قيد الإنسانية التي بدأت تضمحل في نفوسهم ليحولوا حياتنا لغابة يتنافسون لحصد المغانم فيها .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/09



كتابة تعليق لموضوع : قليلون على قيد الإنسانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net