وجوه غادرتنا
وجوهُ لن نعد نراها بعد
وموائد لم تعد تجمعنا
رائحة الرز العنبر التي كانت تملئ البيت
وقدر الهريس
وصحون الجيران التي تتبادل عند وقت الغروب
كلها لازالت عالقة في مخيلتي
لازلت اتذكرها كما هي
صحون بيضاء حملت صورة الزعيم
لم نكن نعرف من ذلك الرجل الذي تظهر صورته ماعون النعمة
كنا نتساءل
فتجيبنا جدتي بصوت منخفض تتبعه تنهيدة طويلة
هذا الزعيم
ولن نفهم ماتقصد بالزعيم
اهٍ يا وطني
قتلتك الفئة الباغية
لن نعد نسمع مدفع الافطار لنتسابق باقدامنا الصغيرة على المائدة
لن نعد نجمع القطع الصغيرة من مصروفنا اليومي في علبة (( النيدو )) الصغيرة
لتكفينا تأرجح ولعب بدواليب الخشب عند قدوم العيد
يا الهي
كم انا حزين على حكايا فقدت سطورها من دفاترنا اليومية
كم انا حزين على شعب لم تعد تجمعه موائد الحب الا في العزاءات
سعدون التميمي
12 / 7 / 2012
من مكان بعيد عن العنبر
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat