صفحة الكاتب : ضياء المحسن

سياسة بلا مبادئ!!
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعد علم السياسة حقل من حقول المعرفة، وهو علم إنساني تنصب إهتماماته على دراسة النشاطات السياسية للإنسان من قبيل الحكم والتصويت والضغط السياسي وتكوين التنظيمات السياسية " أحزاب وجماعات ضغط ومصالح"
يمثل الإنسان مركز السلطة، وعليه لا يمكن فهم الإنسان إلا عبر معرفة علم السياسة، وكيفية تشكل السلطة وتطورها وأدواتها، كما أنه يقودنا الى معرفة كيف يتم بناء المجتمع وطبيعة الحراكات السياسية والإجتماعية والإقتصادية داخله، بالإضافة الى أن هذا العلم يقودنا الى مناقشة كيف تطور الفكر تجاه الفرد والمجتمع والدولة، والعلاقات الضابطة بينهم، وأخيرا فهو يخبرنا عن علاقة التأثير والتأثر لكل من الدولة والحكومة في كل منهما
يقول غاندي " سبعة اشياء تدمر الإنــسان: سياسة بلا مبادئ، متعة بلا ضمير، ثروة بلا عمل، معرفة بلا قيم، تجارة بلا أخلاق، عِلم بلا إنسانية، العبادة بلا تضحية"
في عالم السياسة، ليس من المفترض أن تكون الحسابات مجرد أرقام، مع تداخل المصالح وإجادة المعارضين لسياسات الحكومة، بدون أن ينظروا الى أن النتيجة ستكون جماعية، ذلك لأنه كما أن المعارضة تسأل الحكومة عن كل ما تقوم به، فعلى النواب أن لا ينسوا نصيبهم من تمكين الحكومة بالعمل بدون ضابط أو رقيب أو تقويم لعملها؛ إلا إذا إستثنينا ظهورهم على القنوات الفضائية والتشهير بالحكومة من باب لي الذراع ومحاولة إقتناص ما لم يتمنكوا من إقتناصه وراء الأبواب المغلقة، وهم بهذا يحاولون إحراج الحكومة ليس إلا
في عالم السياسة، ليس دائما النتائج تكون متطابقة " فحساب الحقل يختلف عن حساب البيدر" لأنه ليس عملية جمع رقمين مع بعضهما، بل هو عملية متداخلة، فكما أن الحكومة تخطئ كذلك فإن لمجلس النواب نصيب من تلك الأخطاء التي ترتكبها الحكومة، كونه لم يستعمل الحق الذي لديه وهو مراقبة عمل الحكومة وتصويبه عند الضرورة، وهو ما لم نره طيلة عمر مجلس النواب في دورتين تشريعيتين
هناك آثار عملية ليساسة بدون مبادئ أو أخلاق، وفي هذا يقول عالم الإجتماع الفرنسي ( غوستاف لوبون ) : إن أسباب سقوط جميع الأمم الذي يذكرها التاريخ بلا إستثناء هو تغير طرأ على مزاجها العقلي ترجع علته إلى إنحطاط الأخلاق ويقول ( روجيه غارودي ) عن الميكافيلية التي تعتقد أن الغاية تبرر الواسطة: "هي الحيوانية السياسية التي تحددها تقنيات الوصول إلى السلطة، وليس التفكير في الغايات الإنسانية للمجتمع" في الوقت الذي نعى القرآن الكريم الذين يلبسون الحق بالباطل، ((وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ))البقرة42 أي يلجأون إلى الخداع اللفظي والفكري ، وخلط الأوراق، إنها صورة السياسي الذي يموه الجماهير كي تسير وراءه، بينما نجد أن المبادئ الثابتة والجوهر الثابت تعطي المجتمع نوعا من الأمن واليقين
تعد السياسة أُم الممكنات، بل هي الممكن ذاته، فهناك متغيرات دائمة في المواقف وهناك ليونة لابد منها في مواطن كثيرة تفرض نفسها على السياسي، لكن الصحيح أيضا، وجود ثوابت ومبادئ لا تتغير ولا تتبدل مع الزمن والشخوص، ولابد من الإصرار عليها، فالوصول الى السلطة والكرسي ليس هو الغاية؛ إنما هو وسيلة لتحقيق برنامج إنتخابي تعد فيه جمهورك الذي يقف خلفك
إنطلقت بعض الأصوات مؤخرا لإصدر عفو بمناسبة شهر رمضان الكريم، بحجة إحتواء هؤلاء المجرمين. ونحن نقول إن هذا ليس من السياسة بشيء، لأن المجرم لن يزداد إلا إجراما وأذى لشعبه وجيرانه، إنها دعوة لمساعدة المعتدي ليتجرأ أكثر على الضعيف، فهل من المعقول أن يتوسط شخص بين الذئب والحمل!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/22



كتابة تعليق لموضوع : سياسة بلا مبادئ!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net