جهاد مثناني ..شاعرة وكاتبة تونسية من الجيل الجديد ..تحاول ان تخط علي صفحات المشهد الادبي التونسي ابداعتها باحرف متوهجة من نور ..شاعرتنا من حفيدات ابو القاسم الشابي تعيش في القيروان ..التقيناها فكان معها هذا العزف المنفرد علي الحرف الشعرى من خلال هذا الحوار
س:- كيف تقدمين نفسك للقارئ ؟
ـ جهاد بنت النّاصر المثناني : امرأة تونسيّة حالِمة ’ قيروانيّة عاشقة للحَرفِ وللقَلمِ ... أعتَبِر الحياةَ صفحات كلّما طُويَت صفحةٌ تنفَتِحُ أخرى بحُلوِها ومُرّها
ومِدادي فيْضٌ لا يَنْضُبُ من حبّ الآخرين ..
قَلَمي إحْساسِي الصّادق وعِشْقي للتميّز والاختلافِ
إنْسانةٌ لهَا رسالةٌ في الحَياةِ ’ رسالة سامية ومقدّسة ’ مُربّيةُ أجيال أنْحتُ عقول أطفال على قيمٍ ومبادئ تغرسُ فيهم قيمةَ حبّ الكلمة وعشق الحرْف .. أرسم في ملامحهم عِشْقًا أزَليًّا للغة العَربيّةِ ليَروها فِعلا ملكة جمال اللّغات
س :- أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
أقِــرُّ منذ البداية أنّي حديثة العهدِ بمجال النّـشر وأنّي طفلة في رياض الإنتاج الأدبي ’ أدبُّ بخطىً متأنّية نحو حلم يراودني كما يراودُ كلّ عاشق للحرفِ على مستوى الإنتاج الورقي ... ليس لي ديوان ولكن ـ إن شاء الله ـ بصدد تجميع النّصوص والاتّفاق بمساعدة بعض الأصدقاء و المهتمّين بالمجال لنشرِ أوّل مولود ورقي
أمّا النّشر الإلكتروني فأنا أكتب في مواقع ومجموعات أدبيّة كثيرة لا أُنْكِرُ فضلَها عليّ في تَبليغ صوتِ قلمي ونبض إحساسي , فكلّ كتاباتي تقريبًا نشرْتها على صفحتي الخاصّة بالفيس بوك وعلى صفحة خاصة بي : باسم : جهاد وأيضا أنْشُرُ بمدوّنة لأستاذ : رضا عزّابي بلوجست : جوجل تحت اسم : الشاعرة القيروانية جهاد مثناني ..إضافة إلى ولوج عالم الغرف الصّوتية من خلال الانضمام إلى غُرف الدّردشة الصّوتيّة الإلكترونيّة في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب زكانت لي فرصة الإلتقاء ببعض المبدعين العرب وممارسة الإلقاء الصّوتي لبعض نصوصي ويعود الفضل في التعرّف على هذا العالم الصوتي إلى فنان تونسي عازف عود وكاتب المقامة الأستاذ توفيق صغير ...
س :- متي بدات في كتابة الشعر؟ وهل تذكر شئ من محاولاتك الاولي؟
بدأتُ الكتابة في المرحلة الإعدادية وبداية المرحلة الثانويّة حيثُ كان لبعض الأحداث السّياسية تأثير واضح ووقْع جليّ وأذكر وقتها ضرب صدّام حسين تلّ أبيب بصواريخ سكود .. فكنت بفرحة ثوريّة قد كتبت كلمات بسيطة جدّا :
يا عراق يا حبيب
دمّر دمّر تل أبيب
اضرب اضرب يا صدّام
ليعيش العرب بسلام
كانت كلمات ببراءة كُتبت ببراءة القلم وبحس وطني عربي لم أكن أدرِ أنه كذلك وقتها ...
ثمّ كتبتُ نصّا عن حبّ الوطن أيضا لا أذكر منه سوى بعض الأسطر القليلة
:
أحبّكَ يا وطني
في معهدي في أُسْرتي
وفي لقاء صُحبَتي
في وِحْدتي ورِفْقتي
وساحةِ المدرسةِ
في قلمي وكُتبي
وصيْحةِ المعلّم
إضافة إلى بعض المحاولات العاطفيّة وبذلك أكون قد كتبت في العاطفة وفي حبّ الوطن وفي الانتماء العربي والإيمان بالقضية الفلسطينية رغم حداثة السنّ وقلة الوعي بهذه المسائل
س :- هل وقف احد مشجعا لك علي الاستمرار ؟ ومن هم الذين تاثرت بهم في البدايات ؟
ـ في بداياتي وجدتُ تشجيعًا من المدْرَسة طبْعا ومن الإطار التربوي خاصّة من خلال أعمالي الإنشائيّة وما أحرّر من نصوص نثرّية في المرحلة الإبتدائيّة وكانت إنتاجاتي تُعلّق على جدار الفصْل كنموذج يُحْتَذى بِه وبعد ذلك صار التّشجيع من صديقاتي وأصدقائي من رِفاق المدرسة بجميع مراحلها كَمَا لا أُنْكِرُ فَضْلَ أفرادِ عائلَتي على ممارسةِ نشاط المطالعةِ والكتابة
أمّا الآن وقد نضج حرفي وأيْنعت كلماتي صار المشجّعون على المواصلةِ كثيرين والحمد لله وأغلبهم من ذوي العلاقات الحميمة بالحرْفِ و القلم
أمّا بمن تأثّرت فطبْعا بشاعر الخضراء " أبو القاسم الشابّي " بمنزعه الرّومنطيقي وإحساسه الوطني وكذلك عشقتُ نزار قبّاني شاعر المرأة والحبّ ومحمود درويش شاعر الأرض وحامل همّ القضيّة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي
س :- أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك - فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهذف بين الاديب والمتلقي ؟
رغْم ما يذكر البعضُ من مساوئ الأنترنت إلاّ أني لا أنكِرُ فضلها العظيم في ما حقّقت نصوصي من انتشار في مجموعات شعرّية وأدبيّة عديدة وفي منتديات وملتقيات ساهمت في تيْسير مهمّة التّواصل بيْني من خلال نصوصي وبيْن القارئ وعلى سبيل الذّكر لبعض هذه المجموعات : ـ مجموعة مشاعر الاحتواء للأدباء والشعراء .. مجموعة سقراط للنّقد والإبداع الأدبي .. مجموعة سحر الحروف ... الصّالون الأدبي .. مجموعة طوق الياسمين ... وغيرها كثير
وقد حقّقت منشوراتي تفاعلاً مع النّاسِ عامّةً ومع النّخبة الأدبية من ذوي الأقلام المرموقة من كلّ أنحاء الوطن العربي خاصّة .. سواء كان هذا التّفاعل بالنّقد والنّصح أو بالثناء والمدح
ولا أُنكرُ طابعي الانطوائي البيتوتي ولولا نشاطي الفيس بوكي والنّشر في مثل هذه المجموعات والمنتديات ما كنتُ لأصل إلى هذا الحوار الممتع .. فالشّبكو العنكبوتيّة حقّقت التّواص بين النصّ والمتلقّي وبالتّالي بيني وبين نخبة لا بأس بها من المثقّفين العرب ونِلتُ شرف النّصيحةِ والمساعدةِ والنّقدُ عندما يتطلّب الأمر ذلك ممّن هم أدرى منّي وأكثر تمرّسا في المجال وبالتّالي حقّقتُ حلم النّشر والإنتشار الإفتراضي وهو تمهيد للنّشر الورقِي المُرتَقب
ويمكن التواصل معي عبر الصفحات التالية :-
الشخصية
https://www.facebook.com/ahlem.jhed
صفحة جروب:-
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF/144775559021021?ref=hl
ٍس :- مشروعك المستقبلي - كيف تحلمي به - وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقه الشاعرة جهاد مثناني ؟
أنا في حدّ ذاتي أعتبِرُ نفسي مشروعًا أدبيّا أُمَنْهِجُ لذاتي طابعًا مختلفا وطَرْحا مُغايِرا أرْنو إلى الإختلافِ من خلالِ المواضيع المطروحة ومن خلالِ العناوين فأرْتَدي جرْأة غير معهودة لاحظها البَعضُ وشجّعني عليها ونقدها البعضُ وحاولَ إقناعي بتجنّبها
أمّا عن حلمي الأدبي فأتوقُ إلى مولود ورَقي أوّل كما سبق الذّكر وأسعى إلى تجميع ما نشرتُ من نصوص في ديوان أرجو أن يرى النّور قريبا ضمّنتهُ خواطري وخوالجي وما يَعْتملُ في نفْسي من أحاسيس ذاتيّة ووطنيّة وعربيّة وإنسانيّة .. أطرحُ فيه قضايا مختلفة والله وليُّ التوفيق
س :- ما هي مهنتك ؟ وهل تجدى ان المهنة لها تاثير علي الابداع الشخصي للكاتب ؟
ـ مِهنتي : أنا خِرّيجة لغة عربيّة تحصّلت على الأستاذيّة في اللغة العربيّة وآدابها من كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة برقّادة القيروان سنة 1999 .. ثمّ تبعا لمجريات القانون التونسي للتشغيل اجتزْتُ مُناظرة الكفاءة لأستاذيّة التعليم الثانوي وهي مناظرة تمثّل عائق بامتياز أمام الكثيرين من الخرّيجين ولكنني الحمد لله اجتزتها بنجاح من خلال المحاولة الأولى وأصبحتُ بذلك أستاذة لغة عربيّة بالفعل والممارسة ولم تبقَ مجرّد شهادة علميّة وبالتالي فانا مدرّسة لغة عربيّة أمارس التّعليم كمهنة نبيلة منذ 13 سنة وطبعا لمهنتي تأثير جلّي في ما أكتبه وفي فعل الكتابة ككلّ طَرْحًا وأفكارًا وصِياغةً ولي نصّ يُثبت هذا التّأثير .. هو طريف نوعا ما فيه أضمّن عناوين بعض الدروس النحوية الأدبية في شكل أسطر شعرّية نالت الإجابَ وفتحت لي مجالاً آخر للتميّز والاختلاف لأنه نصّ يبوح بمهنتي في ثناياه
النصّ بعنوان : أهْواكَ بِلُـغـتي
....................
التّـاء تَعْشَـقُ تأنـِيـثِي
في النَّحْوِ أيضًا في الصَّرْف
والأمْرُ يطلُبُ إنْـصافِي
ينثُرُني في أروعِ حَرْف
والجَزْمُ ينْفي في صمْتٍ
حَركاتي تُمْنَعُ من صرْف
أزمنةٌ في الماضي كانت
كالطِّفْلِ لا يخشى الخوف
الوَصْلُ عِشْقٌ أُتـْقِـنـُهُ
كالألِفِ تَهْوانِي بعٌنْف
الحاضِرُ يحْمِلُ أحْلامي
للقادِمِ يبدأُ بالسّوف
تسْوِيـفٌ يرسُمُ أعماقي
يراودني كسحابة صيْف
ترْكيبُ يجمعُ أضدادي
يلاحِقُني كمرَكّبِ عطف
كالوَشْمِ تنْحتُ أشْعاري
تسْكُنني برفْقٍ كالظَّرْف
كالسَّرْدِ تروي تفاصيلي
تُغْنيني أطيافُ الوَصْف
تقْعيدٌ يضبِطُ أنْفاسي
كالفُصْحى إبْداعٌ صِرف
وأعتقد بذلك أنّ لكلّ مهنة تأثيرها في كلّ مبدعٍ لأنّنا انعِكاس لِما نَمْتهِن , فالمهنةُ انعكاس لميولاتِ صاحبها رغم أنّ بعض المِهن ذات الطّابع العِلمي طَرحتْ على السّاحةِ الثقافية مبدعين في مجال الأدب لأنّ الأدبَ مجال شامِلٌ جامعٌ لا يعترف بالتخصّص
س:- ايهما اصدق في كتابة الادب بشكل عام الرجل أم المراه ؟
صَحيح أنّه من المُتعارفِ عليهِ أن المرأة مُرْهَفةَ الحسِّ رقيقة المَشاعر وبالتّالي قد يَرى البعضُ أنها الأصْدق لكن الأمْرُ في نَظري لا يُحدِّده الجنس أنثى أو ذكر بل يحدّده الإحساس.. ففِي الجِنسَيْن الإحساسُ هو الأصْدقٌ ومَنْ كانَ أكثرَ إحساسا بالنصّ وبالحرْفِ وبالطّرحِ كانَ هو الأكثر صِدقًا والسّاحةُ الأدبيّةُ خير دليل على ذلكَ فهي فسيفساء جميلة من المبدعين منَ الجِنسَيْن
إضافة أني في بعض نصوصي قد أتقمّص دور الرّجل وأتكلّم بإحساسهِ وأكتبُ على لسانه وهي نصوص لاقت رواجًا وأذكر على سبيل المثال نصّ
أقحميني في أتونك
------------------
أقْحِمِـيني فِي أتُــونك
ازرَعي الاحلام شوقًا
أسْكِنِينِي في جُنُونك
اجعَلي الأحداق أسْرًا
أقْحميني في سجونك
اُنثرِي عَذْبَ الكلامِ
حَدِّثيني عن شُؤونك
قولِي نثْرًا قولي شِعْرًا
عطّريني من زهورك
كونِي شَكًّا كوني صِدْقًا
أخرِجِيني من ظنُونك
كُونِي صَمْتًا أو كَلَامًا
كمْ أَذُوبُ في سكُونك
أنتِ مِنِّي أَنتِ فَنِّي
لا أرَى نَفْسي بدُونك
لَا رَحيلَ عن زَمانِي
فَمَكاني في عيونك
كونِي حرْبًا كونِي سِلْمًا
أقْحِمِيني في أَتُونك
أشْعِلي نِيرَانَ شَوْقِي
سأكونُ مَنْ يَصُونك
وغيرها من النصوص التي كتبتها على لِسان رجل وبإحساس مشترك والعَكسُ صحيح فقد نجِد من المُبدِعين الرّجال مَن يكتب على لسان الأنثى بإحساس الرجل وينجحُ في تَبليغ إحساسِه
س :-لكل مبدع محطات واضحة خلال مراحل الابداع - فما هي ابرز محطاتك من النصوص الشعرية التي كان لها صدى بين القراء مع ذكرها ؟
ـ لكلّ مبدعٍ محطّات واضحة فِعْلاً من خلالِ كتاباتِه وقد كانت كتاباتي في البدايات في الغالب ذات طابع عاطفي في الحبّ وفي الشكوى من الهَجرِ إلخ .. ومن بين هذه العناوين في محطّتي الأولى : من تَكون ؟/ كان مِنّي/ هذا أنا / وهي نصوص تمثّل محطّتي الأولى لكن بعد فترةٍ وجدت نفسي أتوغّل أكثر في الحرفِ وفي الإيقاع وأستَبطِن أكثر دواخل الكلمات وكان نصّ : الورقُ الأبيضُ ناداني نُقلةً نوعيّة في الصّور والإيقاع لاحظها الجميع لذلك أجِد أنّ هذا النصّ ابني المدلّل به أشعُر أني دخلت مرحلة النّضج الأدبي
الورقُ الأبيض ناداني
.............
أنفاسُكَ ضِحْكَة أشجَانِي
شَفَتايَ إليكَ حَملاني
لأذوبَ بشهدٍ وسُلافٍ
لحدودِ الشّمسِ رَمَياني
رسماني شمسًا ساطعةً
عسلاً خمريًّا سقياني
الرّمشُ الفاضِحُ فوقهُما
تتهاطلُ منه ألحانِي
أنفاسُكَ شعري وأقلامي
والورَقُ الأبيضُ ناداني
وأنا في حبِّكَ أرتَشِفُ
سنواتٍ تأسرُ أزماني
فأخُطُّ أُحِبّكَ يا قدري
واليأسُ يقول بِإمكانِي
ولأنكَ عندي بالدّنيَا
نبضاتي وأحلى هذياني
والدّمعُ بِوقْعِ ضِحْكَتِكَ
تَهْزِمُهُ كلّ أحزاني
والبَوْحُ بِصمْتٍ أرْهَقَني
علَّمَني معنى الحِرمانِ
علّمني أرسمُ في قَلْبي
صُورَتكَ بشتّى الألْوانِ
يا زَمَنًا أهدانِي عُمْرًا
أنْساني معنَى النّسْيانِ
إنّي عاشِقةٌ لا ريْبَ
لا أدْرِي معنى لِكَياني
إلَّا في حُضنِكَ يا وطنًا
تَهْتَزُّ بِبَوْحِكَ أرْكَاني
ثمّ في مرحلةٍ موالية وجدتُ نفسي أكتب نوعيّة أخرى هي في شكْلِ الخواطر أو قصيدة النّثر ووجدتني أطلِقُ العنان للحروفِ والصّور دون تقيّد بالوزنِ أو الإيقاع مع الاهتمام طبعا بالإيقاع الدّاخلي للنصّ لشدّ القارئ ومن ذلك النصّوص :
بوصلة الحبّ / قلمي الجافّ / عطر الاشتياق ...
وهي مرحلة لقيت تشجيعا بفضل ثراء هذه النوعية من النصوص بالصّور التي تدفع القارئ إلى إعادة النظر في النّص أكثر من مرة وقراءته عديد المرات
أمّا المحطة الأخيرة والتي وجدت فيها مشجّعين ومحفّزين ووجدت أيضا معارضين غير قابلين للفكرة .. هي محطّة ارتدء ثوب الجرأة واقتحام عالم الشعر بمفردات قد توحي بمنزعها الجنسي الجرئ ولكنها محطّة جعلتني عرضة لبعض الهجومات من بعض العقليّات التي ترى في ذلك تجاوزا للعرفِ وللعادات والتقاليد واتهامي بالإخلال الأخلاقي ولكن أيضا وجدت الكثيرين يقفون في صفّي لأنني أوّلا وأخيرا أكتب كلامًا موشّى بالمجاز وأنا مؤمنةٌ بمقولة " أعذب الشّعر أكذبه" والصّور الشعريّة طبعًا كذب وخيال يعتمِل في ذهن الكاتب وقدرة على التلاعب بالمفردات قصد شدّ القارئ وهذا حال بعض نصوصي ك : لَملِم أشواقي / حلم قديم / قطعة حبّ / الليلةَ أشْتهيكِ ...
لَمْلِمْ أشواقي
.....................
لَملِم أشواقي اقطفها
فثمار الحب تلتهبُ
النهد الثّائرُ يرغَبُكَ
ورمان الشفة ينتحبُ
والجسد المرمر ينتظرُ
وطنا من فرحٍ يقتربُ
اهمس في اذني وشوشها
فرحيق الرغبة ينسكِب
لامس أجزاءً من وطني
فحنايا أرضِي تصْطَخبُ
وجدار الصَدِّ أسْقِطْهُ
دعْه يتراجعُ ينسحبُ
ضُعفي في حبكَ أعشقه
فبضعفي القوةَ أكتسِبُ
بجنون امرأة ألتهف
وجرائم حبٍّ أرتكبُ
وبرعشة جسدي أُعْلِنُها
لذتُكَ لِعقلي تستَلِبُ
والثّغرُ الباسمُ يمطركَ
قبلات جمرٍ تلتهبُ
داعبْ أوردتي راِودها
عن نفسٍ كادت تغْتَرِبُ
نيرانُ حرْبِكَ أَعْلِنْها
واسْتَوطِن أرضًا تضطَربُ
سيكون جسدي مضجعكَ
والحضنُ مجيئَك يرتقِبُ
مرِّرْ أنفَاسَكَ لاعِبْني
جسمي يشتاقُ إلى اللّعِبِ
سجّلْ أهدافك لا تخْجلْ
لا مانعَ أني أنغَلِبُ
اهدِم أسواري قوّضها
واجعلني لنَصْرِكَ انتسبُ
وهذه المحطّة جعلتني أتميّز وجعلت لبعض يعرف نصوصي حتى دون ذكر الاسم عند النشر فقالوا إن لي بصمة خاصّة صرتُ أُعرف بها عند النّشر حتى وإن لم أكتب اسمي على المنشور
س:- ما هي مشاكل الكاتب العربي - وما هي العاراقيل التي تواجهه في نشر كتاباته والتواصل مع القارئ ؟
لعلّ إجابتي في السؤال السّابق عرضت ولو ضمنيّا بعض مشاكل الكاتب العربي كمواجهته لبعض العقليّات التي ترفض التّجديد وترفض إحداث ثورة على السّائد والمألوف بتعلّةِ الأخلاق والدين رغم أن الشعر الجاهلي زاخر بمثل هذه المواضيع ومن منا لا يعرف نصّ امرئ القيس وهو يضاجع امرأة في وقت انشغالها بإرضاع صغيرها ... والأمثلة كثيرة
وفي ذلك تأكيد أن الشعر صور ومجاز وخيال وإمتاع لتكون النصوص بعيدة عن محاكاة الواقع قريبة من القلوب
أمّا عن الصّعوبات التي قد تعترض الكاتب عند نشر كتاباته والتّواصل مع القارئ فأظنّ أنّ الشبكة العنكبوتيّة سهّلت هذه المهمّة وتبقى بعض العوائق مرتبطة بجانب النشر الورقي لِما في الأمر من تعطيلات بيروقراطيّة ومعاملات وإجراءات رسميّة إضافة إلى العوائق الماديّة ثمّ لا نتجاهل مشكلة عزوف الناس عن القراءة والمطالعة فبات الكتاب لدى البعض حِملاً ثقيلا في زمن غلبت فيه تكنولوجيا الصورة والعالم المرئي
س:- ما نوع الدعم الذى يحتاجة المبدع العربي ؟
يحتاجُ كلّ مبدعٍ إلى دعْم معنويّ أولا لأنه مُحفِّز كبير وهام على المواصلةِ ثمّ يأتي في مرحلةٍ موالية الدّعم المادّي ليتحوّل المجهود إلى شيء ملموسٍ يتمتّع به القارئ ولا تبقى النّصوص مجرّد حبر على ورق تُرْكَنُ على رفوفِ النّسيان
س:- كيف ترى المشهد الشعرى علي الساحة الادبية في تونس اليوم ؟
لا أحدَ يُنكِرُ الذّائقة الفنيّة الراقية جدا للشعب التّونسي وللقارئ التّونسي ولا يختلف اثنان في أن تونس ولودٌ ولاّدةٌ أنْجبت ومازالت تُنْجِبُ أقلاما تنزِف إبداعا وألَقا ورُقيّا تونس التي أنجبت "الحسن بن رشيق القيرواني" و "علي الحصري القيرواني " و أبا القاسم الشابّي هي أيضا التي أنجبت الشّاعر المبدع الراقي " المنصف الوهايبي " هذا العملاق الذي ملأ الدّنيا وشغل الناس ,تُرجمت أعماله لعدة لغات والذي نال جوائز عربية وعالمية بكتابة الشعر والرواية والسيناريو .. هو مبدع شامل موذج للرجل المثقف وفخر للبلد وأيضا توأم روحه المبدع الشاعر محمّد الغزّي .. عِلما أنهما أستاذان جامعيّان كنت في يوم ما من طلبتهما ولذلك أرى في نفسي بذرة نجحا في زرعها بداخلي كيف لا وانا ابنة القيروان موطن هذي المبدعيْن ... وغيرهما كثير من أبناء تونس حملوا همّ الوطنِ وكتبوا وأبدعوا وأمتعوا وطبعا ما ذكرته من أسماء من قبيل الذّكر لا الحصر لأنّ الإبدااع التونسي والأقلام التونسيّة لا حصْرَ لها ولا عدّ
ويكفيني فخرًا أنني ابنة القيروان هذه المدينة
التي قال عنها الرائع نزار قباني :-"شكرا لمدينة القيروان فهي أول مدينة عربيّة ارتكبت فضيحة حبّ الشّعر والشّعراء " وقيلت هذه الكلمات في إطار الاحتفال بمهرجان ربيع الفنون بالقيروان وقد كان لي شرف حضور هذه الأمسية التي أضاءها وشرفها بالحضور الرائع نزار قباني ونشّطها الممثل المصري محمود ياسين ... حدث لروعته ظلّ يرتسم بتفاصيله في الذاكرة
س:- ارجو الا اكون قد ارهقتك بالاسئلة ؟ ولكني اظن انة كان لقاء رائع - فما الكلمة التي تحبي ان تقوليها في ختام هذة المقابلة ؟
ـ أختم كلامي هذا بالشّكر لكلّ من كان إلى جانبي ومازال مشجِّعا ومحفّزا ومؤمنًا بحرفي ك الأستاذ محسن الشّريف / الشاعر والفنّان التشكيلي المصري أحمد عبد السلام خضر / صاحب الحرف الجميل والور الرائعة المصري عاطف حمدان /الفنان التونسي عازف العود الرائع وكاتب
المقامات الأستاذ توفيق الصغير / المبدع الأكثر من رائع الشاعر القيرواني التونسي العربي الذي أفتخر به كثير الرائع المنصف الوهايبي / طبعا إضافة إلى بعض المجموعات الشعريّة التي كان لها تأثير جلّي وواضح في دفعي إلى الكتابة وبثّ روح المنافسة كمجموعة : مشاعر الاحتواء للأدباء والشعراء لمشرفها الأستاذ شريف الصّاوي ومجموعة سقراط للنّقد الأدبي والإبداعي في شخص مشرفها الدكتور رضا شلبي ومجموعة سحر الحروف في شخص مشرفها الأستاذ يوسف إبراهيم والصّالون الأدبي ومجموعات أخرى كثيرة ... وطبعًا ختامها مسك بالشكر الكبير بمقدار الاحترام والتّقدير الذي أكنّه للمبدع الذي اجري هذا الحوار الأديب المصري صابر حجازي ... تحياتي
********************************************
كنوز ادبية ..لمواهب حقيقية
ان غالبية المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافية، والتي من شانها ان تساهم في فرصة ايصال رسالتهم واعمالهم وافكارهم مع القارئ الذى له اهتمام بانتاجهم الفكري والتواصل معهم ليس فقط من خلال ابداعاتهم وكتاباتهم ، في حين هناك من هم علي الساحة يطنطنون بشكل مغالي فية ،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة.
لهذا السبب كانت هذة هي الحلقة رقم -15 - من السلسلة التي تحمل عنوان ( كنوز ادبية لمواهب حقيقة ) والتي ان شاء الله اكتبها عن ومع بعض هذا الاسماء
*صابر حجازى ..اديب وكاتب وشاعر مصرى
الصفحه الادبيه
http://www.facebook.com/SaberHegazi
الصفحة الشخصية
http://www.facebook.com/hegazy.s
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat