صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

حكايات عمو حسن
علي حسين الخباز

هذه قصة تحملها جراحي إليك علها تنفع لحكاية من حكاياتك الطريفة... تزوجت كما الأخريات، وعشت وسط عائلة زوجي انسانة خدومة اقدم ما استطعت من خدمة لعائلتي الجديدة؛ لكن لاشيء ينفع امام طباع زوج شرس لا يجيد سوى الخشونة، وقساوة لم أرَ مثلها عند اخوتي او اقاربي، ووحشية لم اسمع عنها اطلاقا في حياتي. 

وأما عائلتي الجديدة فهي ارتكزت على طباع غريبة عجيبة لا تستغرب ابدا اذا ما رأيت الظالم يبكي بحرقة وهو يعرض مظلومية لا أخت لها؛ وكأنه لم يكن الظالم والقاسي والمحرض على أذى الآخرين... وشعرت حينها أن لا حل يوقف هذه المأساة عني سوى تدخل الأهل، وسرعان ما استفحلت المشاكل لينتهي الأمر بي وأنا أنال ابغض الحلال... أوه حصلت على الطلاق اخيرا، واستطيع ان اعيش حرة طليقة، لا أتعرض فيها كل يوم الى الإهانات والضرب والقسوة، ومخادعة عائلة لا تعرف مخافة الله... واخيرا تحررت وسأعيش حياة حرة كريمة... وفعلا حصلت على وظيفة تؤمن لي كسب قوتي لكي لا أكون عالة على احد من اخوتي...

انتهت تلك المعاناة لتبدأ رحلة معاناة جديدة اكثر شراسة وألما... صرت اعيش مخاضها كأمرأة مظلومة مهضومة بسبب نظرة الآخرين الدونية الى المرأة المطلقة... وصرت اشعر ان خطواتي محسوبة عليّ، وانا أختلف عن الأخريات بكل المقاييس؛ كوني امرأة مطلقة، والبعض يراني لقمة سهلة من الممكن افتراسها متى يشاء؛ لكوني امرأة مطلقة. والأهل تغيّرت نظرتهم رغم انهم يعرفون تفاصيل معاناتي، وهم ساهموا في جزء كبير في قصة خلاصي، وشاركوا بالفعل في السعي الجاد لإنفصالي عن الزوج والحصول على ورقة الطلاق.. إلا أنهم صاروا يعاملونني كما يعاملون الخلل والعطب والعيب... 

كثرت المحذورات في حياتي، وعادت النصائح الكثيرة تشكل صراعا نفسيا كبيرا لي بودي ان اقف وسط الناس لأصرخ: (أيها الناس أنا انسانة مثل الأخريات، ولا اختلف عنهن بشيء، انا امرأة مثقفة ناضجة التفكير، ملتزمة بتعاليم ديني وانسانيتي، وكل ما في الأمر اني لم اجد الزوج الذي يراعي حقوقي التي فرضها الله عليه، وعاش وهو لا يعرف معاملة الزوجة كإنسانة، ولم اجد الجو العائلي الذي يجعلني اشعر عند اهل زوجي بإنسانيتي، وانا من أعدت لتكون أماً لأولادهم... انا امرأة من دم ولحم لست مجرمة ولا منحرفة، ولست مستعدة يوما للتنازل عن عفتي وكرامتي). 

وبعد كل هذا الصراخ المنفعل في داخلي اعود منكسرة امام معاملة الأهل في البيت، والصديقات في الدائرة، ونظرات الآخرين المريبة... اسمع احيانا همسات كلام: انها مطلقة... تـُقال بملء الفم كما يُقال عن الخطأ... والمضحك المبكي حين ينظر بعضهن إلي وكأني (خطافة رجال)، يتعاملن معي بحذر شديد، ويخشين على ازواجهن مني... هكذا وكأني مادة معروضة للبيع او الإيجار.. الى متى سأبقى اسيرة لإتهامات الآخرين... وانا امرأة كل ذنبي اني حصلت على ابغض الحلال.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/31



كتابة تعليق لموضوع : حكايات عمو حسن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net