صفحة الكاتب : جعفر المهاجر

لهيب الفراق والأغتراب ...ألى روح الحبيبة ... أمي الراحله
جعفر المهاجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كم هي الساعات رهيبة ومرة ودامية
تلك التي تلقيت فيها نبأ رحيلك ألى الرفيق الأعلى
لهيب فراقك علقم في فمي
وجمر   يستقر في دمائي
لن خمده السنين أبدا
لوعة فراقك تتأجج في غمرات روحي الثكلى
هذه الروح التي لم ترتو أبدا من ارتشاف عبيرك الملائكي الفواح.
موتك مدية تجول وتصول في قلبي المتعب
لقد افتقدتك وأنا في  غربتي القاسية ويحاصرني خريف العمر
ورياح القهر تصفعني دون  رحمه في هذه الأقاصي
لقد كنت أحلم أن أضع رأسي على صدرك الدافئ الحنون
لأخفف من عناء روحي الضائعة في المدن الغريبه
وأضع حدا لرحلة العناء المضنيه
صدرك الذي أعرفه جيدا كم هو طاهر وحنون
صدرك الذي تتوق أليه كل قطرة من دمي في كل لحظه
صدرك أوسع من كل بحار العالم في طهره وحنانه ونقائه
 وهو  أيكتي الوارفة الظلال التي تحميني من هجير الزمن
لكن حلمي ضاع وانتهى في دروب الغربه
بعد أن فقدت كل شيئ جميل وبهي بفقدك
لقد   تركتيني وحيدا في هذا العالم
أتخبط في عثراتي
أهيم على وجهي في الغابات الكثيفه
لعل الأشجار والطيور تسمع شهقات روحي وحرائقها وعذاباتها
جراحي عميقة ياحبيبة العمر النقية  التقية
ليتني  أغمضت عيني ألى الأبد في هذه الغربة الموحشه
قبل أن أسمع برحيلك عن هذا العالم    
شريط الذكريات يمر أمامي
كم   عانيت من أجلي وأنا أبنك الوحيد؟
كم لقيت من الظلم والشقاء مالم تتحمله الجبال
من أجل أن يقوى عودي
وأقاسمك هموم الحياة ولوعاتها  
لن أنسى دموعك الحارة المقدسة
دموع وداعك حين هممت بالرحيل ألى المجهول
لقد صليت من أجلي كثيرا
ورفعت يديك ألى السماء بالدعاء تتضرعين ألى الله
أن يأخذ بيدي ويرعاني أينما حللت
بعدها سكبت كمية من الماء خلفي ودموعك تتلألأ على وجنتيك الطاهرتين كحبات المطر النقيه
من الذي يضيئ جوانحي المظلمة بعد اليوم أيتها الحبيبة الغاليه؟
من الذي يمنحني دفقات الأمل بعد رحيلك المر؟
لم تزل كلماتك الشجية ترن في أذني
وتنساب في دمائي
كأعذب سمفونية تداعب ضلوعي  الغضه
وأجمل لحن سماوي يدغدغ طفولتي
 وأنت تهزين مهدي البسيط
وتطلقينها من أعماقك الطاهره
(دللول ..يبني الولد يمه دللول... عدوك عليل  وساكن الجول)
لقد مضى على تلك الكلمات الشجية أكثر من ستين عاما
لكنها مازالت حية في ذاكرتي
كم أنا بشوق ألى تلك الأيام الخوالي أيتها الحبيبة
لأذوب في محراب حنانك الكبير
ضلوعي دامية  ياأمي
وعيوني تغمرها الدموع
ودروبي مغبرة شوهاء بعدك أيتها الغاليه
جراحي لن تندمل  أبدا بدونك
ولا أحد يستطيع أن يمنحني قطرة من بحر حنانك  اللانهائي
أنني أطمع بفيوضات الرضا من روحك الطاهره
سامحيني أيتها العزيزه
أغفري لي خطاياي الكثيرة بحقك
لأن رضاك عني هو ماتبقى لي من متاع العمر
في النهاية لابد أن أخضع لحكم الرب
فالموت والحياة حكمته الأزليه
وأن وعد الله حق
فألى جنات الخلود ياأمي
يانجمتي الراحلة بين طيات السماء
ياقديستي الطاهره
ياجوهرة الحب النبيل
وزنبقة الحنان التي لن تذبل أبدا
ياألق الوفاء .. ياأمي الحبيبه
أنتقلت  ألى جوار ربها يوم السبت الثالث من رمضان 1431ه الموافق 14/ 8/2010م  
أبنك المفجوع  
جعفر المهاجر/السويد
في  15/8/2010

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر المهاجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/15



كتابة تعليق لموضوع : لهيب الفراق والأغتراب ...ألى روح الحبيبة ... أمي الراحله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو علي الفراتي من : البصرة ، بعنوان : رحم الله الفقيدة في 2010/08/15 .

بسم الله الرحمن الرحيم

الى الاخ الفاضل جعفر المهاجر
عظم الله لكم الاجر
الفاتحة






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net