صفحة الكاتب : علي الغزي

القبله لغة الشعراء وبصمة حب للعاشقين
علي الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


كتبنا  في السياسه كثيرا وكتبنا عن العراق وما يجري فيه من ويلات ودمار وفساد  ونسينا
انفسنا    نسينا  الحب  ومعانيه  ونسينا  حياتنا  وحتى خلجات انفسنا  من واقعنا المرير
ومن الثقافات الدخيله  على العراقيين بشكل عام  واليوم لنا اطلاله  على الحب  وخلجاته
وعلى نوعية  القبل  التي تمارس  في كل طقوس الحياة

والقبله احدى وسائل التعبير عن الحب عند الانسان  والقبل نوعان  قبلة غريزيه  وقبله غير
غريزيه  والقبل الغير غريزيه  مثل تقبيل الصديق لصديقه اثناء السلام بعد فراق  والاخ
لاخيه   او تقبيل يد الكبير  او عالم مجتهد والتقبيل هذا بدافع المجامله  ومرات
الانسان يقبل بدافع عقيده دينيه  كتقبيل القران  او الانجيل او التورات  وكل طائفه
طقوسها في تقبيل معتقداتها الدينيه

والقبله الغريزيه  فهي موجوده  عند الانسان والحيوان معا حيث نرى ان بعض الحيوانات في
موسم التكاثر تتبادل القبل او العض من الرقبه   وخاصة  في موسم  الربيع  وموسم الخصب
بالنسبه  لبقية الحيوانات  والطيور  حيث تمارس القبل  بمناقيرها 

وقد اهتم جيل الشباب  في القبله  لتكون بصمة  لكل عاشق ولهان  ولكل  حبيب  وحبيبه كي
يعبروا  عن خلجات انفسهم  في  القبل


وقد اهتم الشعراء على مر الزمان  مع اختلاف المكان  حيث ذكرت القبله في الادب العالمي
كذالك الشعر العربي  من قبل الاسلام  والى يومنا هذا  .

وقد تغنى الشعراء  في  الحب  وفي القبل  وكان اوفر حظا في ذلك   الشاعر امرء القيس  حين
قال في قصيدته الرائعه  ..... والتي يصف  عدد ونوع القبل ولهفة حبه..



تعلق قلبي طفلة عربية
تنعم في الديباج والحلى والحلل
لها مقلة لو أنها نظرت بها
إلى راهب قد صام لله وابتهل
لأصبح مفتوناً معنى بحبها
كأن لم يصم لله يوماً ولم يُصل
حجازية العينين مكية الحشا
عراقية الأطراف رومية الكفل
تهامية الأبدان عبسية اللمى
خزاعية الأسنان درية القبل
ولي ولها في الناس قولاً وسمعة
ولي ولها في كل ناحية مثل
وكاف وكيف كاف وكفي بكفها
وكاف كفوف الودق من كفها انهمل
ولاعبتها الشطرنج فخيلي ترادفت
ورخّى عليها دار بالشاه بالعجب
فقبلتها تسعاً وتسعين قبلة
وواحدة أخرى وكنت على عجل
وعانقتها حتى تقطع عقدها
وحتى فصوص الطوق من جيدها انفصل
كأن لآلئ الطوق لما تناثرت
ضياء مصابيح تطايرن من شعل

كذالك  الشاعر الاموي  له  نصيب  في  وصف الحب  وفي  القبل  ايضا  وهو اكثر مجون من
بقية الشعراء  حيث انه في احد قصائده يحلل لنفسه  العناق  والقبل بين الحطيم وزمزم
وليزيد ابن معاويه العديد من قصص وشعر المجون وهذا نموذج من قصبدته

أراك طروباً والهاً كالمتيم
تطوف بأكناف السجاف المخيم
أصابك سهم أم بليت بنظرة
وما هذه إلا سجيّة مغرُّم
على شاطئ الوادي نظرت حمامة
أطالت عليّ حسرتي والتندم
فإن كنت مشتاقاً إلى أيمن الحمى
وتهوى بسكان الخيام فأنعم
أُشير إليها بالبنان كأنما
أُشير إلى البيت العتيق المعظم
خذوا بدمي منها فإني قتيلها
وما مقصدي إلا تجود وتنعم
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يا منية النفس إنني
قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي
ولا تحسبوا إني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها بأسهم
مهذبة الألفاظ مكية الحشا
حجازية العينين طائية الفم
لها حكم لقمان وصورة يوسف
ونغمة داوود وعفة مريم
أغار عليها من أبيها وأمها
ومن لجة المسواك إن دار في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحاً تقبل ثغرها
إذا أوضعتها موضع اللثم في الفم
فوالله لولا الله والخوف والرجا
لعانقتها بين الحطيم وزمزم
ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبة تحكي عصارة عندم
فقلت خضبت الكف بعدي هكذا
يكون جزاء المستهام المتيم
فقالت وأبدت في الحشا حرق الجوى
مقالة من في القول لم يتبرم
فوسدتها زندي وقبلت ثغرها
فكانت حلالاً لي ولو كنت محرم
وقبلتها تسعاً وتسعون قبلة
مفرقة بالخد والكف والفم
ولو حُرِّم التقبيل على دين أحمد
لقبلتها على دين المسيح ابن مريم
وعيشكم ما هذا خضاب عرفته
فلا تك بالزور والبهتان متهم
ولكنني لما وجدتك راحلاً
وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمي
بكيت دماً يوم النوى فمسحته
بكفي فاحمرّت بناني من دمي
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة
لكنت شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكا
بكاها فقلت الفضل للمتقدم
بكيت على من زين الحسن وجهها
وليس لها مثل بعرب وأعجم
أشارت برمش العين خيفة أهلها
إشارة محسود ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قال مرحبا
وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
ألا فاسقني كاسات خمر وغن لي
بذكر سليمى والرباب وزمزم
وآخر قولي مثل ما قلت أولاً
أراك طروباً والهاً كالمتيم

وللشاعر العباسي  ابن زيدون      ايضا نصيبا  في الشعر عن الحب والقبل  وفي رائعته
يقول  عندما  احب  امراه اسمها  ولاده بنت المستكفي  حيث انشد  يقول
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا


ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا


مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا


غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا


فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسـِنَا؛
وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا


وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَـى تَفَرّقُنا،
فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا


يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا


لم نعتقدْ بعـدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا


ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ

وللعباس ابن الاحنف ايضا  حين قال في قصيدته  واصفا  الحب  والغزل  والقبل


ازين نساء العالمين اجيبي _ _ _ _ _ دعاء مشوقٍ بالعراقِ غريبِ
أيا فوز لو ابصرتني ما عرفتني _ _ _ _ لطول نحولي بعدكم وشحوبي
وكنتم تزينون العراق فشانه_ _ _ _ _ ترحلكم عنه وذاك مذيبي
وكنا وكنتم في جوار بغبطةٍ_ _ _ _ نخالس لحض العين كل رقيبِ
فلا ضحك الواشون يا فوز بعدكم_ _ _ _ولا جمدت عينٌ جرت بسكوبِ
وأني لأستهدي الرياح سلامكم_ _ _ _ان اقبلت من نحوكم بهبوبِ
وأسئلها حمل السلام اليكمُ_ _ _ _ فان هي يوماً بلغت فأجيبي
أرى البين يشكوه الاحبة كلهم_ _ _ _فيا رب قرب دار كل
واما عنتر ابن شداد له الحظ الوافي  في  شعر الحب والغزل والقبل  حيث  وصف تقبيل  السيف
كتقبيل الحبيب


صحا مِنْ بعْدِ سكرته فؤَادي وعاود مقْلتي طِيبُ الرُّقاد
وأصبح من يعاندني ذليلا كَثيرَ الهَمّ لا يَفْدِيهِ فادي
يرى في نومهِ فتكات سيفي فَيَشْكُو ما يَرَاهُ إلى الوِسادِ
ألا ياعبل قد عاينتِ فعلي وبانَ لكِ الضلالُ من الرَّشاد
وإنْ أبْصَرْتِ مِثْلِي فاهْجُريني ولا يَلْحَقْكِ عارٌ مِنْ سَوادي
وإلاَّ فاذكري طَعني وَضَربي إذا ما لَجّ قَوْمُك في بِعادي
طَرَقْتُ ديار كِنْدَة َ وهي تدْوي دويَّ الرعدِ منْ ركضِ الجياد
وبَدَّدْتُ الفَوارِسَ في رُباها بطعنٍ مثلِ أفواه المزادِ
وَخَثْعَمُ قد صَبَحْناها صَباحاً بُكُوراً قَبْلَ ما نادى المُنادي
غدوا لما رأوا من حد سيفي نذير الموت في الأرواحِ حاد
وعُدْنا بالنّهابِ وبالسَّرايا وبالأَسرَى تُكَبَّلُ بالصَّفاد




هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ
علقتها عرضاً واقتل قومها وابني ربيعة في الغبار الأقتم
إنْ كنتِ أزمعتِ الفراقَ فإنما زمَّت ركائبكم بليلٍ مظلم
ما راعني إلاّ حمولة ُ أهلها طَبٌّ بأَخْذِ الفارسِ المُسْتلئِم
فيها اثنتانِ وأربعونَ حلوبة ً سوداً كخافية ِ الغراب الأسحم
إذ تستبيكَ بذي غروب واضح عذبٍ مقبلهُ لذيذُ المطعم
وكأنما نظرتْ بعينيْ شادنِ رشأٍ من الغزلانِ ليس بتوأم
وكأَنَّ فَارَة َ تاجرٍ بقسيمَة ٍ سبقتْ عوارضها اليكَ من الفمْ
أوْ روْضَة ً أُنُفاً تضمَّنَ نبتَها غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ
جادت عليها كل عين ثَـرَّةً فتركنَ كلَّ حديقة ٍ كالدرهم
سَحّاً وتسْكاباً فَكلَّ عشيَّة ٍ يجري عليها الماءُ لم يتصرَّم
هزجاً يحك ذراعه بذراعه غرداً كفعل الشارب المترنم
تمسي وتصبحُ فوق ظهر حشية ٍ وأبيتُ فوق سرَاة ِ أدْهم مُلْجَم
وحشيتي سرجٌ على عبل الشَّوى نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المحزِمِ
هل تبلغنى دارها شدنية لُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّرابِ مُصرَّم
فكأنما أقصُ الإكام عشية ً بقريبِ بينِ المنْسِمين مُصلَّم
تأوي له قلصُ النَّعام كما أوتْ حزقٌ يمانية ٌ لأعجمَ طمطمِ
يتبعنَ قلة رأسهِ وكأنهُ حِدْجٌ على نعْش لهُنَّ مخيَّمِ
شَربتْ بماءِ الدُّحرُضينِ فأَصْبحتْ زوراءَ تنفرُ عن حياض الدَّيلم
هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عطفتْ لهُ غضبى اتقاها باليدين وبالفم
أبقى لها طولُ السّفار مقرمداً سنداً ومثلَ دعائمِ المتخيم
بركتْ على ماءِ الرداع كأنما بركت على قصبٍ أجشّ

واخيرا  تقبلوا تحياتي  بهذا المقطع  مع شكري لكم


قبلتها و رشـفـت خمرة ريـقـهـا فـوجـدت نــارَ صــبــابةٍ فـي كـوثــــــــــــر


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/14



كتابة تعليق لموضوع : القبله لغة الشعراء وبصمة حب للعاشقين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net