صفحة الكاتب : صفاء سامي الخاقاني

الطريقة المثلى للتعامل مع الطفل
صفاء سامي الخاقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن للأسرة الدور الفاعل في تربية الطفل على الاخلاق الحسنة والتصرفات المثالية ويتأكد الدور على الأب، وفي هذا المقال سأحاول التنبيه الى بعض الملاحظات التي من شأنها توضيح الطريقة والاسلوب الامثل في التعامل مع الطفل وتجنب السلبيات التي قد تنتج من التعامل الخاطئ معه.
عند ملاحظة الأب لطفله وهو يعاني من ضعف الكلام والحوار مع الاخرين ينبغي من الأب المساهمة بفاعلية والتصدي للحوار مع طفله لأن ذلك يساعد الطفل على تنمية موهبة الكلام والحوار الجيد مع غيره وبالتأكيد إذا لم يجد الطفل من يحاوره فلا يُتوقع أن خصلة الكلام ستقوى عند الطفل.
إذا كان الأب يعاني من كذب طفله بكثرة فعلى الأب الالتفات الى خلل واضح في تعامله مع الطفل لأن كذب الطفل بكثرة يعني أن الأب يتشدد في محاسبته ويقسو عليه فهو محاولة منه لتجنب شدة المحاسبة وتهرب واضح.
صفة أخرى ربما يتصف الطفل بها وتبعث بالقلق لدى الأب وهي سرقة الآخرين وهذه الصفة بحد ذاتها تعني عدم تربية الطفل على البذل والعطاء، وبالتالي لابد من تعليمه على البذل والعطاء وحب الاخرين، فضلا عن ذلك فالملاحظ على الطفل إذا غابت عنه مشاركة الأب له ستتولد عند الطفل صفة البخل وستظهر عليه بوضوح فيبقى يعاني من البخل لعدم تربيته على المشاركة مع غيره.
رغبة الأب في رؤية طفله يتمتع بثقة عالية بالنفس لا تأتي من فراغ وإنما من عوامل تساهم في نشوء هذه الصفة وتنميتها وأبرز هذه العوامل تشجيع الأسرة لطفلهم لأن تشجيعه يبعث في نفسية الطفل الشعور بالثقة العالية. وتشجيع الأب لطفله لا يعني بالضرورة كثرة دفاعه عنه لأن كثرة دفاع الأب عن طفله يعود بالأثر السلبي فالدفاع المبالغ فيه يجعل من الطفل جبانا خائفا وهذا ما لا ينبغي حصوله، لكن الطريقة الوسطى هل الحل فلا دفاع مبالغ فيه ولا تركه عرضة للمخاطر، حتى أن مدح الأب المعتدل لطفله يدفع عنه حالة الغضب ويربيه على الهدوء والسكينة والوقار لأن الطفل بحاجة الى من يمدحه ويثني عليه ويجعل في نفسه الاحساس بقيمة أعماله وثمرتها.
وحذار من التعامل العنيف مع الطفل من قبل الأب لأن هذا التعامل يؤدي بالنتيجة الى تعامل الطفل مع الاخرين بنفس الاسلوب كمحاولة الاعتداء عليهم كما تعامل الأب معه، ولابد من الالتفات حتى الى نبرة الصوت التي تخرج من فم الأب لأنها إذا خرجت بارتفاع وعلو وتعامل مع طفله بالصياح والصراخ سنلاحظ الطفل يتعامل مع الاخرين بلا احترام، فخفض صوت الأب مع طفله يساهم في تربية الطفل على احترام الاخرين، لأن الطفل إذا تعرض للعنف من قبل الأب الذي يتوقع منه الحماية والأمان فهذا يؤدي الى شعوره بالآلام النفسية الشديدة التي تحوله الى شخص يسعى لصب جام غضبه على المجتمع ويبدأ في مرحلة العنف المضاد. وهذه الحالة تساهم كثيرا في عدم قدرة الطفل على تحقيق ما يحلم به ويصبو اليه.
بل حتى تعامل الأب مع طفله على نحو من التهديد والوعيد يدخل في إطار تهديم شخصية الطفل لأن التعامل المستمر وفق أسلوب التهديد سيولد شخصية ضعيفة مهزوزة عند الطفل وهذا ما سيخرب حياته وآماله.
المعاملة العاطفية لها الاثر البالغ في تربية الطفل والارتقاء به فمثلا جعل الأب طفله يعيش شعورا بالاهتمام من قبله بالتأكيد سيبعد عنه حالة الغيرة من الاخرين وإذا عامله بلطافة وعاطفية أكثر كأن يقبله ويضمه الى صدره فإن هذا الطفل سيكون شخصا لطيفا محبوبا بين الناس وغير مزعج، أما إذا انشغل الأب عن طفله وكان بعيدا عنه سيؤدي ذلك الى نشوء طفل منطوٍ على نفسه.
واذا أحب الأب أن يكون طفله مطيعا عليه أن لا يكثر من طلباته فإن كثرة طلبات الأب من طفله ستؤدي بالنتيجة الى عدم اطاعته لأبيه وهذا ما لا يرغب فيه الأب.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفاء سامي الخاقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/02



كتابة تعليق لموضوع : الطريقة المثلى للتعامل مع الطفل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net