في يوم المولد الأعظم ولد النور والهدى
جعفر المهاجر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جعفر المهاجر

على امتداد تلك الصحراء المترامية الأطراف والحارقه خيم الشرك بكلكله الثقيل وأخذ بخناقها وأشاع في جنباتها الجهل والتخلف والظلام من وأد للبنت وعبادة للأصنام واستيلاء الأقوياء على مقدرات الضعفاء ومن نهب وسلب وقتل من خلال الغارات القبلية التي لايحكمها قانون. وتجارة للرق وغيرها من العادات التي ماأنزل الله بها من سلطان. وشاءت أرادة الله أن تنقذ تلك الأمه ويهب الأله العظيم لها نورا بهيرا يملأ كل أصقاعها وينتقل ألى كل بقعة ظلام في هذه المعموره فكانت تلك الولاده المباركة الميمونة التي غيرت وجه الدنيا أنها ولادة الرسول ألأعظم محمد ص .
لقد كان اليوم الثاني عشر أو السابع عشر من ربيع الأول من عام 570 للميلاد المسمى بعام الفيل حسب الروايتين يوما مشهودا وحاسما في تأريخ البشرية حيث انبلج ذلك الضياء السرمدي من أطهر بقعة في الأرض تلك هى الكعبة المشرفة فكان ذلك الضياء هو ضياء محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن مناف المنحدر من ذرية النبي أسماعيل بن أبراهيم عليهم السلام وقد سماه جده عبد المطلب ب ( محمد ) حيث قال (أردت أن يحمد في السماء وفي الأرض ) وفي ذلك أشار حسان بن ثابت :
شق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا محمد
فهو محمد وأحمد والمصطفى والخاتم ويس وطه أنها من أسماء ذلك الوليد المبارك والذي باركته الأرض والسماء .
هكذا شاء الله لينقذ هذه الأمه من براثن الألحاد والشرك ووأد البنت ألى رحاب العدل والتوحيد والقيم الأنسانية العليا . وهكذا شاءت أرادة الله التي هي فوق كل أراده أن تحمي ذلك البيت الطاهر المطهر الذي ولدت فيه ياسيدي يارسول الله ص من كيد الأعداء وغدر الغادرين الألداء لكي يكون مقترنا بعام الفيل الذي توجه فيه أبرهة الحبشي الأشرم بجيشه الجرار للقضاء على تلك الشعلة المقدسة بهدم البيتالذي أراده الله أن يكون قبلة للمسلمين ألى يوم النشور فرد الله كيده وكيد جيشه ألى نحورهم وكانت الولادة العظيمة التي باركتها الأرض والسماء. ولابد لكل مسلم أن يبتهج ويحتفل بحلول هذه المناسبه العظيمه فألقاء الخطب والقصائد وذكر سيرة هذا الرسول الأعظم ص من أجل أظهار الحب للنبي الأعظم ص يعبر خير تعبير عن جوهر الإسلام وليس ببدعه كما يدعي البعض الذي شذ عن الطريق السوي وراح يصدر فتاواه الجائرة الغريبة التي تخالف أجماع الأمة على الأحتفال بهذا اليوم المبارك الجليل وهي فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ولا أساس لها. يقول بن حجر العسقلاني ( ولا يزال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده ص يعملون الولائم ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور ويزيدون المبرات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ص ليظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم . فرحم الله امرءا أتخذ من ليالي مولده المبارك ص أعيادا ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وأعياه داء . ) 1
وهذا كعب بن زهير ينشد قصيدته الطويلة في حضرة الرسول الأعظم ص في يوم مولده الميمون ص وفي المسجد ويقدم العفو بين يديه فيقبله ويستمع أليه حيث يقول كعب في بعض أبيات القصيده:
نبئت أن رسول الله أوعدني
والعفو عند رسول الله مأمول
أن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف العدل مسلول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة أل
قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
ألى نهاية القصيده التي تتكون من 58 بيتا وهي من أروع القصائد التي قيلت في مدح سيد البشرية ص ودونتها السير النبوية.
يقول الله جل وعلا في سورة الانشراح بسم الله الرحمن الرحيم: ( ألم نشرح لك صدرك . ووضعنا عنك وزرك . الذي أنقض ظهرك . ورفعنا لك ذكرك ) ووفق تفسير أكثر المفسرين أن رفع ذكر النبي ً أمر مطلوب عندما خاطبه الله ورفع ذكره بأعطائه النبوة وتكريمه بالرساله .والله يطالبنا برفع ذكره ص مادام هو سبحانه قد رفع ذكره و(رفع الذكر) هو الأحتفال بمولده العظيم ص لتبيان جانب من سيرته والتحدث عن شخصيته الطاهره المطهره من يوم ولادته ألى يوم انتقاله ص ألى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا.
وفي ذكرىولادتك سيدي يارسول الله أخاطبك وأنا العبد الفقير الذليل لله ولك ولأهل بيتك الغر الميامين فأقول: ياسيد الخلق ويامن منحك الله قبسات من نوره البهي فكنت المنقذ والهادي والبشير والصادق الأمين. لقد تحدث عنك الكثير من أصحاب الأقلام الشريفة والنفوس الطيبة المنصفة من مسلمين وغير مسلمين ومنهم مفكرون غربيون منصفون سخروأ أقلامهم لقول الحق فهذا البروفيسور جارسان دي تاسي يقول ( أن محمدا رسول الإسلام ص ولد في حضن الوثنية , ولكنه منذ نعومة أظفاره أظهر عبقرية فذة وانزعاجا عظيما من الرذيله وحبا حادا للفضيلة , وأخلاصا ونية حسنة غير عادييتن ألى درجه أن أطلق عليه مواطنوه في ذلك العهد أسم (الأمين .)
وهذا البروفيسور ليك يقول ( أن حياة محمد التأريخية لايمكن أن توصف بأحسن ماوصفها الله نفسه بألفاظ قليلة بين فيها صفة النبي حيث قال ( وما أرسلناك ألا رحمة للعالمين ) أن يتيم آمنه العظيم قد برهن بنفسه على أنه أعظم الرحمات لكل ضعيف ولكل محتاج ألى المساعده .)
وهذا الفيلسوف تولستوي صاحب ملحمة (الحرب والسلام ) يقول ( أن محمدا ص هو مؤسس ورسول الديانة الأسلامية التي يدين بها في جميع جهات الكره الأرضية مائتا مليون نفس ) هذا في زمانه أما اليوم فالمسلمون بلغ تعدادهم حوالي مليار ونصف بفضل هذا النور المحمدي الذي أنار الكون برمته.أكتفي بهذا النزر اليسير من أقوال كبار المفكرين الأجانب ومن أراد المزيد فليبحث في بطون الكتب فسوف يجد الكثير من أقوال مفكري الغرب غير المسلمين بحق رسولنا العظيم محمد ص .
عن أبي ذر رض قال ( كان رسول الله ص يجلس بين ظهراني أصحابه ( وسطهم ) فيأتي الغريب ولا يدري أيهم هو ص حتى يسأل فطلبنا منه ص أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب أذا أتاه فبنينا له مصطبة من طين يجلس عليها .) وعن أنس بن مالك رض قال مر رسول الله ص على جمع من الصبيان فسلم عليهم . وفي صحيح مسلم عن النبي ص ( من لايرحم الناس لايرحمه الله ). وعن الأمام علي ع يصف رسول الله في نهج البلاغه ( كان رسول الله ص دائم البشر , سهل الخلق , لين الجانب , ليس بفظ ولا بغليظ , ولا صخاب ولا فحاش , ولا عياب لايقبل الثناء ألا من مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه , وما رأيت أحدا أكثر منه تبسما )نهج البلاغة .
وأقول مرة أخرى بولادتك سيدي تهدم أيوان كسرى وتهاوت أصنام الشرك حيث قال جل وعلا في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ( لقد من الله على المؤمنين أذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وأن كانوا من فبل لفي ضلال مبين ) الآية164 - آل عمران.
وبحق لي مرة أخرىكمسلم عشق النور المحمدي أن أخاطب سيدي رسول الله ص بهذه الأبيات البسيطة وأقول :
عيد الولادة هذا الشهر وافانا
ليملا الأرض أنوارا وأيمانا
محمد سيد الدنيا وبهجتها
للمتقين نراه اليوم عنوانا
عيد تسامى الحق من أفيائه
كأنه اللحن يشدو في حنايانا
فمولد المصطفى مصباح أمتنا
كأنه قمر في أفق دنيانا
عيد لأشرف خلق الله كلهم
أضاء كل الدنا عدلا وأحسانا
ياصفوة الخلق قد أنقذت أمتنا
من الظلام الذي قد ساد أزمانا
فأنت يأبا الزهراء متمم مكارم الأخلاق هكذا قلت وقولك الحق ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) لقد أصبح الناس أحرارا متساويين في الحقوق تحت خيمة الأسلام الكبرى . فيالبؤس من ناصبوك العداء على مر الزمن . يالخيبتهم وجهلهم وغيهم وضلالتهم . بميلادك سيدي يارسول الله تطيب الذكرى , وتلذ المناجاة , وتحلو العبارات , وتسكب للفرحة عبرات فلقد نادى مناد في السماء منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ونصف أن ياسماء تزيني ويادنيا زغردي فلقد ولد محمد ص .
فمبلغ العلم فيه أنه بشر
وأنه خير خلق الله كلهم
ياسيدي يارسول الله ص لقد خرجت أفاعي الظلام من جحورها من جديد بعدما أوذيت في حياتك كثيرا وكما قلت ًص( ما أوذي نبي مثلما أوذيت ) . اليوم يؤذونك مرة أخرى هؤلاء الذين أعمى الله بصرهم وبصيرتهم وباتوا يتخبطون في غمرات جهلهم وضحالة عقولهم المريضة بحجة (حرية التعبير) وحرية التعبير أسمى وأنبل وأطهر من الدجل والزيف والأنحطاط الذي سلكوه لغايات دنيئة .ومحاولات تشويه أعظم شخصيه عرفتها الأنسانية هو اعتداء على حرية التعبير. وسلامة الخلق. وهل أن حرية التعبير قد نضب معينها فأبت الا أن تجرح مشاعر وقيم مليار ونصف مليار مسلم باعتدائها على أشرف خلق الله؟؟وعتبي عليكم أيها الليبراليون العرب الذين ركبتم الموجه وأيدتم هؤلاء البؤساء الفقراء في خلقهم وسلوكهم بحجة حرية التعبير وما أفقر وأتعس هذه الحجة الباهتة في هذا المضمار.
أما هؤلاء الذين يفجرون أجسادهم النتنة بين الأبرياء العزل دون ذنب أو جريرة ويصرخون بكلمة (الله أكبر ) فأنهم من أشد أعداء هذا الدين العظيم الذي عفا عن أعدى أعدائه والتأريخ شاهد على ذلك أنهم ليسوا أعداء للدين الأسلامي العظيم فقط لكنهم أعداء حقيقيون لأنفسهم و لكل الأديان السماويةمن اليوم الذي خلق الله فيه آدم وألى اليوم الذي بعث الله عز وجل فيه محمدا ص بالحق رسولا ألى العالمين.
واليوم يتعرض زوارك المتعطشين لنورك البهي لأشرس حملات الضرب والاعتداء الهمجي الذي يتنافى وروح الأسلام وقيمه النبيلة من رعاع همج قساة غلاظ لايختلفون عن أولئك القساة الغلاظ الذين ملأوا قلبك قيحا في مكة والمدينة. ونحن نشكو ألى الذي بعثك بالحق رسولا للعالمين وألى روحك النقية الطاهرة ونبرأ من كل هذه الأعمال الهمجية التي رفضتها قيم الأسلام وشريعته السمحاء.
ستبقى ياسيدي يارسول الله ًنورا أبديا ينير الطريق للبشرية مادامت الأرض والسماء رغم كيد الأعداء وغدرهم وافتراءاتهم وتخرصاتهم وسنبقى نردد ماقاله حسان بن ثابت مادام في اجسادنا عرق ينبض :
وأجمل منك لم تر قط عيني
وأحسن منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء
سيدي يارسول الله ص أن غاية أملي ومناي أن تقبل مناجاتي وكلماتي البسيطة في يوم ولادتك العظمى فصفاتك أجل وأعظم وأكبر من هذه الكلمات ولا تسعها المجلدات .
فأن قبلتم فياعزي وياأملي
وأن أبيتم فمن أرجوه غيركم.؟
بسم الله الرحمن الرحيم :
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخروذكر الله كثيرا) الآية 21 من سورة الأحزاب .
أشارات:
1- المواهب اللدنيه الجزء الأول ص27 .
2- من قصيدة كعب بن زهير المعروفه والتي مطلعها ( بانت سعاد فقلبي اليوم متبول - متيم أثرها لم يفد مكبول ).
15/2/2011م الموافق11ربيع الأول1432ه
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat