صفحة الكاتب : د . حسين ابو سعود

الرقابة العامة للمرجعية الدينية في العراق (رسالة دكتوراه)
د . حسين ابو سعود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد تنامي اهمية المرجعية الدينية اثر التغيير السياسي الكبير الذي حصل في العراق عام 2003 م ، وتعاظم دور المرجعية في الاشراف والتوجيه في مختلف مناحي الحياة للفرد العراقي صارت المرجعية موضع الاهتمام من قبل المثقفين والسياسيين وارباب الفكر في جميع انحاء العالم،وتولدت هناك ضرورة ملحة للكتابة والبحث في باب المرجعية ، وكان الشيخ عباس الامامي احد هؤلاء المهتمين في هذا الباب حيث كتب رسالة ماجستير بعنوان (الدور السياسي للمرجعية الدينية في العراق الحديث) اجيزت من الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية في بريطانيا وقد تم طبع الرسالة في حينه في كتاب يحمل نفس العنوان حيث لاقى نجاحا واهتماما من الاوساط الفكرية المختلفة مما حدا به الى توسيع دراسته في المرجعية والتخصص فيها فشرع بالاعداد لدراسة اوسع سماها ( الرقابة العامة للمرجعية الدينية في العراق الحديث) نال بها شهادة الدكتوراه من الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية في العاصمة البريطانية، وقد اشرف على الرسالة اية الله الدكتور السيد فاضل الميلاني ، وقد ناقش الرسالة كل من الدكتور عبد الحسن السعدي المتخصص في القانون الدولي والدكتور محمد علي الناصري احد اساتذة الجامعة.

وقد اهدى الباحث ثمرة جهده الى روح شخصيتين علميتين كبيرتين احدهما العالم التركماني الكبير الحجة الشيخ حسين علي البشيري والمهندس السيد محمد علي الشهرستاني تغمدهما الله بواسع رحمته وذلك وفاء منه  لكل الذين قدموا ما لديهم من علم وجهد في سبيل الدين الاسلامي الحنيف علما بان الشيخ البشيري هو احد اعلام التركمان في العصر الحديث وقد قضى نجله الاستاذ الشيخ محمد البشيري شهيدا في اقبية وزنازين النظام البعثي بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرض له.

والباحث الدكتور عباس الامامي هو الاخر من الشخصيات التركمانية الفاعلة على المستوى المحلي والدولي وله نشاطات بارزة في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية وهو احد مؤسسي منتدى الوحدة الاسلامية في بريطانيا.

وقد تم تكريمه من قبل المركز الحسيني للدراسات في لندن بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه حيث احتفى به راعي المركز سماحة اية الله الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي الذي قدم له هدية رمزية بالمناسبة واشاد بجهوده ومنجزه العلمي، فيما القى الشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز شبين بالمناسبة قصيدة عصماء بين من خلالها مآثر الشيخ الدكتور الامامي، وقد حضر حفل التكريم اساتذة يمثلون مختلف شرائح المجتمع ومن مختلف الدول بما فيها ايران والعراق ولبنان وباكستان وغيرها،وكان من ضمن الحضور ايضا عميد الدراسات العليا في الجامعة العالمية للدراسات الاسلامية الدكتور الشاعر ابراهيم العاتي.

هذا وسيصار قريبا   الى طبع الدراسة في كتاب يتوقع له ان يلقى قبولا حسنا في الاوساط الثقافية والدينية والفكرية مثل كتابه السابق، وان الكتاب يستقي اهميته من انه بحث ابواب الرقابة العامة للمرجعية بشكل موضوعي متخذا المنهج الوصفي والتاريخي والتحليلي بما اهله للتوصل الى نتائج ذات دلالة كبيرة في هذا الباب، وان ما دفع الباحث الى اختيار هذا العنوان للرسالة هو كون المرجعية الدينية كانت ولا تزال تتمتع بالكثير من مقومات القدرة والنفوذ والرقابة لا سيما في العراق الحديث، والمرجعية كما لا يخفى اصبحت محركا لكثير من الملفات والقضايا ومؤثرة في الواقع المحلي والاقليمي والدولي بالاضافة الى كونها تتحمل المسئولية تجاه الدين والمجتمع ،وتعد الدراسة الاولى من نوعها على الساحة الاكاديمية.

واشتملت الدراسة على ثلاثة ابواب فضلا عن التمهيد الذي اشتمل على مناقشة موقع المرجعية الدينية في حياة الامة والمسارات العلمية والاهمية الحضارية لها، واشتملت الابواب الثلاثة على طبيعة ونطاق الرقابة ومصادرها ويشمل مفهوم الرقابة وشرعيتها في النظام الاسلامي والزامية رقابة المرجعية واثارها، والباب الثاني تم تخصيصه لدراسة موضوع (رقابة المرجعية على نظم الوقف) فعرض الباحث فيه مفهوم الوقف في النظم الغربية ورقابة المرجعية لنظام الاوقاف والحقوق الشرعية وتطرق الى الدور التاريخي للوقف في الاسلام واهمية وعرض الاحكام الفقهية الخاصة بالوقف بالاضافة الى رقابة المرجعية على اوقاف العتبات الدينية المقدسة في العراق.

وخصص الباحث الباب الثالث والاخير لرقابة المرجعية في المجالين الاجتماعي والسياسي وضمنها رقابة المرجعية على نشاط المغتربين  العراقيين في بلاد المهجر، وقد قام الباحث اثناء الاعداد للرسالة بعمل استبيان وسط المغتربين العراقيين للاطلاع على اراءهم وتوقعاتهم وتصوراتهم حول رقابة المرجعية الدينية ومواقفها ومسئولياتها ومعتمديها ومكاتبها وغيرها .

وعلى اي حال فالبحث يعتبر ثمرة جهود مضنية للباحث وصل من خلالها الليل بالنهار ليكون امينا في نقله وموضوعيا في طرحه وحياديا في نتائجه التي توصل اليها في بحث اهم جهة رقابية في المجتمع ، اعني بها المرجعية الدينية ولا شك بان الباحثين وغيرهم سوف يستفيدون من هذه الرسالة استفادة عظيمة في البحوث القادمة عن المرجعية الدينية في العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين ابو سعود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/11



كتابة تعليق لموضوع : الرقابة العامة للمرجعية الدينية في العراق (رسالة دكتوراه)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net